بتواضعه الفطري يقول إنه مازال يتعلم كالأطفال، تزوره في محرابه الذي يلجأ إليه كلما جنّ الليل والنسمات تخترق سكينته، تجده يعيش مع لوحاته ويستغرق بها، ويخضع لوحاته لولادة جديدة يتجاوز بها قسوة الحياة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 11 نيسان 2018، التقت "فايز السالم" ليحدثنا عن فنه، فقال: «أنا أؤمن بأن دور الفنان في المجتمع كدور أي شخص فاعل في أي جانب من جوانب الحياة، وأنا وجدت رسالتي تكمن في توظيف ريشتي لخدمة مجتمعي، ولم أفكر يوماً أن رسالتي بغير الفن، فهناك حالة عشق بيني وبين اللون، وأنا أترجم هذا العشق عبر العطاء الفني، ولا قيمة للفن والفنان من غير رسالة، وأظن أن الفن الذي يؤدي رسالته هو الفن القادر على التأثير، ومع أن الواقع هو النبع الثّر للفنان، فيجب ألا يصوّره حرفياً، أو ينقله كما تفعل المرآة، إنما عليه أن يحذف من الواقع ويضيف إليه من خياله ووجدانه ومشاعره؛ بمعنى أن يعيد تشكيل الواقع من منظور إحساسه وعاطفته، فيصور المحيط والبيئة، ويؤثر في الآخرين من خلال ما يضيف ويحذف، وإنني معني بالتعبير عن مشاعري لا بتوضيحها، فالفنان هو مؤرخ اللحظة، لكن من وجهة نظره».

"فايز السالم" فنان موهوب ومتمرس وعلامة فنية مميزة، ساهم في إغناء المشهد الثقافي والفن التشكيلي، ومشارك فعال في جميع معارض "الحسكة"، وله بصمات واضحة، وهو بحق فنان الأبعاد الإنسانية ذات المحتوى الرمزي، وعازف ماهر على أوتار الذاكرة الشعبية، وسابح ماهر في مواضيع الحلم والواقع

أما بالنسبة للوحة، فيقول: «أظنّ أن اللوحة الفنية مهما كانت أبعادها ومساحاتها لا تحد من انطلاقة الفنان، ولا تعطيه الحرية أيضاً؛ فقد تكون أمام لوحة عملاقة، لكنها فقيرة بالمعنى والخيال والجماليات الافتراضية، وبالمقابل يمكن أن تكون أمام لوحة صغيرة تحدثك عن عوالم رائعة، وهذا الأمر يتعلق بقدرات الفنان على توظيف مهاراته على قاعدة الخيال الذي يمتلكه، والفنان لا يستطيع تحديد موقعه في فضاءات الألوان؛ لأنه يظنّ أنه مبتدئ دائماً؛ وهذا سر نجاح أي فنان حقيقي، وأظنّ أن الذي يحدد موقع الفنان هو جمهوره والنقد المنصف الذي يجب أن يعطي كل فنان حقه من التقويم والتقييم».

من أعماله

ويضيف "السالم": «أجد نفسي دائماً حيث أبدع، سواء في لعبة المساحات اللونية الحرة، أو في رسم الشخصيات التي تحمل رمزية معينة أدبية أو تراثية أو مهنية، كما أن العمل الفني -نوعاً ما- هو شهادة وجود وحياة للثقافة بوجه عام، وعبارة عن حوار ثقافي بين المتلقي والفنان، وأرى أن الفن يجب أن يكون صادقاً، والصدق في أن يحمل الفنان فكراً معيناً وهموماً ومواضيع معينة، ويبتعد عن التقليد والتأثر بالفنانين الآخرين حتى يكون فنه أصيلاً وصادقاً».

عنه قال الباحث والناقد الفني "معاذ الرحبي": «"فايز السالم" فنان موهوب ومتمرس وعلامة فنية مميزة، ساهم في إغناء المشهد الثقافي والفن التشكيلي، ومشارك فعال في جميع معارض "الحسكة"، وله بصمات واضحة، وهو بحق فنان الأبعاد الإنسانية ذات المحتوى الرمزي، وعازف ماهر على أوتار الذاكرة الشعبية، وسابح ماهر في مواضيع الحلم والواقع».

لوحة من لوحاته

يذكر أن الفنان "فايز السالم" من مواليد "الحسكة" عام 1971، وهو موظف وعضو في اتحاد الفنانين التشكيليين، متزوج ولديه 5 أبناء، وشارك في أغلب معارض "الحسكة" منذ عام 1995، وله مشاركات في "دمشق".

الناقد الفني "معاذ الرحبي"