في مركزٍ صغير في مكانٍ ما تحت الأرض، تمكن من تحقيق حلمه فأطفاه فوق السطح في خطوةٍ أولى، ثم ما لبث أن توسع به حتى نشره في عددٍ من بقاع الأرض، لكن هذا الاتساع لم يرضِ طموحه بعد.

"مروان شلمي" صاحب الحلم الطفولي، تحدث لمدونة وطن "eSyria" خلال اللقاء الذي أجري معه في 22 تشرين الأول 2014، فقال: «أغلب الأحيان تبدأ الأعمال والنجاحات المتتالية بحلم صغير، فلا يمكن للفكرة إلا أن تولد من حلم، ولتجسيد هذا الحلم على أرض الواقع لا بد من استنهاض الهمم؛ والبحث خلف المسببات ليستيقظ الإنسان من حلمه فيجد نفسه على أرض الواقع، "استوديو دريمز" هو ذاك الحلم الذي سعيت لتحقيقه مذ كنت صغيراً، بدأت هذه الفكرة منذ الصغر فقمت بالبحث عن البرامج والقطع الخاصة بالكمبيوتر، التي تدعم مجال العمل الموسيقي وبدأنا العمل التجريبي، وهو تسجيل بعض الأغاني كأول عمل للفنان المغترب "سركون داؤود" عام 1998، وبأسلوب بسيط أنتج أول عمل باللهجة الجزرية، ثم أنتجنا أعمالاً لكلٍ من الفنانين: "أسامة الحربي"، والنجم "عدنان الجبوري"، ثم انقطعت فترة العمل بسبب التحاقي بخدمة العلم».

على الرغم من إنتاج كم هائل من الأعمال الموسيقية المحلية والأوروبية، أطمح كمهندس صوت لتوسيع العمل خارج هذا النطاق؛ ليشمل ألواناً مختلفة من الوطن العربي، وبدأ يقصدنا مطربون مغتربون من "السويد وألمانيا"، وأخيراً أثمر هذا الحلم وبتنا نحصل على أتعابنا التي انعكست على تطوير عملنا تقنياً، واليوم أنا أنصح كل مطرب أو من يجد في نفسه إمكانية للغناء، أن يبادر بوضع بصمته التي لا بد لها أن تظهر إما عاجلاً أو آجلاً، ولن يفوتني أن أشكر الموزع الموسيقي من "لبنان" السيد "فادي جيجي"، الذي لم يدخر جهداً في تقديم العون والمشورة في كل ما أقوم به

يتابع: «بعدما أنهيت خدمة العلم عام 2004 بدأت فكرة تجهيز مقر بسيط تراودني، فقمت أنا وعازف الإيقاع "فادي عطا الله"، باستئجار محل صغير وشراء أجهزة خفيفة التكلفة، نظراً لعدم وجود الوارد المالي، وباشرنا العمل بأسعار تشجيعية جداً وفي بعض الأحيان كانت من دون مقابل، والهدف هو اكتساب أكبر عدد من الخبرات، وبعد عام انضم إلينا الموزع الموسيقي "كريست ميكائيليان"، فكان يقوم بتسجيل بسيط للموسيقا، بعدها يقوم المطرب بوضع صوته على الأغنية، ثم أقوم بمعالجة الصوت وعمل "الميكس" للأغنية لتخرج بهيئتها النهائية، ويمكنني القول إننا قدمنا الكثير من الأعمال التراثية الجزرية بكافة ألوانها، إلى أن تجاوز عدد الأعمال الموسيقية المنتجة 1000 عمل، ومع أن دراستي في المعلوماتية وعملي كمسؤول IT في جامعة "المأمون الخاصة"، فإن كل ذلك لم يؤثر في حبي للموسيقا، فقد كنت أعمل حتى في أيام العطل؛ لكي أنجز التراكمات التي حدثت خلال الأسبوع».

السيدة نواعم سلمان والمخرج أمجد حسن

يضيف: «على الرغم من إنتاج كم هائل من الأعمال الموسيقية المحلية والأوروبية، أطمح كمهندس صوت لتوسيع العمل خارج هذا النطاق؛ ليشمل ألواناً مختلفة من الوطن العربي، وبدأ يقصدنا مطربون مغتربون من "السويد وألمانيا"، وأخيراً أثمر هذا الحلم وبتنا نحصل على أتعابنا التي انعكست على تطوير عملنا تقنياً، واليوم أنا أنصح كل مطرب أو من يجد في نفسه إمكانية للغناء، أن يبادر بوضع بصمته التي لا بد لها أن تظهر إما عاجلاً أو آجلاً، ولن يفوتني أن أشكر الموزع الموسيقي من "لبنان" السيد "فادي جيجي"، الذي لم يدخر جهداً في تقديم العون والمشورة في كل ما أقوم به».

وقال الموزع والمنفذ الموسيقي "كريست ميكائيليان": «تابعنا كل ما هو حديث في مجال الأغنية المحلية والعربية، فوجدنا أن منطقة "الجزيرة" غنية بالتراث الغنائي؛ مثل: "السرياني، والكوردي، والآشوري، والأرمني، والمارديني"، لذا أضفنا إلى الأغنية المحلية طابعاً جديداً لا يحمل صفة لون معين، إنما قمنا بمزج بعض الألوان مع بعضها بعضاً لتصبح لوحة موسيقية رائعة، فأنا أبحث عن الجديد في هذا العالم وأحاول أن أخرج عن التوزيع الروتيني للأغاني لخلق روح جديدة في هذا المجال، لكن الموسيقا الحديثة أصبحت مرتبطة مباشرة بالصورة، لذا نجد أن الكثير من الأعمال الموسيقية الرائعة مندثرة، ومن هنا قام الاستديو بمساعدة جميع المطربين دون استثناء، بهدف مواجهة الطغيان والانتشار الذي يحققه التلفزيون، وقد تم التسجيل لعدد من الفنانين، مثل: "عبود فؤاد"، و"منذر العلو"، و"ميلاد عبدال"، و"سامر كابرو"، و"عدنان الجبوري"، ورامي آدم"، و"سعيد دولباني"، و"مراد كرم"، و"نور إبراهيم"، وغيرهم. وأطمح اليوم بتوزيع أعمال أكبر لتشمل موسيقا تصويرية للدراما السورية المميزة، ومؤخراً وبمساعدة السيد "بطرس بطرس" في "السويد"، بالتواصل مع التلفزيون السوري ومع برنامج أغلى شباب، للمعدة "نواعم سلمان" والمخرج "أمجد حسن"، تمكنا من إيصال العديد من الفنانين في "الجزيرة"، لتقديم المحافظة فلكلورياً عبر الشاشة الصغيرة، ولما ينته الحلم بعد وهو آخذٌ بالتوسع».

نوري اسكندر
الموزع الموسيقي كريست ميكائيليان