منذ أربعة عقود دأب على توثيق اللحظة، فانصرف إلى تخليد الجزئيات الصغيرة بعدسته، وأرّخ لمحافظته على طريقته الخاصة، حتى أصبح اليوم ذاكرة فوتوغرافية متفردة.

مدونة وطن "eSyria" زات المعرض المقام ليوم واحد في صالة المعارض بالمركز الثقافي بتاريخ 30 أيلول 2015، والتقت الفنان "يوسف لوقا" الذي قال: «منذ 40 عاماً بدأت التقاط الصور الفوتوغرافية لمحافظة "الحسكة"، فوثقت الكثير من القضايا، واختلفت الجهات التي خلّدت من خلالها اللحظة، فلم أقتصر على توضيح جانب بعينه؛ بل تعددت جوانب الالتقاط لتكون اللوحة كاملة، وتنقلت بين المدن والقرى والأرياف، كما تمكنت من تصوير بعض المناطق من الجوّ، وهذا الأمر الذي لم يتمكن غيري من تنفيذه، وأقمت العديد من المعارض في عدد من المحافظات، لكن ما يحزّ في نفسي أن اللوحات الجميلة التي تعكس جمال المحافظة وروحها؛ تم اقتناؤها من قبل الكثيرين من خارج المحافظة، في حين لم يقتنِ أهل المحافظة أي عمل لي، إلا أن هذا الأمر لم يحبطني بل واصلت عملي».

أن المعرض الضوئي يحمل قيمة فنية رائعة، ولوحات فنية تأخذك عبر آلة الزمن إلى عقود خلت، ومما يتميز به الفنان "لوقا" ضخامة المخزون الصوري لديه، كما أنه اتجه إلى توثيق وتخليد جزئيات دقيقة، لم ينتبه إليها غيره مع وجود الإمكانيات، فأغلب من اقتنى كاميرات التصوير كان همّه تخليد الذكريات الخاصة، وهذه الذكريات تكون محدودة البعد؛ وتغذي الحاجة الجمعية للمجتمع، وهنا يكمن الفرق بين التصوير المعرفي والتصوير للحاجة، لذا استطاع الفنان أن يكون ذاكرة حية، تتجدد كل ما تم عرض الصورة المأخوذة للمشاهدين

يتابع: «منذ 20 عاماً بدأت مسيرتي مع التصوير، وأمتلك اليوم أرشيفاً كبيراً من الصور؛ يتجاوز 3 آلاف صورة فوتوغرافية لمواضيع مختلفة، وقد شاركت اليوم في هذا المعرض بنحو 120 عملاً متنوعاً، حاولت من خلالها عرض جوانب عديدة من حياة أهل المحافظة، وتبين الصور المعروضة تغيرات كبيرة في الجغرافية والعادات والتقاليد، وما زلت أعمل على توثيق كل ما أراه، لعلي أتمكن من إعادة تجديد اللقطات التي نفذتها لتبين الفارق الذي طرأ، وللعلم فإن عدداً كبيراً من شباب اليوم لم يشاهدوا المدينة أو المناطق الشهيرة في الأرياف لأنها تغيرت جذرياً، وأصبحت الذاكرة الوحيدة من خلال الصور المأخوذة قبل زمن مضى».

جسر الرومان

من جانبه بيّن الفنان التشكيلي "عيسى النهار": «أن المعرض الضوئي يحمل قيمة فنية رائعة، ولوحات فنية تأخذك عبر آلة الزمن إلى عقود خلت، ومما يتميز به الفنان "لوقا" ضخامة المخزون الصوري لديه، كما أنه اتجه إلى توثيق وتخليد جزئيات دقيقة، لم ينتبه إليها غيره مع وجود الإمكانيات، فأغلب من اقتنى كاميرات التصوير كان همّه تخليد الذكريات الخاصة، وهذه الذكريات تكون محدودة البعد؛ وتغذي الحاجة الجمعية للمجتمع، وهنا يكمن الفرق بين التصوير المعرفي والتصوير للحاجة، لذا استطاع الفنان أن يكون ذاكرة حية، تتجدد كل ما تم عرض الصورة المأخوذة للمشاهدين».

نبع الكبريت
عاصفة غبارية تضرب الحسكة