«الفن إعادة تشكيل للواقع وقراءة ثانية له من أجل صياغته صياغة إنسانية عبر رؤية جمالية تستخدم الكلمة واللون والإزميل لتبعث في مادة الفن وموضوعه حياة نرى عروقنا تمتد فيها وقلوبنا تستمد حرارتها ونبضها من دفء معانيها، وإذا كان الفنان المبدع خالقاً لا صانعاً فلأن في معنى الخلق إضافات تناغي الحواس الراقية وفي الصناعة حرفية ربما تقترب من الإبداع لكنها تظل إلى النفعية أدنى منها إلى المتعة وتظل ألصق بالمادي من الروحي، أما الفن الحقيقي فهو الذي يرفعك إلى عالم المثال الأسمى وينتشلك من وهدة العالم المادي الضاغط الذي بات يشيّئ الإنسان ويحوله إلى سلعة في سوق العرض والطلب».

بهذه الكلمات بدأ حديثه الدكتور "أحمد الدريس" مدير الثقافة بـ"الحسكة" لموقع eSyria بتاريخ 22/4/2009 حول الفنان التشكيلي "عيسى النهار" على خلفية معرضه الذي أقامه في صالة "الباسل" للمعارض وأضاف أيضاً: «من هذه المقدمة أردت أن أتوقف عند العالم الفني للفنان "عيسى النهار" صاحب الريشة الناعمة الحالمة والجارحة حيناً آخر إلى حد يجعلك ترقص على حد السيف حين يصدمك بما لديه من مخزون ثر وهو يقف على قمة فن الكاريكاتير ملتقطاً من فضائنا السياسي والاجتماعي موضوعات لا تدركها إلا العين المستبصرة والروح الحادسة المتوثبة.

هكذا إذن يتفجر الطين الريفي ألواناً تحمل أوصاف التراب والعشب والقمح والبيدر ووجوه الأمهات اللواتي يحملن ينابيع الأحلام، ووجوه الصبايا اللواتي يحلقن مع الرؤى الدافقة أنوثة وخصباً. "عيسى النهار" ريشة تصنع النهارات من ظلام البؤس وتعيد الأشجار اليابسة إلى حقولها وتسترد الخابور الفقيد من أحضان الموت.. "عيسى النهار" تحية لقلبك تحية لأحاسيسك المرهفة

لقد قدم الفنان "عيسى النهار" نفسه في معرضه الذي أقامته مديرية الثقافة في "الحسكة" منذ أيام على أنه فنان شمولي لأنه فنان حر من غير أن تعني هذه الحرية ابتعاده عن الالتزام بأسس الفن، إنه حر في اسلوبه المركب الذي يمزج فيه بين الواقعية والتعبيرية والسريالية ويؤاخي بين الخطوط والألوان بطريقة تبشر بولادة فنان سيكون له شأن كبير على ساحة الفن السوري، إن التجربة الإبداعية للفنان "عيسى النهار" على قصرها تجربة ثرية ما يشي بأن الفنان استطاع أن يطور نفسه وأن (يحرق المراحل) وصولاً إلى تحقيق توصيف كلمة ذات حضوراً وخلقاً فنياً راقياً».

الدكتور أحمد الدريس

ثم ختم "الدريس" حديثه وقال: «هكذا إذن يتفجر الطين الريفي ألواناً تحمل أوصاف التراب والعشب والقمح والبيدر ووجوه الأمهات اللواتي يحملن ينابيع الأحلام، ووجوه الصبايا اللواتي يحلقن مع الرؤى الدافقة أنوثة وخصباً. "عيسى النهار" ريشة تصنع النهارات من ظلام البؤس وتعيد الأشجار اليابسة إلى حقولها وتسترد الخابور الفقيد من أحضان الموت.. "عيسى النهار" تحية لقلبك تحية لأحاسيسك المرهفة».

لغة الألوان
من أفتتاح معرضه الأخير