عشقه للفن والغناء وطموحه للتميّز في الحياة، دفعه ليتحدى ما فرضه عليه القدر، وكان تأثره بأسماء لامعة في دفاتر الفنانين قد جعل منه فناناً مهمّاً في ميادين الكبار.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 تشرين الثاني 2014، وقفت عند العناوين السابقة لسيرة الفنان "محمود العبد" الفنيّة، التي تحمل أشياء مهمة وممتعة ويتباهى بها محبو الفن وعلى مستوى الوطن كلّه، خاصة أنه يحمل شعاراً جميلاً خارج حدود الوطن وهو "محمود السوري"، قلب لنا عن سيرته مع الفن والغناء منذ البداية، وقال عنها: «وُلدت في الحياة فوجدت نفسي شخصاً مثقلاً بإعاقة جسديّة، وكانت تؤرقني بدرجة كبيرة عندما كنتُ أحضر في حفلة أو عرس، فالإعاقة تمنعني من الدبكة، فما كان منّي إلا الصمت والتفكير مطوّلاً للوصول إلى منصة الغناء وكسب محبة أكبر شريحة من محبي الفن، ولم أرضخ لحالي بل رسمت هدفاً وهو أن أكون شخصاً يحظى بالمحبة والتقدير والاحترام، ومنذ السنوات الأولى وخاصة أثناء دراستي في المرحلة الإعدادية أعلنتُ عن ذلك، والبداية من المدرسة فكنت الفنان المبدع في جميع الحفلات التي كانت تقيمها مدرستي، وتطوّر الأمر لأكون فنان المدينة في المناسبات والاحتفالات التي تنظمها التربية وفي جميع حفلات السمر في المركز الثقافي، ولأنّ مؤهلات التميّز كانت حاضرة ووجدت دعماً كبيراً من حولي؛ فقد حصلت على الريادة في الغناء والمركز الأول على مستوى المحافظة وعلى مستوى جميع مدارسها، أمّا الوالد فكان متعنتاً في البداية لما تمّ اختياره من قبلي بل حطم العديد من الأعواد الموسيقيّة التي كنتُ أشتريها وبشق الأنفس، لا جرم حرصه كان على متابعتي للدراسة وعدم الانشغال بأمور أخرى، ولكن كان عهدي ووعدي له أن أكون ما يرغبه من مقاعد الدراسة فتجاوزت جميع المراحل والمستويات الدراسيّة، والآن أنا معلم في مدارس التربية».

أشهر وأميز الفنانين في منطقتنا، طالما هو حريص على حماية التراث الفني، يملك صوتاً رائعاً يشد ويجذب الجماهير، له جمهور غفير داخل وخارج حدود الوطن، وقدم رسالة جميلة للخارج ونالت إعجاباً هائلاً، يبدع في "المواويل" ويتألق في تحريك من يدر حلقات الدبكة، والأهم أنه يختار أنقى الكلمات لأغانيه

وللفنان "محمود" إضافات أخرى ومهمّة عن مشواره الفني، حدثنا عنها قائلاً: «تأثرت بأسماء فنيّة كبيرة وتحديداً الفن "العراقي" خاصة "ياس خضر، سعد الحلي" والتأثر الكبير بالفنان القدير "سعدون جابر" وتصفحت سيرته كلها فوجدته دكتوراً في مجال اللغة الإنكليزية، وكان دافعاً مهماً للاقتداء به، وأكدت لمن حولي أنه نموذج لمن يحب العلم والفن معاً، وخلال مدة وجيزة دخل اسمي الفني في أذهان الجماهير، وعام 1986 وخلال تلك المدة كانت الأعراس تقام من خلال الاستماع للأجهزة فقط دون وجود فنانين، وبذلك التاريخ كنتُ ضمن المدعوين لأحد الأعراس فطلب الجمهور بإصرار أن أكون أنا الفنان في تلك الحفلة، ولم أتردد ووقفتُ على المسرح بكل فخر وشوق ونثرت على مسامع الجماهير أجمل الأغاني الفراتية والخاصة بالدبكة العربية في منطقتنا، وهي: "الدبجة"، و"الحرام"، وهي من أشهر أغاني "الدبجة"، ومن كلماتها: "حرام كل من قاعد بالقرية.. حرام والله عرس غالينا اليوم.. حرام وكل الهلا بالحبايب.. حرام والي ما يدبك من قلبو.. حرام خلي يطلع من الدبجة.. حرام حرام حرام"، والكلمات مع الموسيقا وبدبكة الحضور تعطي بهجة وحيوية، ودائماً نكرر كلمة "حرام"، وفي ذلك العام أصدرت "كاسيتاً" من الأغاني الخاصة بتلك الدبكة وانتشر بسرعة كبيرة في أسواق المحافظة وسورية، ودول "الأردن، العراق، السعودية"، ومن هو خارج حدود الوطن ومن الدول الأخرى عندما يطلب إحدى الكاسيتات فيقول نريد لـ"محمود السوري"، وهو شرف كبير لي».

من حفلات الفنان محمود العبد

والبداية الناجحة تعطي نتائج مهمّة وهو ما كان مع الفنان "محمود": «كانت الانطلاقة مبهرة وتابعتُ المشوار منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا، وأصدرتُ أكثر من 35 كاسيتاً، وكلها من المواويل وللدبكة العربية الشهيرة في منطقتنا ولدبكة "الجوبي" أيضاً، وهذه الدبكة أنا أول من غنى عنها في منطقتنا قبل عشر سنوات تقريباً، لدي حفلات في أغلب مناطق "سورية"، إضافة إلى إحياء عدة حفلات في "لبنان"، وقبل مدة تمّ اختياري من قبل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لغناء اللون العربي الخاص بالجزيرة السوريّة، وأغلب الأغاني هي من كلماتي أيضاً لأنني أحرص على أن تكون الكلمات هادفة وذات معنى، بعيدة عن الكلمات الهابطة أو التي تعطى جزافاً دون اهتمام من قبل بعض الفنانين، أمّا بالنسبة لغناء "الموال" قبل أي أغنية فهو نوع ولون مهم في أي حفلة كانت؛ لذلك أتقن جميع الأنواع الخاصة بـ"المواويل"، وهي: "السويحلي، العتابا، النايل"، ومن أهم مواويل "العتابا": "من عنتي خلعت الباب بالعتاب.. أعرف من هم الأحباب.. عيني نامي نامي.. وما هو مصير الذي يتزوج بالغصب.. نامي عيني نامي"، وبالنسبة لـ"الفيديو كليب" فلدي واحد عن تراث المنطقة في الغناء الخاص بمنطقتنا باللون العربي».

الفنان "محمد الدوش" يتحدث عن زميله في المهنة بالقول: «أشهر وأميز الفنانين في منطقتنا، طالما هو حريص على حماية التراث الفني، يملك صوتاً رائعاً يشد ويجذب الجماهير، له جمهور غفير داخل وخارج حدود الوطن، وقدم رسالة جميلة للخارج ونالت إعجاباً هائلاً، يبدع في "المواويل" ويتألق في تحريك من يدر حلقات الدبكة، والأهم أنه يختار أنقى الكلمات لأغانيه».

موال عتابا من الفنان لضيوفه