من قصة تاريخية تجاوز عمرها مئات السنين، لأغنية شعبية مشهورة يعزفها ويغنيها ليس فقط فنانو "القامشلي"، وإنما جميع فناني الجزيرة السورية، في المناسبات والحفلات، إنها أغنية "أز خلفم" قصة الرثاء والثأر.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 6 آب 2014، وقفت عند عدد ممن له علاقة بتلك الأغنية الفلكلورية التراثيّة الكرديّة "أز خلفم"، ليسرد الفنانون عن تاريخها وأهميتها في الحفلات، أمّا بداية الحديث فكانت مع السيّد "حسين محمود" أحد كبار السن في مدينة "القامشلي" فكان له حديث عن الأغنية التي نتداولها الآن وذلك بالقول: «عمري الآن يقارب الثمانين عاماً ومنذ فترة صباي وقبلها وحتّى اليوم تلك الأغنية نسمعها في الحفلات والأعراس الخاصة بالأكراد، حتّى الأعراس لباقي مكونات مجتمع "القامشلي" نسمع تلك الأغنية ولو بنسبة قليلة، وذلك لأن تخليد الفن والتراث لأي مكون هو مقدس عند الجميع وهي لوحة زاهية ونتباهى بها، والشيء الجميل في الموضوع أنّ قصص الماضي والتاريخ البعيد باتت أغلبيتها أغاني فلكلورية، ويتناقلها الفنانون بكل أمانة وإخلاص، كما الحال مع "أز خلفم" فالكلمات رائعة والعزف معها ممتع والرقص على وقعها جميل للغاية، ولذلك الشباب والكبار وحتّى صغار العمر يقومون بغناء هذه الأغنية وغيرها من أغاني الفلكلور في أوقات فراغهم في الجلسات الخاصة وحتى العامة، وهذا يساهم بالحفاظ على الفلكلور مهما كان لونه وشكله، ومن خلال الأغنية الحالية نتعلم التاريخ وقصّة مهمة جدّاً».

"أز خلفم... أز خلفم.. هوار له.. هوار له.."، هذا العنوان طبق فني رائع لأغنية كردية عمرها بعمر المنطقة، كل فنان له أغانيه الخاصة به يغنيها في الحفلات والأعراس والمناسبات، ولكن من واجب الأمانة والإخلاص للتراث والتاريخ هناك أغان لا بدّ من ذكرها في تلك الحفلات، ومثال على ذلك العنوان الذي نتحدث عنه الآن، ونجد السعادة والمتعة والاعتزاز بتلك الأغاني من كل الحاضرين سواء من قبل الكبار أو الصغار ومن النساء والرجال، علماً أن الأغاني الفلكلورية يكون لها اهتمام خاص من قبل الفنان سواء بالحركات أو التفاعل بينه وبين الجمهور، وحتى بإعادة الأغنية لأكثر من مرّة ضمن الحفلة الواحدة، علماً أننا عندما نتأخر في غنائها بالحفلة تنهال علينا طلبات الجمهور للإسراع بغنائها، وحتّى الجمهور يتعمق بالحركات والإبداع في الرقص على أنغام وكلمات تلك الأغنية

أمّا الفنان "حسن ديركي" فكان له حديث حول أهمية الوقوف عند التاريخ والوقائع التاريخية بالعزف والغناء، الذي اعتبر ذلك أمانة في الأعناق، فقال عن ذلك: «"أز خلفم... أز خلفم.. هوار له.. هوار له.."، هذا العنوان طبق فني رائع لأغنية كردية عمرها بعمر المنطقة، كل فنان له أغانيه الخاصة به يغنيها في الحفلات والأعراس والمناسبات، ولكن من واجب الأمانة والإخلاص للتراث والتاريخ هناك أغان لا بدّ من ذكرها في تلك الحفلات، ومثال على ذلك العنوان الذي نتحدث عنه الآن، ونجد السعادة والمتعة والاعتزاز بتلك الأغاني من كل الحاضرين سواء من قبل الكبار أو الصغار ومن النساء والرجال، علماً أن الأغاني الفلكلورية يكون لها اهتمام خاص من قبل الفنان سواء بالحركات أو التفاعل بينه وبين الجمهور، وحتى بإعادة الأغنية لأكثر من مرّة ضمن الحفلة الواحدة، علماً أننا عندما نتأخر في غنائها بالحفلة تنهال علينا طلبات الجمهور للإسراع بغنائها، وحتّى الجمهور يتعمق بالحركات والإبداع في الرقص على أنغام وكلمات تلك الأغنية».

الباحث صالح حيدو

السيّد "صالح حيدو" الباحث في التراث والفلكلور الكردي تحدّث تاريخياً عن الأغنية وعن تلك القصة الفنية التاريخيّة قائلاً: «تلك القصة لاحقاً تحولت إلى أغنية، وهو شيء ضروري للحفاظ على الإرث والتراث، والحادثة أو القصة عمرها أكثر من 1500 عام، وكانت هناك مجموعات بشرية من السكان تعيش في منطقة "بوطان" وضمن تلك المنطقة كان هناك رئيس عشيرة أو قبيلة وطلب منه خادمه تزويجه، ووعده الشيخ أن يزوجه من أرقى العائلات والعشائر أيضاً حتى لو كان خادماً، فتوجّه شيخ العشيرة مع الخادم لمنطقة أخرى وطلب فتاة إحدى أهم العائلات في المنطقة، وتم الزواج بينهما بعد جهد كبير من شيخ "البوطان" وذاك الخادم يبدو أنه تمرد قليلاً فأساء لعائلة الشيخ، وسمع بذلك الشيخ وتمّ قتله، وبما أن زوجة الخادم كانت على وشك الولادة فجاءها ولد سمي "خلف" ومع مرور الوقت سمع أن والده قتل على يد الشيخ، فزرع في نفسه الانتقام من شيخ العشيرة، وحاول أكثر من مرة قتل الشيخ ولكن محاولاته باءت بالفشل، إلى أن قُتل خلف، ولذلك رثته والدته بكلمات تحولت إلى أغنية فلكلورية ومن تلك الكلمات: "أز خلفم" تعني "أنا خلف.. أنا خلف... وا حسرتاه... وا حسرتاه... أنا خلف غلام أمير البوطان... أنا خلف يا أمير البوطان... أنا صاحب السيف القاسي.. أنا خلف البوطي"».

الفنان حسن ديركي يغني "أز خلفم"