تعدّ من أكثر الرقصات صعوبة وجمالاً، تتميز بكثرة الحركات والدوران، يختص بأدائها فئة الشباب لما تحتاج إليه من لياقة وليونة، ولما تعنيه من حالات الدلال والغنج لدى الفتيات الباحثات عن شريك متميز، ومن صفات هذه الرقصة أن كبار السن متفرجون فقط.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 14 حزيران 2016، وقفت عند طقوس وقصة رقصة "الباكية" منذ أيّامها الأولى وحتّى تاريخه، فتحدّثت الشابة "نيرمين محمّد علي" عن تاريخها بالقول: «بالأساس هذه الرقصة ومنذ تأسيسها كانت مخصصة للشباب فقط، وتحديداً للفتيات، هذا ما سمعنا عنها تاريخياً، أمّا بالنسبة إلى أعراس وحفلات المنطقة، فكثيرة هي الرقصات التي تقدم فيها، لكن رغبتنا دوماً تكون لرقصة "الباكية" حصة. تعليمها وإتقانها فيهما صعوبة كبيرة، لذلك في المنزل وأثناء فترات الفراغ نحاول ممارستها مع عدد من فتيات الأسرة أو الحي، حتّى نكون في جاهزية تامة وخبرة كبيرة في أي حفلة أو مناسبة تقام في المدينة، فجميع الأعراس التي تقام عندنا تتنوع فيها الرقصات والجميع يشاركون فيها بكل الأعمار، إلا رقصة "الباكية" فلا يرقصها إلا من هو بعمر الشباب، وليس كل الشباب، إلا من يستطيع رقصها من دون أي خلل».

بالأساس هذه الرقصة ومنذ تأسيسها كانت مخصصة للشباب فقط، وتحديداً للفتيات، هذا ما سمعنا عنها تاريخياً، أمّا بالنسبة إلى أعراس وحفلات المنطقة، فكثيرة هي الرقصات التي تقدم فيها، لكن رغبتنا دوماً تكون لرقصة "الباكية" حصة. تعليمها وإتقانها فيهما صعوبة كبيرة، لذلك في المنزل وأثناء فترات الفراغ نحاول ممارستها مع عدد من فتيات الأسرة أو الحي، حتّى نكون في جاهزية تامة وخبرة كبيرة في أي حفلة أو مناسبة تقام في المدينة، فجميع الأعراس التي تقام عندنا تتنوع فيها الرقصات والجميع يشاركون فيها بكل الأعمار، إلا رقصة "الباكية" فلا يرقصها إلا من هو بعمر الشباب، وليس كل الشباب، إلا من يستطيع رقصها من دون أي خلل

أمّا الفنان "حسن ديركي" فحدّثنا عن الرقصة وخصوصيتها بالقول: «يومياً لدينا حفلة في منطقة من مناطق المحافظة، وعلى الفنان أن يلبّي طلبات الجمهور مهما يكن نوعها، فهو يطلب جميع الرقصات، أمّا رقصة "الباكية" فنستطيع أن نعدّها من الرقصات الفلكلورية، لشدة تميزها وكثرة الإقبال عليها سواء من فئة الشباب الراغبين برقصها، أو باقي الفئات الذين يتمنون المشاركة، لذلك ومع دخولنا عالم الفن أتقنّا الأغنية الخاصة بها، ودربنا العازف أيضاً لكي يكون حرفياً وذا خبرة عالية، فهي الرقصة الوحيدة من بين جميع رقصات الجزيرة السورية التي يكون عدد الأفراد المشاركين فيها قليلاً نوعاً ما، والأجمل في كل الأعراس التي تقام عندنا أن الجميع يشاركون في الرقصات، فرقصة "الباكية" "آشورية" تاريخياً لكنّ كل أبناء وأهالي المنطقة تعلموها ويمارسونها في مناسباتهم الصغيرة والكبيرة».

جمهور "الباكية" مستمتع

لأحد كوادر فرقة "بارمايا" الشعبية "طوني شمعون" حديث عن الرقصة، لكونه من الذين قاموا بتوثيق الرقصة بدقة، وتحدّث عن ذلك قائلاً: «الرقصة كانت عبارة عن أغنية فقط قبل مئات السنين، وهي بالأساس رقصة "آشورية"، وأثناء انطلاقتها كانت تعزف بواسطة آلتي "الطبل" و"الزرناية" من دون غناء، أمّا كلمة "باكية" فهي اسم فتاة آشورية، وأغلب الرقصات القديمة بمجملها كانت لأسماء صبايا، بهدف التغزل بهن بطريقة فنية، كما التغزل من خلال الشعر في فترة من الفترات، والرقصة في بداية تأسيسها كانت خاصة بالفتيات فقط، حيث يبادرن برقصها أمام الشباب حصراً، ويكون الشباب جالسين ضمن نسق واحد ويراقبون كل الحركات التي تصدر عنهن، ورقصة الفتيات عبارة عن دلع ودلال وإظهار الرشاقة والحيوية والجمال أمام الشباب، ومع مرور الوقت انضم إلى الرقصة فئة الشباب أيضاً وباتت الأيادي تتعانق وتتشابك، لتضفي جمالاً أحلى، ومنذ ذلك الوقت وحتّى تاريخه يفضّل كبار السن أن يكونوا متفرجين أو متابعين، وتأتي صعوبة الرقصة من كونها تتميز بكثرة الحركات والدوران، وتتطلب الدقة والتنسيق بين الجميع، فيتقدم الشباب أثناء الرقص بعدة خطوات إلى الأمام، ثم يكون التوقف، ويبدأ الميلان باتجاه اليسار والوجوه باتجاه الأمام، بعد ذلك يكون الدوران باتجاه اليسار، وأيضاً عدة حركات نحو الأمام، والوقوف ثم الدوران نحو اليمين، والعودة إلى الحالة الأولى، ويستمر الرقص بهذه الطريقة، بأناقة ممتعة، وعزف جميل وأغنية بات يتقنها جميع الفنانون، وضمن الفاصل والفاصل يقول الفنان: "باكية.. باكية.. باكية"، هذه الرقصة تقدم من خلال الفرقة وغيرها من الفرق الفنية في المهرجانات والكرنفالات».

الفنان حسن ديركي يغني "باكية"