بدأ حبه للخط العربي منذ كان صغيراً فأعطاه جهداً خالصاً وسنوات طويلة من المثابرة والعمل، ما جعله ينال تميّزاً وإعجاباً من كل المحيطين به سواء من خلال معارضه، أم من خلال طريقته الخاصة بالإبداع.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 12 آذار 2014 التقت أحد أقدم خطّاطي مدينة "القامشلي" ليسرد لنا عن سيرته الفنيّة مع الخط العربي، فقال: «عندما كنتُ تلميذاً في المرحلة الابتدائيّة وجدتُ نفسي عاشقاً لكتابة الخط العربي وكنتُ أمتلكُ العديد من مؤهلات الإبداع في هذا المجال، حيث تشجيع المقربين وأصدقاء المدرسة، ومدرّس اللغة العربيّة، أمّا التشجيع والدعم الخاص من والدي فكان الأغلى والأهم، وفي سنواتي الأولى بالمدرسة وضعت لوحاتي ضمن مجلة الحائط، كانت دفاتري المدرسية ووظائفي الشهرية ومواضيع اللغة العربية تأخذ علامات الامتياز من قبل الإدارة والمعلّم، حتّى إنها عرضت مراراً على التلاميذ جميعهم، وتابعتُ رحلة الحفاظ على كسب جميع المعلومات المتعلقة بالخط العربي بشكل يومي، وفي المرحلة الإعدادية بدأتُ العمل على افتتاح معارض خاصة ومصغّرة بالخط العربي».

المهرجانات والفعاليات والمناسبات التي شاركت فيها بلوحات من الخط العربي كثيرة، وما يضيرني أن الحاسوب بدأ يفرض نفسه على اللوحات والمجلات، علماً أنه لا يستطيع رسم الجمالية التي تقدمها الأنامل في التخطيط، ولذلك أتمنى تشكيل لجنة في مدينتي تشرف على الخطاطين، وتحافظ على رونق التخطيط وأناقته بالاستخدام اليدوي بعيداً عن تدخل الحاسوب

ويتابع: «في المرحلة الثانوية بدأت أكتب على جدران المدارس بدعوة من مسؤوليها، والمشاركة في لوحات ومجلات الحائط، وبدأت مشاركاتي الفعلية في المعارض التي كانت تقام على مستوى المدينة والمحافظة، وكانت النتائج مرضية لي ولتعبي ولكل الجهد الذي بذلته، فقد كنت أتجول في البرية لأجلب مخلفات البيئة من الأشجار والأغصان وأكتب على بعضها، ومما يتبقى أصنع أقلاماً للتخطيط، ورغم الفقر وقلة الحيلة أصريت على إنهاء دراستي وتخرجت في معهد إعداد المعلمين الذي أقمت فيه أكثر من معرض في الخط العربي ما جعلني أترشح لتمثيل المدينة والحصول على مركز ممتاز، حيث تأهلت لتعليم التلاميذ في المدارس».

لوحاته في الخط العربي تزين معارض القامشلي حتى اليوم

ثم أضاف: «أستخدم جميع أنواع الأقلام، وأرغب في القلم المصنوع من القصب، لأن الإبداع يكمن فيه، وأستطيع التخطيط بجميع أنواع الخطوط العربية، حيث لكل خط خصوصيته ومناسبته، وأكثر الخطوط قرباً لأناملي الفارسي والرقعة، فالأول يرسم الإبداع والجمال، والثاني لتعليم تلاميذي، وموهبتي سخرت لخدمة أنشطة وفعاليات الطلائع لأكثر من خمسة عشر عاماً حيث شاركتُ في معارضها بأغلب محافظات القطر و"حمص، حلب، حماة"، ومنذ تلك الفترة لم أغب عن أي معرض في مدينة "القامشلي"، أمّا الآن فأنا مكلف بالإشراف على المعارض التي تقام في المدينة من قبل التلاميذ في كل عام».

ويختتم الخطاط حديثه بالقول: «المهرجانات والفعاليات والمناسبات التي شاركت فيها بلوحات من الخط العربي كثيرة، وما يضيرني أن الحاسوب بدأ يفرض نفسه على اللوحات والمجلات، علماً أنه لا يستطيع رسم الجمالية التي تقدمها الأنامل في التخطيط، ولذلك أتمنى تشكيل لجنة في مدينتي تشرف على الخطاطين، وتحافظ على رونق التخطيط وأناقته بالاستخدام اليدوي بعيداً عن تدخل الحاسوب».

إشرافه على المعارض التي تقام في مدينته

الخطاط "ديدار ظاظا" قال عن زميله: «هو عاشق ومتيم بحب الخط العربي، ولذلك فهو مبدع بحق في هذا المجال، وقد كان حريصاً على أخذ كل معلومة مهما كانت صغيرة أو كبيرة تتعلق بالخط، وكان مهتماً بالتقرب من الخطاطين القدامى، والآن هو حريص على تقديم كل ما هو جديد ومتميز لتلاميذه فهو يجلب الأحجار وأغصان الأشجار ليجعل من تلاميذه مبدعين أيضاً بالعمل عليها، ولا شك أنه يتمتع بعنصر التشويق في التعليم».