يستمد دفء ألوانه من إحساسه المفعم بالحيوية، وهو الذي أسس مدرسته الخاصة في الطبيعة الصامتة، فخرجت لوحاته برؤيا مختلفة عما كان سائداً، بطابعها المميز، شهد له الفنان الكبير "نصير شورى" ودعاه أثناء دراسته للتصوير إلى معرض يشارك فيه أساتذة كلية الفنون الجميلة.

إنه الفنان الدكتور "عبد الحكيم الحسيني" رئيس قسم التصميم المعماري في جامعة "تشرين" والذي قدم من مدينة "عامودا" في الشمال الشرقي من سورية واستقر في "اللاذقية".

موقع eLatakia التقاه في مرسمه وكان الحوار التالي.

جانب من مرسم الدكتور

  • نشأت وترعرعت في بيئة الشمال الشرقي من سورية ماذا تحدثنا عن البدايات؟
  • ** كانت البداية من مكتبة منزلي في "عامودا" تلك المدينة التي ترعرعت فيها ونهلت من ينبوعها الثقافي والاجتماعي، بداية كانت الموسيقى هاجسي وكان لإهتمام والدي بالخط العربي "الكالوغرافيا" الأثر الأكبر الذي دفعني للتوجه نحو الأحبار الصينية والرسم، وكان ذلك تحريضاً نحو اللون فبدأت بالتصوير الزيتي، الأمر الذي اعتبره الآخرين في ذلك الوقت مبكراً على شاب صغير ثم انتسبت إلى "كلية الفنون الجميلة" وفيما بعد كان أمامي خيارين إما السفر للدراسة في "روسيا" أو إلى "القاهرة"، فوقع اختياري على المدرسة الروسية.

    احدى أعمال الدكتور

  • لللاذقية مكانة خاصة في حياة الفنان "الحسيني"، ماذا تحدثنا عنها؟
  • ** من خلال العمل الصحفي الذي كنت أقوم به أثناء الدراسة من خلال رسم موتيفات للصحافة تلك النشاطات الصحفية فسحت لي المجال للسفر إلى بعض المحافظات فبدأت بالمحافظات الشرقية "الحسكة" و"دير الزور" و"القامشلي" ومن ثم "الرقة" و"حلب" حتى حط بي الرحال في "اللاذقية" فأحببت هذه المدينة وعندما أصبح الخيار لي أن أكون في إحدى جامعات القطر قررت أن أكون في "جامعة تشرين" "باللاذقية".

  • تحتل الطبيعة الصامتة حيزاً هاماً في أعمالك لماذا هذا التحيز؟
  • ** هناك مشكلة في المدرسة الواقعية ليس في سورية فقط بل في دول كثيرة حيث هناك واقعية فرنسية وبريطانية ولكن الواقعية التي اخترتها لها جانب رومانسي له علاقة باللباس والفلكلور والمرأة الحالمة، المرأة في الحقل ومع الوقت ابتعدت عن التصميمات وأصبحت مجردة من الملامح الصريحة وأصبح الموضوع يهتم بموضوع المرأة والفكرة وأصبحت واقعيتي نوعاً من الواقعية الرمزية.

  • نرى في أعمالك انتقالا للحالات الفنية بين الواقعية والتجريدية، كيف يكون ذلك؟
  • ** نعم مر الانتقال عبر مراحل، ولكن في فترة من الفترات تقصدت أن تكون صادمة إلى درجة تتحدث عن نقيض الشيء، أرسم في الطبيعة لوحة انطباعية وأعود إلى المرسم "الاستوديو" وأرسم من الألوان التي على البالييت فمن بقايا الألوان أرسم لوحة من بقايا ألوان الطبيعة وما بقي بذاكرتي منها، اللوحة في البيت تجريدية وفي الطبيعية لوحة واقعية، هي نوع من تفريغ الذاكرة بما تبقى من هذا النهار، هي انطباعية تجريدية أو تجريدية انطباعية ذاكرة اللون فرغت عبر الألوان التي استخدمتها في الطبيعة وكانت تجربة وهذا هو التنوع الكبير في عملي.

  • أصدرت كتابك "الرسم النظري" في جامعة "تشرين"، ماذا تحدثنا عن فكرة إصداره؟
  • ** أنجزت هذا العام "الرسم النظري واحد" وهو لطلاب السنة الأولى ويحتوي موضوعات أساسية تفيد طلاب العمارة بمختلف السنوات، يحتوي عناوين في مقدمة الكتاب تتحدث بالدرجة الأولى عن تعليم ما يلزم لطالب الهندسة ونحن نعلم أنه لا فارق بين المعماري والفنان والنحات والمصور وفنان الغرافيك من حيث جانب التعليم، عليه أن يتعلم كيف يرسم الرخام والخشب والرمل والعشب والمواد المختلفة وكيف تتحول هذه المواد إلى مادة رملية وهناك موضوع هام مطروح في الكتاب وهو التكوين الفني المعماري والتشكيلي واللوحة التصويرية وكيف أن مؤثرات مفهوم التكوين انتقل من الفن التشكيلي عبر مدارس فنية وكيف أن مدرسة "الباتوهاوس" في "ألمانيا" اعتمدت على أفكار الفنان التشكيليين المصورين الروس، قوانين جمالية صعبة وضعتها في الكتاب بشكل مبسط وطريق عرض الكتاب من خلال الشرح والتحدث عن تقنية الإنجاز وهناك جميع تقنيات الرسم من الرصاص وانتهاء بالألوان والحديث عن المعماري الذي يفكر بالنحت جمالياً واتجاهات العمارة الحديثة أما في الكتاب الثاني هناك تطوير للوصول إلى أن الإنسان هو أساس التصميم المعماري.