جلست مع المئات من زميلاتها على مقاعد الدراسة في باحة مدرستها ببلدة "تل حميس"، فالعودة إلى المدرسة بالنسبة للطفلة "خديجة العمر" هي عودة الفرح والسرور والتعليم.

كانت مشاعر استثنائية حملتها "خديجة العمر" وهي تشارك مع المئات من أهالي بلدة "تل حميس" بعودة الروح إلى بلدتهم ومدارسهم، وتحدّثت لمدّونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 أيار 2016، التي حضرت احتفالية أطفال البلدة بنشوة العودة، فقالت: «هذا اليوم من أجمل الأيام بالنسبة لنا كأطفال، ففي بلدتنا شاهدنا المسرح والغناء والرقص والفرح، شاركنا المدرّسين فرحتنا، وحضر أهلنا وجيراننا وأبناء البلدة، فقد حرمنا منها لفترات طويلة، وهذه اللحظة هي بداية لإعادة كل شيء يتمناه ويعشقه الطفل ويستفيد منه، خاصة العلم والتعليم، وتبقى السعادة الأغلى والأكبر تخصيص منهاج دراسي كامل لمن حُرم منه».

هذا اليوم من أجمل الأيام بالنسبة لنا كأطفال، ففي بلدتنا شاهدنا المسرح والغناء والرقص والفرح، شاركنا المدرّسين فرحتنا، وحضر أهلنا وجيراننا وأبناء البلدة، فقد حرمنا منها لفترات طويلة، وهذه اللحظة هي بداية لإعادة كل شيء يتمناه ويعشقه الطفل ويستفيد منه، خاصة العلم والتعليم، وتبقى السعادة الأغلى والأكبر تخصيص منهاج دراسي كامل لمن حُرم منه

إحدى سيدات البلدة "عبير السالم" كان لها الحديث التالي عن أجواء الفرحة التي تعم منطقتهم، حيث قالت: «منذ مدة قصيرة بدأت عودة الأهالي إلى منازلهم وأعمالهم، بعد أن عاد إليها الأمان والسلام، فطوال الفترة الماضية كان الطفل هو الأكثر تضرراً نفسياً وتعليمياً واجتماعياً، وخطوة اليوم لها أهداف كثيرة، لأنّ ما قدم كان ضمن خطة تعليمية ونفسية من خلال العروض الفنية والترفيهية والتربوية، حتى الهدايا التي قدمت كانت عبارة عن أدوات مدرسية، فالهدف الأسمى أن يعود الأطفال إلى مدارسهم وتعليمهم خلال الصيف ومتابعة منهاج دراسي خاص بالمنقطعين».

فرحة أطفال تل حميس بمقاعد الدراسة

أمّا "عبد الله العبد الله" من "جمعية الإحسان" المشرفة على الحفلة، فبيّن الأهداف المرجوة من الحفلة: «البلدة خلال السنوات الماضية كانت خالية من سكانها بنسبة كبيرة، والأطفال عانوا نفسياً من الهجرة، وأكثرهم انقطعوا عن متابعة تحصيلهم التعليمي، فاتفقت وزارة التربية مع منظمة اليونيسيف على تخصيص منهاج الفئة (ب) لتلك الفئة المتسربة بخطة مدروسة، وأطفال هذه المنطقة من المستهدفين، ولأنهم ومنذ سنوات لم يشاهدوا في بلدتهم المسرح والفرح والدبكات، فقد بادرنا بتقديم كل ذلك، فقدمنا عرضاً مسرحياً يتضمن الشخصية الكوميدية "جحا" المتخصصة ببث الأفراح والبهجة في النفوس، وفي الوقت نفسه يدعو إلى العلم والتعليم، إضافة إلى المسابقات التي تضمنت أسئلة اجتماعية وتعليمية وتربوية، وكل من حضر شارك الصغار بالغناء والرقص والألعاب».