«اكتشف الإنسان فن المسرح حتى يستطيع من خلاله أن يقول ما لا يستطيع أن يقوله وهو على تلك الخشبة الرمزية. لذلك عندما يدخل الإنسان المسرح يحمل معه شعوراً بأنه سوف يرى ويسمع ما لا يمكن له أن يسمعه ويراه في مكان آخر».

الكلام للأديب "عبد الباقي يوسف" لموقع eSyria بتاريخ 21/5/2009حول قراءته للمسرح وأضاف أيضاً: «في كتابه "فلسفة البلاغة" يتحدث أ. "ريتشاردز" عن أهمية البلاغة من أجل إيصال المعنى للقارئ وهنا ندرك كم على المسرح أن يعتمد كذلك على أهمية البلاغة في الوظيفة الإنسانية التي يؤديها. ويرى "أنتوني جيندز" أن العولمة فرضت نموذجاً جديداً من العلاقة بين الإنسان والمعارف التي يتلقاها، وهو بات ينظر نظرات جديدة الى ما يقرأ أو يسمع أو يشاهد من هنا فقد بات الإنسان يحتاج الى شيء من الدعابة في خضم هذه المشاهد المؤلمة التي يراها كل يوم في وسائل التقنيات العولمية المعاصرة.

‏المسرح هو جنس أدبي وفني من أجناس الآداب والفنون التي أتى بها الإنسان من أجل أن يعبر من خلالها عن كوامن نفسه وليقدم إبداعاً الى المجتمع. للمسرح تاريخ عريق حافل بالإنجازات الفكرية اللغوية والإنسانية وقد قدم عبر مختلف مراحل تطوره الكثير من الأفكار التي قدمت الرفاهية للإنسان ووقفت إلى جانبه وخففت عنه الكثير من الأهوال.‏ لقد أرخ المسرح للكثير من الأحداث والوقائع التاريخية التي كانت بمثابة نقاط تحولية كبرى في مسيرة حياة المجتمعات البشرية كما خلد هذا المسرح أشخاصاً سواء أكانوا سلبيين أم كانوا إيجابيين لم نكن نعلم شيئاً عنهم ولا عن نزعاتهم لولا وجود هذا الجنس التعبيري والتأريخي والترفيهي والإنساني الهام. عني المسرح بالإنسان بشكل رئيسي لكونه على تماس مباشر مع الجمهور وهو يؤدي وظيفته الإنسانية بشكل تماسي مباشر وسريع، وما يزال المسرح يتمتع بتقدير غالبية شرائح الناس تكريماً لذاك التاريخ الحافل بالعطاءات المذهلة

يحتاج الإنسان إلى من يضحكه كما يحتاج إلى من يبكيه ويكفي الممثل المسرحي فضلاً أنه قبل أن يكون مسرحياً يخفف عن نفسه وعن الناس من حوله وقبل أن يلعب دور المخفف عن الناس فقط بل أن يكونه وفي جميع الأحوال فإن الذي لا يحب الناس حباً جماً لا يتطوع من أجل أن يضحكهم في حين دموعه تتساقط في أعماقه بيده يبتسم عندما يرى الابتسامات ترتسم على شفاه أولئك الذين ينظرون إليه وهكذا فكما أنهم يستمدون ابتساماتهم من حركاته فإنه يستمد ابتسامته وكذلك حيويته من تلك الابتسامات التي تزيده تألقاً تزيده بهجة وهو في غمرة عمله الذي هو في جوهره إسعاد الناس».

صورة مسرحية

ثم تابع "اليوسف" حديثه مسترسلاً عن المسرح وقال: «‏المسرح هو جنس أدبي وفني من أجناس الآداب والفنون التي أتى بها الإنسان من أجل أن يعبر من خلالها عن كوامن نفسه وليقدم إبداعاً الى المجتمع. للمسرح تاريخ عريق حافل بالإنجازات الفكرية اللغوية والإنسانية وقد قدم عبر مختلف مراحل تطوره الكثير من الأفكار التي قدمت الرفاهية للإنسان ووقفت إلى جانبه وخففت عنه الكثير من الأهوال.‏ لقد أرخ المسرح للكثير من الأحداث والوقائع التاريخية التي كانت بمثابة نقاط تحولية كبرى في مسيرة حياة المجتمعات البشرية كما خلد هذا المسرح أشخاصاً سواء أكانوا سلبيين أم كانوا إيجابيين لم نكن نعلم شيئاً عنهم ولا عن نزعاتهم لولا وجود هذا الجنس التعبيري والتأريخي والترفيهي والإنساني الهام.

عني المسرح بالإنسان بشكل رئيسي لكونه على تماس مباشر مع الجمهور وهو يؤدي وظيفته الإنسانية بشكل تماسي مباشر وسريع، وما يزال المسرح يتمتع بتقدير غالبية شرائح الناس تكريماً لذاك التاريخ الحافل بالعطاءات المذهلة».

ثم ختم الأديب "عبد الباقي يوسف" حديثه‏ قائلاً: «يخفف المسرح عن الكوارث الصغرى والكبرى التي تواجه الإنسان أو يباغت بها ومن جهة أخرى استطاع أن يفلسف هذه الوقائع المؤلمة ويضفي إليها روح النكتة، يمكننا اعتبار هذا الميل إلى روح الدعابة والسخرية في مواجهة الأحداث المؤلمة التي تصيب الإنسان نفسه ضد حتى حالات الاستفزاز التي يواجهها في تفاصيل حياته اليومية. في رأي للفيلسوف الوجودي "زورن كيركغور" يرى فيه أن أهمية المسرح تكمن في الدور الذي يلعبه بطريقة غير مباشرة للتخفيف من المآسي التي يعاني منها الناس، يقول محاولاً إيصال فكرته عن طريق مقطع أدبي حدث ذلك في مسرح حيث شبت النار في أجنحته فخرج المهرج ليحذر النظارة من الكارثة المحدقة بهم وضج الجمهور بالضحك والتصفيق استحساناً لنكتته وكلما زاد المهرج في تعنيفهم وتحذيرهم زاد الضجيج والضحك، يتضح من هذا المقطع أهمية وجود شخص يحمل روح النكتة حتى عند وقوع الويلات والمآسي وهذه النكتة التي تخفف عن الناس وتروح عنهم بعض الشيء فالتغلب على ما هو مأساوي في الحياة لا يتم إلا بوسيلتين فقط هما: الدين والسخرية كما يرى أحد الفلاسفة. ‏إذا نظرنا إلى مشهد مروع يقوم فيه الممثل المسرحي بالتخفيف عن الناس من خلال إضفاء روح السخرية فينتابنا إحساس أن هذا الشخص يمتلك عيناً ثالثة يرى بها ما لا يراه غيره».‏