لم تكن مشاركة الفنانة الشابة "آلاء البشير" القادمة من مدينة "الرقة" في المعرض الذي أقامته كنيسة "السريان الكاثوليك" لمجموعة من الفنانين من مختلف المدارس الفنية في المحافظة، أمراً عادياً؛ فهو إعلان نصر على القبح والتشويه الممنهج الذي يمارسه الإرهاب كل لحظة على مدينتها الجريحة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 كانون الأول 2016، زارت المعرض والتقت "آلاء البشير" لتحدثنا عن تجربتها الأولى في المعرض، فقالت: «أنا من مواليد "الرقة" عام 1989، درست فيها، وتخرجت في كلية الهندسة الزراعية بجامعة "الفرات"، عشت في بيت جلّ اهتمامه التحصيل العلمي، مع أن عددنا كبير؛ أصغرنا طالبة بكالوريا، والباقي أنهوا الدراسة أو قيد الدراسة الجامعية. أما قصتي مع الرسم، فبدأت منذ الصغر، وعندما لاحظ أهلي ميولي الفنية، شجعوني ووفروا لي كل ما أحتاج إليه كي تنمو الموهبة وتكبر، كنت أرسم كل شيء أحبه، فرسمت الطبيعة الساحرة التي منحها الله لمدينتي، ورسمت الطيور والشمس والقمر رسمت النهر، ثم تعلمت النحت وأحببته. واليوم مع دخول الإرهاب إلى مدينتي، وهول ما رأيت وسمعت وعانيت، استطعت الهروب بجسدي، وقلبي بقي هناك، فكان انعكاس ذلك على أعمالي الفنية. واليوم وفي معرضي الأول برفقة زملائي أقدم أعمالي التي تجسّد معاناة بلدي ووطني».

هي فنانة واعدة وموهبة يجب أن تستمر، وثقافتها واضحة في لوحاتها وخطوطها وألوانها، ومشاركتها خطوة جريئة نحو الاستمرار والالتقاء مع الناس، ومعرفة ردود الفعل، فالفنان كتلة من الأحاسيس، وبحاجة إلى لقاء المتلقي

الفنان "حسن حمدان" المشرف على المعرض، قال عن تجربة "آلاء" الأولى: «هي فنانة واعدة وموهبة يجب أن تستمر، وثقافتها واضحة في لوحاتها وخطوطها وألوانها، ومشاركتها خطوة جريئة نحو الاستمرار والالتقاء مع الناس، ومعرفة ردود الفعل، فالفنان كتلة من الأحاسيس، وبحاجة إلى لقاء المتلقي».

لوحة من أعمالها

أما الكاتب "سهيل عروسي" رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في "الحسكة"، الذي زار المعرض، فقال: «تابعت المعرض بشغف، فنحن بحاجة إلى ملء الفراغ الذي أحدثته الأزمة القائمة، والحرب على بلدنا، فبالفن ننتصر، ونتابع الحياة. لقد شاهدت أعمال الفنانة "آلاء البشير" بتمعّن، وهي قدمت أعمالاً راقية، وعبرت بالريشة عن المآسي التي لحقت بمدينتها من دون أي إضافات، وقد وصلت رسائلها».

يذكر أن المعرض افتتح في 18 كانون الأول 2016، واختتم في 21 منه.

الحضور في المعرض