انتسب بالحب إلى عالم الفن منذ سنواته الأولى، وانطلق نحو كتابة النصوص الشعرية في مرحلته الثانوية، بعدها دخل عالم السينما وتخصص فيها، وحقق إنجازات تحسب له؛ من خلال النادي السينمائي الذي أسّسه، والمهرجان السينمائي الذي أطلقه عام 2017.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 13 كانون الثاني 2018، التقت المخرج السينمائي "سلام حسن" للحديث عن ذكرياته ومشواره مع الفن عامة، والسينما خاصة، فقال: «بدأت علاقتي مع الفن والثقافة عموماً منذ أيام الطفولة، انطلقتُ بتجارب شعرية نثرية، لاقت الإعجاب والمديح من أساتذتي وأصدقائي، وبعد مدة قصيرة من التعلق بالفن، كتبت عدداً من النصوص المسرحية لبعض الفرق الشعبية، كل ذلك قبل نهاية مرحلة التعليم الثانوي، التي كانت بداية شغفي بالقراءة الأدبية، فمن المعلوم أن القراءة تحفّز على الكتابة وتعطي رصيداً ومخزوناً معرفياً للإنتاج الإبداعي، كنت من رواد المكتبة المدرسية، وضمن حصص الفراغ والاستراحات، مع حرصي الشديد منذ الطفولة على شراء الكتب والمجلات والصحف، على حساب أي شيء آخر، لذلك أستطيع الجزم بأنني عشقت عالم الفن من باب القراءة، بعد الكتابة الشعرية والنثر؛ وهما معي حتّى الآن».

حقق النادي نجاحات عديدة من خلال فتح كمّ هائل من العلاقات مع مهرجانات ومؤسسات ثقافية عالمية، وهذه العلاقات أعطت الصورة الأجمل عن وطننا، وتبادل الأفلام بكل أنواعها؛ وهو ما يفعّل عملية تبادل الثقافات والخبرات والمعارف بين الشعوب، والفنان "سلام" ينجز لإقامة مشروع توأمة المدن ثقافياًعلى المستوى المحلي والعالمي، كل ذلك من خلال مشروع النادي السينمائي، وهو اسم لامع في هذا المجال

ويتابع عن رحلة البداية مع عالم السينما: «اكتشفت عالم السينما الذي أدهشني وأثار الفضول المعرفي والبصري لديّ، وعن طريق المصادفة؛ فعندما دخلت إلى جامعة "دمشق" كلية الآداب، انتسبت إلى النادي السينمائي الطلابي، وبدأت حضور الأفلام التي كانت تعرض دورياً.

شهادات تقدير من سلام للأفلام المشاركة

في "دمشق" اكتشفت أن الكثيرين قد عملوا في المجال السينمائي والثقافي، وقطعوا أشواطاً طويلة في مجال الإبداع، فوقفت عند بعضهم لكسب الخبرة والمعرفة، وكان لا بدّ من التريث والاطلاع والقراءة لكي أستطيع أن أستوعب ما تمّ إنتاجه، وأنطلق للغوص في هذا الميدان الفني الرائع والشاسع؛ وهذا ما حدث؛ فكانت أولى تجاربي بعد كتابة القصيدة النثرية، المشاركة في كتابة فيلم روائي قصير، لاقى استحسان الكثيرين من أهل الفن، ثمّ عملت على إنتاج فيلم "أبيض أسود" من كتابتي وإخراجي، كان مميزاً وفريداً على مستوى منطقتنا، خاصة أن السينما كانت غائبة، وكان من تمثيل الأصدقاء الفنانين: "حسام الشاه"، و"محمد آل رشي"، و"روعة الخطيب"، ليكون أوّل فيلم كرتون سينمائي سوري بتقنية ثلاثي الأبعاد، وقد شارك في مهرجانات عديدة محلية ودولية. بعد تلك الخطوة توجهتُ إلى كتابة سيناريو الفيلم الروائي، وكانت البداية بسيناريو فيلم "مزة 86"، وعدة أفلام وثائقية، لعل من أهمها مشروع فيلم توثيق مدينتي "القامشلي"، من خلال سلسلة من الأفلام الوثائقية متصلة منفصلة، بمعنى أنها كلها عن المدينة، لكن بمحاور وقصص متنوعة. إضافة إلى ذلك، لديّ مقالات إعلامية نقدية دورية عن السينما بصحف ومجلات مختصة محلية وعربية».

وعن إنجازه الفني الخاص بالسينما في مدينته، تحدّث بالقول: «أسّست نادي "قامشلي السينمائي" في منتصف عام 2013 في المدينة، تحت شعار: "السينما حياة، والحياة جميلة"، لتحقيق أهداف عدة، منها: نشر ودعم الثقافة البصرية عموماً، والسينمائية خصوصاً، وإعادة إحياء السينما وطقوسها في المدينة ومحيطها، و"الجزيرة" عموماً، وتشجيع الشباب على العمل، والتعرف إلى هذا العالم الواسع والجميل. وهدفنا تعميم مفاهيم السلام والعيش المشترك والتسامح من خلال السينما؛ وذلك من خلال عرض أفلام لكل الفئات العمرية من أطفال وشباب وكبار، وأفلام تخص المرأة والبيئة، وكل مجالات الحياة كل أسبوع، ونجحنا في النادي بإقامة أسابيع للسينما السورية والعالمية على مدار أربع سنوات، والإنجاز الأبرز كان مهرجان "القامشلي" السينمائي السنوي، الذي أطلقنا النسخة التجريبية منه عام 2016، والدورة الأولى انطلقت تحت شعار: "السينما مرآة الشعوب ونبض الحياة" عام 2017، بمشاركة دولية واسعة وعربية ومحلية».

شعار المهرجان

الفنان "أحمد خالد" تحدّث عن خطوات "سلام" في الفن والسينما بالقول: «حقق النادي نجاحات عديدة من خلال فتح كمّ هائل من العلاقات مع مهرجانات ومؤسسات ثقافية عالمية، وهذه العلاقات أعطت الصورة الأجمل عن وطننا، وتبادل الأفلام بكل أنواعها؛ وهو ما يفعّل عملية تبادل الثقافات والخبرات والمعارف بين الشعوب، والفنان "سلام" ينجز لإقامة مشروع توأمة المدن ثقافياًعلى المستوى المحلي والعالمي، كل ذلك من خلال مشروع النادي السينمائي، وهو اسم لامع في هذا المجال».

يذكر أن المخرج "سلام حسن" من مواليد "القامشلي" عام 1971.