دخل عشقه للرسم والخط العربي إلى فكره وهو تلميذ في المرحلة الابتدائيّة، حيث سخّر جلّ وقته واهتمامه ليكون متميزاً فيهما، متأثراً بالفنان "ممتاز البحرة" والرسوم الكرتونية التي عاشت مدة طويلة في الذاكرة الجمعية.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 13 كانون الأول 2018، زارت "أحمد الحياوي" في منزله بمدينة "القامشلي" للحديث عن تعدّد المواهب الفنية والأدبية التي يملكها، وبدايات الرحلة مع تلك الفنون، فقال: «في طفولتي تعلّقت كثيراً بالرسوم والأفلام الكرتونية، فدفعتني إلى رسمها وتقليدها منذ الصف الأول الابتدائي، وكان التأثر كبيراً في ذلك العمر بأنواع الخط العربي، حيث حاولتُ في تلك السنّ المبكرة تقليدها ورسمها، فقد كنتُ أجدها لوحة فنية. ازداد التعلّق والتأثر برسوم الفنان "ممتاز البحرة" التي كانت في المناهج الدراسيّة، منها رسوم "باسم ورباب"، ووجدتُ دعماً وتشجيعاً من كادر مدرستي، خاصة مدرّسو التربيّة الفنيّة، وشاركتُ في مسابقة الرواد بمجال الرسم والخط، وحصلتُ على المركز الأول على مستوى مدينة "القامشلي". في المرحلة الإعدادية حافظتُ على اهتمامي الكبير بتلك الفنون، وبدأت في تلك المرحلة استخدام الألوان الزيتيّة في اللوحات التي أرسمها، وبعد محاولات عدّة وأيام طويلة، بدأت تلك اللوحات تجد مكاناً لها في المعارض التي تقام على مستوى المدارس».

طموح جميل في مسيرته الفنية والأدبية، فهو يمزج بين أكثر من فن؛ يتقن الرسم والخط وكتابة الشعر بمهنية وإتقان، الأهم من ذلك أنه تخرّج في معهد اللغة العربية، وبعدها استمر في الدراسة ونيل الشهادة الثانوية ليتخرّج لاحقاً من كلية الآداب، قسم اللغة العربية، هذه إشارة إلى مدى الطموح الذي لديه، ومدى تعلقه باللغة العربية، في كل المجالات فرض اسمه وإبداعه، ونال احترام ذوّاقي كل الأنواع الأدبية والفنية التي يمتهنها

ويتابع "الحياوي" عن مشواره مع الرسم والخط بالقول: «في دراستي الثانوية، اجتهدت على تعليم الخط العربي بأدق تفاصيله من خلال الاعتماد على كتاب "هاشم البغدادي"، أتقنتُ من خلاله جميع أنواع الخطوط، وأحببتُ الخط "الديواني" لجماله؛ فتشابك حروفه يجعلها تشبه الأغصان المتداخلة، وهو قريب من الرسم، بعد إتقاني للرسم والخط العربي، اتّجهت إلى العاصمة "دمشق" وعملتُ فيها رساماً ضمن سوق المهن اليدويّة، وقدمت عشرات اللوحات، التي عبّر عن قيمتها كبار الرسامين في العاصمة، خاصة عندما توجهتُ إلى رسوم الاستشراق، ففيها دقة وواقعيّة وتصوير للتراث. وبعد العودة من "دمشق"، اتّجهت إلى رسم الصور الشخصيّة، لما لها من اهتمام لدى أبناء المنطقة، وقمت بتعليم هذا الفن للشباب الراغبين بذلك، بحكم قربي منهم كثيراً في مدارس التربية، حتى لا يعتمدوا الخط الجاهز من الحاسوب، فذلك النوع من الخط لا يحمل روحاً وقيمة فنيّة».

آخر أعماله

ختم "أحمد الحياوي" حديثه عن الجانب الأدبي الذي يتقنه: «في مجالي الرسم والخط العربي، شاركتُ بعشرات المعارض الفنية في مدينة "القامشلي"، سواء معارض فرديّة أو جماعية مع نخبة من فناني المحافظة. إلى جانب ذلك، لديّ اهتمام كبير بالشعر العربي، حيث شاركتُ بأصبوحات وأمسيات شعريّة كثيرة في المركز الثقافي العربي بـ"القامشلي"، إضافة إلى إصدار مجموعة شعريّة بعنوان: "هناك"، ومن أبياتها:

"يا طفلة نامت على خد القمر... وتعطرت منها الثريا في السحر

وهو يرسم

نسجت لها كل الكواكب ثوبها... سارت به فوق المجرة في خفر

بحضورها تغدو القوافي لؤلؤاً... والشعر من فرط التدلل قد نثر"».

لوحة تعبر عن جمال الريف

بدوره الرسام "رشيد الحسين" عبّر عن رأيه بزميله في المهنة "أحمد الحياوي" قائلاً: «طموح جميل في مسيرته الفنية والأدبية، فهو يمزج بين أكثر من فن؛ يتقن الرسم والخط وكتابة الشعر بمهنية وإتقان، الأهم من ذلك أنه تخرّج في معهد اللغة العربية، وبعدها استمر في الدراسة ونيل الشهادة الثانوية ليتخرّج لاحقاً من كلية الآداب، قسم اللغة العربية، هذه إشارة إلى مدى الطموح الذي لديه، ومدى تعلقه باللغة العربية، في كل المجالات فرض اسمه وإبداعه، ونال احترام ذوّاقي كل الأنواع الأدبية والفنية التي يمتهنها».

يذكر، أن "أحمد الحياوي" من مواليد مدينة "القامشلي"، عام 1973.