عادت إلى الهواية التي أحبتها في طفولتها بالستين من عمرها، فحملت قلم الرسم الذي ورثته من ابنها المغترب، حيث قدمت العديد من اللوحات، وشاركت في معارض كثيرة، مؤكدةً أنّ الفنَّ لا عمر محدداً له.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 17 آذار 2020 زارت "عنود حسن" في منزلها، للحديث عن مشوارها مع فن الرسم، الذي انطلق معها في عمر مبكر، وتوقف فترة من الزمن، ثمّ عادت إلى هوايتها متأخرة، فقالت: «منذ الصغر كان اهتمامي وعشقي للرسم، وخلال دراستي عززت الموهبة باهتمام مضاعف لمادة التربية الفنية، ونلتُ الكثير من الإشادة من معلمي المادة، وكان حرصي لتكون جميع موادي ودفاتري مزينة بخط واضح وجميل، واستمرت مشاركاتي حتى جاءت فترة توقف قسرية في حياتي الفنية».

منذ الصغر كان اهتمامي وعشقي للرسم، وخلال دراستي عززت الموهبة باهتمام مضاعف لمادة التربية الفنية، ونلتُ الكثير من الإشادة من معلمي المادة، وكان حرصي لتكون جميع موادي ودفاتري مزينة بخط واضح وجميل، واستمرت مشاركاتي حتى جاءت فترة توقف قسرية في حياتي الفنية

وعن رحلة العودة إلى الرسم تابعت قائلة: «أقبلتُ على الزواج في عمر مبكرة، فكان قرار التوقف عن إكمال الرسم والتفرغ لتربية الأولاد، حيث انضم ابني البكر إلى قائمة محبي الرسم، وحوّل جزءاً كبيراً من منزلنا للرسم والألوان واللوحات، وأبدع في مراحل كثيرة، وكنت متابعة له بحب ودعم واهتمام، لأنه أكمل ما كنتُ أطمح إليه.

لوحات في منزلها

جاءت الحرب اللعينة وفرقتني عنه، وترك كل ما رسمه في المنزل، لكن غربته كانت دافعاً لأعود إلى ما توقفتُ عنده، حتى يكون ابني قريباً مني وهو بعيد، عدتُ إلى هوايتي عام 2011 بإصرار أكبر وعزيمة أقوى، حاملة معي عدة رسائل، أهمها أن المرأة قادرة على العطاء في شتى المجالات، حتى لو كانت متقدمة في العمر، وأقول للمرأة بشكل عام، لا مانع من إكمالها هوايتها وموهبتها الفنية في أي وقت تريد».

ومع الرسم بعد الستين تضيف: «أحد أسباب توقفي عن الرسم عدد من السنوات، عدم توفر أدوات ومعدات لهوايتي، لكن بعد سفر ابني، وتركه لكل أدواته، سهل عليّ العودة، فانطلقت مجدداً، فطورت نفسي بجهد ذاتي، ورسمت عشرات اللوحات بالأقلام والألوان، وأي فكرة مهما كانت حزينة أو سعيدة أجعلها في لوحة، بدأت عام 2011 المشاركة في المعارض، من خلال دعوات أحصل عليها، بالإضافة إلى إنجاز معرضين فرديين باسمي عامي 2011 و2012، وحصلت على عدد من بطاقات الشكر من عدة مؤسسات ثقافية في المدينة، لم أعرف الانكسار واليأس، بل أزداد تفاؤلاً وإصراراً يوماً بعد يوم».

أثناء العمل

الرسام "أحمد العبد" من فناني ريف مدينة "القامشلي" بيّن رأيه في تجربة "عنود" قائلاً: «تعدُّ نموذجاً شبه نادر للإبداع في مجال الرسم في هذا العمر، خاصة وأنها معيلةُ أسرة وأمٌّ وزوجةٌ، والأهم أنها انطلقت لتشارك في معارض فردية وجماعيّة، وإن دلّ على شيء، فهو دليل واضح على تميزها الفني ورسالتها الاجتماعية، وحتى لوحاتها فيها روح وإبداع وتقدم رسالة معبّرة».

من جانبها "سامية علي" من سكان منطقة "القامشلي" تحدثت عن تجربة "عنود" قائلة: «لستُ من هواة الفن، لكنني أعجبتُ بخطوتها التي تعطي لجميع النساء دافع الطموح والثقة، أثبتت نفسها وصنعت من وقت فراغها ما يعود عليها بالمتعة والفائدة، متحدية العمر والظروف المحيطة، وحاولت أن تكون قريبة من ابنها المغترب من خلال ما يحب، فأبدعت ووصلت لمبتغاها».

عنود حسن

يذكر أنّ "عنود حسن" من مواليد "القامشلي" 1957.