صوتٌ عذب خرج من عائلة اشتهرت بالفن، عاشت مع حروف أغنياتها لتجسد عمق المعاناة في شخصيتها. هي موهبة واعدة تعرف متى تخرج الكلمات من أعماقها لتخلق موسيقا الروح إلى الوجود مبشرةً بميلاد نوع راق للغناء باللغة "الكردية"جاذبةً مستمعيها في كل مكان لتصل عبر هذا الصوت الرنان والمتناغم إلى مصاف العالمية لتكون أول مغنية "أوبرالية" من أبناء "الحسكة"

صوتٌ عذب خرج من عائلة اشتهرت بالفن، عاشت مع حروف أغنياتها لتجسد عمق المعاناة في شخصيتها. هي موهبة واعدة تعرف متى تخرج الكلمات من أعماقها لتخلق موسيقا الروح إلى الوجود مبشرةً بميلاد نوع راق للغناء باللغة "الكردية"جاذبةً مستمعيها في كل مكان لتصل عبر هذا الصوت الرنان والمتناغم إلى مصاف العالمية لتكون أول مغنية "أوبرالية" من أبناء "الحسكة".

أول ما جذب الجمهور إليها هو صوتها وطابعها التراثي، ولا أبالغ إن قلت أنها الوحيدة التي اكتشفت التناغم بين الأوبرا والغناء الكردي حتى أنها غنت الأوبرا أفضل من الكثير من الأوربين

المغنية "مزكين طاهر" التقاها موقع eHasakeh وكان الحوار التالي:

مزكين ومن خلفها فرقتها في حفلة السليمانية

  • متى كان أول ظهور لـ"مزكين" كمغنية أوبرا؟
  • ** أول ظهور رسمي لي كان عام 2003 عن طريق مكتب "عنبر" في "دمشق" أنا والفنان "رشيد الصوفي" ولن أتحدث سوا عن حياتي في الأوبرا لأنني ربطت نفسي مع هذا الفن الجميل الذي أعشقه.

  • هل أخذ الغناء "الكردي" كل اهتمام المغنية "مزكين"؟
  • ** لا أبداً، فأنا أحترم الغناء العربي والفنانين وخاصةً مدارس الفن مثل "محمد عبد الوهاب" "أم كلثوم" و"فيروز" و"ملحم بركات" وهم يستحقون كل تقدير، ولكن أنا أغني أوبرا وهي تعتمد على قصص وملاحم شعرية وهذا النمط قريب جداً من الغناء الكردي وأغانيه التراثية التي ترعرعتُ فيها.

    فالغناء الكردي وعاء يحتوي على القصص والملاحم والشخصيات والأداء المسرحي وبحكم توافقهما أغني "الكردية" وخاصةً توافق حروف لغتي مع الحروف الأوروبية مما فسح لي مجالاً أوسع للغناء الأوبرالي.

    بالإضافة أنه لم نأخذ دروس أغاني عربية في المعهد لأن جميع الأغاني كانت "انكليزية" و"إسبانية" و"روسية" بسبب أن الأحرف العربية هي أحرف حلقية ولاتخرج من "البطن" ووجود أحرف مثل (ح – ع) وهذه الحروف لاتلفظ أوروبياً، رغم أني أتمنى أن يكون هناك أوبرا شرقية.

  • لماذا اعتمدتِ على التراث في هذا النوع الغير مسبوق من الغناء؟
  • ** اعتمدت على التراث لأنه يمثل جذوري فكل من ليس له جذر متأصل لايصل لمبتغاه، فأنا أتشبث بجذوري وكنت دائماً أحضر الجلسات التراثية المقامة في منزلنا وكان لها أثر كبير على دخولي الأوبرا وغنائي بهذه الطريقة "الأكاديمية" وخاصةً بعد أن اكتشفت مدى التوافق والانسجام بين الغناء الكردي والأوبرا، رغم أن ألبومي الجديد فيه نوع مختلف من الموسيقا والألحان.

  • يلاحظ البعض أنك تغالين في الزخرفة في الغناء، فهل هذا خاص بـ"مزكين"، وكيف تمزجين بين أداء الصوت "السبر انو" والتراث الكردي في أغانيكِ؟
  • ** المعروف به أن الزخرفة قليلة في الأوبرا الغربية وتكثر في الأغاني الشرقية، وأنا دائماً أحاول أن أخفف الزخرفة والآن في أغنيتي "الناي السحري" ضمن ألبومي الجديد التي أمثل شخصية "ملكة الليل" فيها "تكنيكات" وتقنيات فنية كثيرة ولكن لاتوصف في الأوبرا بأنها زخرفة فهي حركات طبيعية.

    أما المزج بين "السبرانو" وتراثي يعود إلى التقارب مع الغناء الكردي القديم الذي كان الفنانين يخرجون الحروف من داخل "البطن" "الديالفرمة" وليس من "الحنجرة" والدليل أن كل مغني كردي يستطيع أن يغني أوبرا.

  • نراك تستخدمين العُرب الصوتية بكثرة، وما هي الطبقات الصوتية التي يجب توافرها للمغني كي يجيد الأوبرا ؟
  • ** طبيعة نمط الأوبرا يمنع استخدام العُرب الصوتية بحكم خروج الصوت من "القصبة الهوائية" إلى "الحنجرة" عن طريق "الحبال الصوتية" فهناك ترتيب وتقيد في نمط معين يمنع المبالغة في العُرب، أما الطبقات فهي متعددة في الأوبرا فكل فنان يملك صوت جميل يستطيع أن يغني أوبرا مع طبقات الصوت المناسبة له إن كانت غليظة أو رفيعة ومع التدريب والممارسة كل شيء ممكن.

  • ماتصنيفكِ لتواجد الأسلوب الكردي في الموسيقا والغناء التركي، وهل هناك مايميزهما؟
  • ** نعم هناك تمايز كبير بينهما رغم أنه أحياناً يتطلب متخصصين في الموسيقا وخاصةً في آلة "البزق" حيث يوجد هناك "بيات كردي" و"بيات تركي"، أما تصنيفي لتواجد الموسيقا الكردية فهو لأن "الأتراك" ثقافتهم الفنية كلغتهم، مبنية على عدة ثقافات موسيقية مثل "الكردية" و"الرومانية" مما يجعل هذا التداخل كبير في الموسيقا "التركية" وإذا بحثنا عن موسيقا "تركية" صافية يجدر العودة بنا إلى أغانيهم القديمة لأن الحديثة كلها مزيج من الثقافات.

    * ما جديد "مزكين طاهر"؟

    ** باستثناء حفلاتي السابقة التي أقمتها في "دمشق" بدايةً في "دار الأسد" والمركز الثقافي في "دمر" وغنائي في "دمشق" عاصمة الثقافة وفي المركز الثقافي "الفرنسي"، تفرغت لألبومي الجديد الذي يتألف من 6 أغاني أوبرا "كلاسيك" عالمي "موتزارت" و"بوتشيني" و"فيردي" و"متيسيني" و"رخمنينوف" كلها قصائد حب ورومانسية عاطفية تم تسجيلها في مدينة "رأس العين" ولكن للأسف تأخر انطلاقها وأنا أنتظرها لأنها أول ألبوم في حياتي.

    الملحن والموزع الموسيقي "محمود برازي" قال عن "مزكين": «أول ما جذب الجمهور إليها هو صوتها وطابعها التراثي، ولا أبالغ إن قلت أنها الوحيدة التي اكتشفت التناغم بين الأوبرا والغناء الكردي حتى أنها غنت الأوبرا أفضل من الكثير من الأوربين».

    الفنان "أرجان" قال: «أنا أعمل في مجال الفن منذ 15 سنة اكتشفت أنها عملاقة ولها موهبة فطرية وهي أعجوبة الغناء الأوبرالي وأحد دعائمها وربما هذا يعود إلى طبيعة منطقتها الغنية بالمياه والخضرة وهي من استطاعت أن تمزج بين الموسيقا والمسرح والجمهور.

    أما الفنان الإيراني "كاكشار أور يمار" قال": «"مزكين" تملك صوت صافٍ وساحر تخرج الأغاني من أعماقها، ذاع صوتها في كل العالم، أعادت أمجاد تراثها بأغانيها الفلكلورية والقصص والملاحم الشعرية، وهي تذكرني بطبقات صوتها الست بالفنانة الكلاسيكية "آنا نوريفنا نتريكو"، صوتها كصوت "الحمام" في الربيع ولحن "البلابل" على الأشجار في الصباح ينتظرها مستقبل مشرق وواعد وستدخل عالم الأوبرا من أبوابه إلى جانب العمالقة "فونت ير فيردي" و"لوسيانو بافاروتي"».

    من الجدير بالذكر أن المغنية "مزكين طاهر" من مواليد "الحسكة" 1976 دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية في "دمشق" عام 1999 وحصلت على الدبلوم من المعهد عام 2005.