كثيرة هي الأعمال التي مارسها في شبابه، ولكن هواه كان نحو الفن والغناء، وتوافرت عدّة خصال فيه ليكون مميزاً في ذاك الميدان، أمّا تميّزه الأجمل فهو غناء التراث والفلكلور الكردي بطريقته الخاصة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 6 تشرين الثاني 2014، زارت الفنان "محمّد كاكلو" في إحدى حفلاته الفنيّة بمدينة "القامشلي"، وللوقوف عند رحلته الفنية منذ ولادتها الأولى، حدثنا قائلاً: «كان انتمائي وانتسابي لعائلة فنيّة سواء من جهة الوالد والأخ الأكبر سبباً كافياً لكي أحب الموسيقا والغناء، وخاصة أن نخبة من الفنانين كانت تحضر يومياً في منزلنا، فتحول الاحتكاك والجلوس اليومي معهم إلى حب كبير للفن وتعلق شديد لسماع كل ما هو جميل من تراث وفلكلور المنطقة، وعلى الرغم من ممارستي لأكثر من عمل ومهنة في شبابي، إلا أن الاستقرار ومنذ سنوات عديدة كان على خشبة المسرح ونثر الأغاني المتنوعة والمتعددة على جمهوري ومحبيّ، ولأن هدفي كان البحث عن نوع خاص من الغناء يكون بعيداً عن اللون العام وهو الاكتفاء بالغناء من أجل الغناء، تخصصت بالأغاني الفلكلوريّة الكرديّة والتراثيّة؛ وهو الذي يجذب الجمهور بنسبة كبيرة، وكانت أسرتي متعلقة بذلك النوع كثيراً فوجدتُ من عندهم دعماً رائعاً، وأحسه أمانة في أعناقنا من أجل الحفاظ عليه، وساعدني على ذلك وشجّعني كثيراً المرحوم الفنان "عادل حزني" وكان لأخي الفنان "عماد كاكلو" دور كبير ومهم في مشواري الفني، وكل ما ذكرته كانت عناوين مهمّة للمباشرة بأسلوب جيد في أحد أهم ميادين الفن وهو الغناء».

من الأسماء المهمة في عالم الفن، والسبب الرئيس لأنه يركّز على التراث والفلكلور، وهو من بين القلة القليلة من الفنانين الذين يتقنون العزف على البزق مع الغناء في الرقصة "الكردية والشيخاني" فعادة كل رقصة يمتهنها فنان، ويملك رصيداً شعبياً كبيراً لأنه يملك حواراً طيباً من خلال التفاعل معهم في الحفلات

ويتابع الفنان "محمّد" عن مشواره الفني بالقول: «الوصول للتميز في الفن والغناء لم يأت من فراغ؛ فقد واجهتني مجموعة من العقبات وخاصة في مسألة تأمين وشراء الأجهزة الموسيقيّة الخاصة للحفلات، ومن خلال أعمالي الحرة حققتُ المطلوب واشتريت ما كنت أحتاجه، ولأكثر من ثماني سنوات وأنا مع الغناء في عدد من الحفلات والمناسبات والأعراس، وعندما أقدم المقاطع الغنائيّة وفي أي بقعة كانت ترتسم الفرحة والسعادة على وجوه الحاضرين؛ وهنا كانت تكمن سعادتي الحقيقيّة، والآن وبعد تلك الرحلة الفنيّة بنيتُ رصيداً جماهيرياً كبيراً، ويظهر ذلك من خلال الدعوات اليوميّة لإحياء الحفلات والمناسبات لأهالي المنطقة، ولأنني تصديت للحفاظ على الأغاني الفلكلورية وذلك من خلال ارتدائي للباس الفلكلوري وتجهيز كليبات غنائية عنها ازداد الرصيد الجماهيري، فجميع الأغاني الفلكلورية تم تصوريها في أحضان الطبيعة وعند الأماكن التراثية بالمنطقة، وخلال أوقات زمنية محددة منها الحصاد أو زرع المحاصيل الزراعية، أو أثناء المهرجانات الخاصة بالمنطقة، وهي تجربة وفكرة أتميز بها على مستوى فناني المنطقة».

الفنان محمد الدوش

وعن إنجازاته في مجال الغناء يقول: «خلال تلك المدة أنجزتُ عدداً كبيراً من الأغاني والفيديوهات، ففي عام 2006 قدمت للجماهير أوّل كاسيت كان خاصاً برقصتي "الشيخاني، الكوجري" وهما من أشهر الرقصات الكردية في منطقة الجزيرة السورية خاصة، وأتبعته بكاسيت آخر عام 2007، وكان خاصاً ومتميّزاً بالرقصة الكرديّة فقط؛ وهي من أصعب وأجمل الرقصات التي يشتهر بها الأكراد، كما أقوم بالغناء والعزف معاً في رقصتي "الشيخاني، والكردي" وهي حالة نادرة لا يتقنها فنانو المنطقة، ولم أتوقف عند تلك الأعمال بل أنجزتُ في عام 2009 "فيديو كليب" بعنوان "خفتانو"، وهو عن اللباس الكردي الفلكلوري، وقدّم بطريقة فنيّة جميلة وفي أحضان الطبيعة، وحقق الفيديو صدى رائعاً حتّى اليوم، ولأنّ أذواق أبناء المنطقة الفنيّة متنوعة ومتعددة، ولأن نسبة كبيرة تهوى "المواويل" الكردية فكان لهم ما يبتغون ويريدون، ففي عام 2007 أنجزت "كاسيتاً" غنائياً خاص بـ"المواويل" الكرديّة الفلكلوريّة، وفي نهاية عام 2009 كانت العودة مجدداً للتراث والفلكلور بـ"كليب" "ما لم خراكر" بمعنى الشخص الذي خرّب بيتي وهو للمحبين والعشاق، وما أكثرهم وخاصة في فترة معينة عند بداية مرحلة الشباب ولذلك حفظها الكثيرون من شباب المنطقة، وتلك الأعمال كانت تتزامن مع إحياء حفلات عامة وخاصة ويومياً، خاصة احتفالات "النيروز" التي أشارك بها منذ عام 2006 وحتّى اليوم مع نخبة من فناني المنطقة، وحفلاتي لا تقتصر على منقطة بعينها إنما لي وجود في جميع مناطق ونواحي المحافظة».

كما كان لنا لقاء مع الفنان "محمّد الدوش" الذي حدثنا عن زميله الفنان "كاكلو" قائلاً: «من الأسماء المهمة في عالم الفن، والسبب الرئيس لأنه يركّز على التراث والفلكلور، وهو من بين القلة القليلة من الفنانين الذين يتقنون العزف على البزق مع الغناء في الرقصة "الكردية والشيخاني" فعادة كل رقصة يمتهنها فنان، ويملك رصيداً شعبياً كبيراً لأنه يملك حواراً طيباً من خلال التفاعل معهم في الحفلات».

محمد على خشبة الغناء