يعدُّ واحداً من أبرز الفنانين الذين أخذوا على عاتقهم إدخال الفن التجسيمي إلى المنطقة الشمالية الشرقية، حيث بدأ مسيرته الفنية مستمداً أفكاره من البيئة المحيطة، واستمر بعمله الفني حتى غدا من أشهر فناني المنطقة بهذا الفن الراقي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 آذار 2020 الفنان "ثامر شميط الشاكر" ليتحدث عن بداية دخوله حالة الفن، وملهمه الأول، فقال: «يعتبر نهر "الخابور" جاري وونيسي، وكنت منذ الصغر أذهب إليه مع إخوتي لصيد السمك، وكانت أعشابه ونباتاته الموجودة على ضفتيه تثير دهشتي، فأصنع مدرسة وكرسي المعلم الخيزراني وطاولته من القصب أو ما يسمونه "الزل" على شكل مجسمات صغيرة، وكذلك ابتكرت أثاثاً منزلياً مصغراً، فيعجب به الأهل والأصدقاء، الأمر الذي شجعني كثيراً، وشكل حافزاً قوياً كي أستمر في هذه الهواية. أي أن نهر "الخابور" كان معلمي الأول وملهمي؛ والمكان الذي أستمد منه خاماتي ومستلزماتي».

الفنان "ثامر الشاكر" يعمل بجد وحب وإتقان، تقوده إلى ذلك نزعة البحث والمقدرة على اكتشاف جماليات البيئة التي يعيش فيها

ويتابع: «في عام 1988 كنت طالباً في الثانوية الصناعية، فتعلمت الرسم الصناعي، وكنت مبدعاً فيه، وطورت إمكانياتي لصنع الهياكل والقصور والمقتنيات المنزلية، وأي تجسيم كان يسهل علي بفضل الرسم الصناعي الذي تعلمت منه الخيال الواسع.

مع أحد الأعمال

بدأت الموهبة تكبر باستخدام خامات البيئة وتجسيدها في الأعمال والهياكل ومحاولة دمجها مع التراث القديم والمعاصر، ومن خلال ذلك قمت بتصميم وتنفيذ موضوعات عدة مستمدة من التراث العربي من جهة ومن الحضارات الأخرى من جهة ثانية».

وعن الوسائل والخامات التي يستخدمها في الهياكل المجسمة قال: «أي شيء في البيئة أو مخلفاتها ممكن تحويله إلى مقتنى فني، حيث استخدمت الكثير من الخامات؛ ومنها الكرتون بأنواعه وعبوات البلاستك ومخلفات سنابل القمح التي تسمى (السفير) وقشورها، والصنوبر وقشور الذرة وجوز الهند والزل والنباتات المجففة ذات الألياف، أما التطور الجديد في الخامات التي أستخدمها فهو الإسمنت بأنواعه، والجبصين مع استخدام الألوان النفطية، والإنارة الكهربائية، وأقوم بتأمين هذه المواد من مخلفات الأسواق والمنازل.

بئر من توالف البيئة

الأدوات التي أعمل بها هي أدوات العمل البسيطة، مثل المقص والقلم والمسطرة والمشرط، وفرشاة الرسم».

وعن كيفية اختياره للهياكل والمجسمات يقول: «أقوم باختيار الهياكل والمجسمات عن طريق الرسم في الخيال على الأغلب، وأستطيع عمل أي هيكل أو مجسم يطلب مني بالشرح أو بالرؤية، إلى جانب أنني أستعين برأي وملاحظات زوجتي كونها خريجة فنون نسوية، وأستمد المساعدة والتشجيع من محبي أعمالي الذين يقتنون المجسمات التي أقوم بصنعها وعرضها في المعارض التي أقيمها».

عمل آخر فيه الكثير من التفاصيل

وعن المعارض التي أقامها قال: «أقمت حتى الآن خمسة معارض فردية، وأستعد حالياً لإقامة معرضي السادس الذي يضم لوحات وصمديات ومجسمات وهياكل ومقتنيات منزلية، وقد أسميته "فنون من البيئة". المعرض الأول كان في عام 1990، والمعرض الثاني عام 1992، والمعرض الثالث عام 1997، والرابع عام 2003، حيث حصلت على جائزة البيئة في "عيد البيئة العربي"، أما المعرض الخامس الذي تبنته جمعية "سورية اليمامة" الخيرية، أقيم في عام 2017، وقد أقمت معارضي كلها في ربوع "الجزيرة" السورية في "الحسكة" في مديرية الثقافة».

الفنان التشكيلي "عيسى النهار" عضو اتحاد الفنانين التشكيليين قال: «تعتبر تجربة الفنان "ثامر شميط الشاكر" واحدة من التجارب المميزة في إعادة تشكيل وتدوير توالف البيئة من كرتون وبلاستيك وخشب وبقايا أخرى. وقد سعى إلى أن تكون أعماله ذات طابع تشكيلي مميز ومتفرد على صعيد الشكل، كما يحاول في طرحه التوفيق بين خواص المادة التي يتعامل بها والموضوع الذي يقدمه.

نلاحظ في أعماله معرفة ودراية واسعة بالمادة التي اختارها لصياغة عمله، وانطلاقاً من رؤيته كفنان أنجز أعماله معتمداً على تأملاته للطبيعة وما حوله من ميزات جمالية، مضيفاً إليها شيئاً من إحساسه، الأمر الذي أضاف إليها قيماً جمالية خاصة به وبالمكان الذي نشأ فيه، هذه القيم التي تأخذك إليه عنوة، مبرزاً بذلك الهوية المحلية للمكان في معظم أعماله، حيث يظهر تراث المنطقة وموادها اليومية، معتمداً في التنفيذ على الإضافة والتركيب والقص والحذف، لينتج تكوينات فنية مصغرة للبيئة».

ويختم بالقول: «الفنان "ثامر الشاكر" يعمل بجد وحب وإتقان، تقوده إلى ذلك نزعة البحث والمقدرة على اكتشاف جماليات البيئة التي يعيش فيها».

يذكر أنّ الفنان "ثامر شميط الشاكر" من مواليد "الحسكة" 1969.