عشق الفنان "مراد كرم" الغناء فكرس كل وقته لتعلم أصوله وفق قواعد الصولفيج الغنائي، ماشجعه لتعلم العزف على آلة العود ليكون من ألمع النجوم بالحفلات والأعراس.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 23 أيّار 2014، تواصلت مع الفنان عبر مواقع التواصل الاجتماعي فبدأ الحديث عن سيرته الفنيّة بالقول: «الفن والغناء كانا في داخلي منذ الصغر، وخلال الغناء ضمن حلقات صغيرة من المستمعين وجدت دعماً وتشجيعاً معنوياً، ولذلك بعد نيلي الشهادة الثانوية في "القامشلي" توجهت إلى "لبنان" عام 1999 لأكمل دراستي في الموهبة التي منحها الله لي، فكان المعهد الوطني في "بيروت"، وبعد العودة إلى مدينتي أبدى الجميع إعجابهم بما أملكه من طبقات صوتية وأداء جميل، وكان جمهوري أكثره من الطلبة الذين كانوا يشجعونني بشدة. بدأت رحلتي الفنية الحقيقية على مسارح الأخوية وحفلات المدارس، ومراكز التربية في "القامشلي"، وبعد تقديم العديد من الحفلات الفنية في الأماكن التي ذكرتها، ثم انتقلت إلى "بيروت" ودرست الصولفيج الغنائي سنتين مع المقامات والعزف على آلة العود».

"مراد" ومنذ ظهوره على مسرح الغناء نال الإعجاب والتقدير، فهو يملك طبقة غنائية مثالية، وكان حريصاً منذ البداية على النجاح والتميّز والثقة التي منح نفسه إياها كانت دافعاً مهماً لتألقه في أوروبا، وهذا هو المهم لأنه يقدم نموذجاً مهمّاً من تراث بلده الفني

ويتابع عن مشواره الفني: «كنت بعد ذلك في العاصمة "دمشق"، وقدمت العديد من الحفلات الفنية مع بعض النجوم اللامعين من "دمشق"، ثم عدت إلى "القامشلي" واستمريت بالغناء هناك في الأعراس والحفلات الكبيرة، حيث كان الفن بالنسبة لي رسالة عظيمة وهادفة قدمتها في كل الأماكن والمناطق، وغنيت باللغة السريانية والعربية ومؤخراً بالكردية، لأنني أؤمن أن فننا يحمل رسالة أخوة وسلام».

الفنان مراد يقدم فن بلده في بلاد الاغتراب

الفنان "مراد كرم" يقدم عناوين كثيرة في كليباته وألبوماته الغنائيّة، قال عن ذلك: «خلال رحلتي الفنية قدمت العديد من الكليبات الغنائيّة وثلاثة منها باللغة السريانية، وأربعة كليبات متنوعة وبألوان أهل "الجزيرة"، وكلها تحمل الفن والتراث الخاص بمنطقتنا إضافة إلى الفلكلور العظيم الذي نحمله، حتّى المرأة أخذت حصتها من أغانيّ، فأنا أعتبرها عنواناً للحضارات».

رحلة الغربة نحو بلاد الاغتراب كانت صوب "أوروبا" عام 2009، وفيها تابع رسالته الفنية ونهجه الذي أخذه من وطنه، ويقول عن ذلك: «عندما تم الاستقرار في "السويد" بدأت تقديم الحفلات الفنية والمتمثلة بتراثنا الفني، فكانت التجربة ناجحة، وحظيت بكثير من التقبل والاحترام خاصة من أهل البلد، ولذلك كانت الوجهة من بعد ذلك إلى أغلب الدول الأوروبية ولذات التوجه أي الغناء باللون السوري والجزراوي تحديداً ولجميع ألوان الجزيرة السورية، ومن بين ذلك حفلة فنية نالت كل الإعجاب في أميركا، وذلك عام 2013».

أمّا شكل الغناء لدى الفنان "مراد كرم" فهو ممزوج، قال عن ذلك: «أغني التخت الشرقي وأجيد الغربي، ولكن لا أرى نفسي في المرآة الفنية التي تعكس صورة غنائي سوى في التخت الشرقي الأصيل، ولكن ذلك لم يمنع أن أغني بعض الأغاني الغربية، ويبقى الأهم أن تصل الرسالة الفنية مهما كان شكلها ولونها، وسعادتي تكمن بأن فن وتراث وطني ينوجد في جميع الدول الأوروبية، فهو الشوق والهوى، والجوائز والتقديرات العديدة التي نلتها هي مهداة إلى وطني وأهل بلدي».

الفنان "سليم حبيب" تحدّث عنه قائلاً: «"مراد" ومنذ ظهوره على مسرح الغناء نال الإعجاب والتقدير، فهو يملك طبقة غنائية مثالية، وكان حريصاً منذ البداية على النجاح والتميّز والثقة التي منح نفسه إياها كانت دافعاً مهماً لتألقه في أوروبا، وهذا هو المهم لأنه يقدم نموذجاً مهمّاً من تراث بلده الفني».