تقاسيم وجهه وصرخاته ونظراته، كل هذه الإيحاءات أكدت أن الفنان "باسل حريب" تمكن من الوصول إلى كل المتلقين بقالب "المونودراما"، عبر العمل المسرحي "الذي رأى كل شيء".

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "باسل حريب" بطل العمل بتاريخ 6 نيسان 2015، في المركز الثقافي، ليحدثنا عن محور المسرحية فقال: «يجسد العمل مجموعة من التداعيات التي شهدتها المنطقة، والتي يمكن لأي شخصٍ أن يعانيها ويشعر بها، وكان المطلوب من هذا العمل كشف الحقائق التي ما تزال خفية على بعضهم أو فيها شيءٌ من الالتباس؛ إذ يروي العمل قصة رجلٍ هاجر من وطنه، ومكث وقتاً في بلاد الاغتراب، وعند عودته إلى الوطن رأى ما حل فيه من خرابٍ ودمار، فقرر أن يقف في وجه التخريب، ويساهم في بناء وطنه، الذي عاث فيه ذئاب البشر خراباً وتقتيلاً، فكان أول ما فعله هو رفع علم الوطن ليرفرف في سماء البلاد، لتكون هذه الخطوة إيذاناً بانتهاء عصر الظلام، وبزوغ شمس السلام».

النص مشغولٌ بحرفيةٍ عالية، ويحمل هماً وطنياً راهناً يمس حياتنا اليومية، وتمكن الفنان "حريب" من التفوق على ذاته في أداءٍ متميز، على الرغم من أن نص "المونودراما" يثقل كاهل الممثل الوحيد، كما ساعد على وصول الفكرة بساطة الديكور وجماله وقدرته على التعبير، مشيراً إلى أن تقنيات الصوت والإضاءة خذلت العرض، ليس لضعف العاملين عليها، ولكن بسبب أمورٍ تقنية بحتة خارجة عن سيطرته

وأوضح "إسماعيل خلف" مخرج وكاتب العمل المسرحي: «قصة العمل مستوحاة من صميم الأزمة السورية، وتتحدث عن القهر والمعاناة التي يعيشها المواطن السوري في ظل ما يجري من أحداث وتداعيات، حيث يقدم العمل مجموعة من الصور التي تتجسد في شخصية واحدة، وعلى الرغم من اختلاف هذه الصور إلا أنها تلتقي في النهاية ضمن إطارٍ واحد، هي صورة الغد المشرق الخالي من التعديات، مشيراً إلى أن العمل المسرحي رصد الصورة التي أصبحت كقناعة عند السوريين؛ أن السماء ستمطر أرغفةً من الخبز، وأن الخير لا بد عائد ولكن بزنود أبناء الوطن».

الذي رأى كل شيء

وأكد "خلف": «فن "المونودراما" يعد فناً رائجاً، لكنه في الوقت عينه فن صعب، يجب عند القيام بمثل هذه الأعمال اختيار القصة المناسبة التي تلائم الواقع، إضافةً إلى الممثل الموهوب والمخضرم، يتمم هذا وذاك متلقٍ نوعي يمتاز بذائقةٍ فنية كبيرة، يمكنه استخلاص العبر والرسائل المنبثقة عن العمل المسرحي، مشيراً إلى أن نجاح هذا النوع من الفنون لا يقترن بمكان أو زمانٍ محددين، بل يعتمد على توافر الشروط الفنية والخبرات المسرحية، القادرة على الوصول إلى المشاهد بمستوياتٍ عالية، وهذا مقياس النجاح للأعمال المسرحية».

من جانبه بيّن الأديب "محمد باقي محمد" من الحضور أن: «النص مشغولٌ بحرفيةٍ عالية، ويحمل هماً وطنياً راهناً يمس حياتنا اليومية، وتمكن الفنان "حريب" من التفوق على ذاته في أداءٍ متميز، على الرغم من أن نص "المونودراما" يثقل كاهل الممثل الوحيد، كما ساعد على وصول الفكرة بساطة الديكور وجماله وقدرته على التعبير، مشيراً إلى أن تقنيات الصوت والإضاءة خذلت العرض، ليس لضعف العاملين عليها، ولكن بسبب أمورٍ تقنية بحتة خارجة عن سيطرته».

باسل حريب

ومن جمهور المسرحية قال المخرج المسرحي "فراس الراشد": «كان العرض موفقاً ومتميزاً، تمكن الكاتب والمخرج "إسماعيل" من إيصال الفكرة بقوة وحرفية عالية، كما أبدع الممثل الوحيد الذي عاش الدور بكل تفاصيله، علماً أن إقامة مثل هذه الأعمال ليس بالأمر السهل، لكنه ممتع، ومتعته تزيد عندما يشعر القائمون عليها، بأن كل ما أردوا إيصاله قد وصل بالفعل، لكن ما يجدر ذكره هو تراجع الذائقة الفنية على مستوى المحافظة ككل، فالمتوقع من مثل هذه الأعمال أن تستقطب جمهوراً عريضاً، إلا أن الواقع يشي بغير ذلك، لذا يجب تضافر جميع الجهود لتعود إلى المسرح فرحته ومكانته».

وبيّنت "نسرين محمد" الطالبة في كلية الآداب، أنها من هواة المسرح لذا تحرص على حضور جميع الأعمال، وقد وصلها عرض اليوم بكل تفاصيله، فهو من جهة ينبع من الواقع اليومي، ومن جهةٍ أخرى متقن حيث لم يسمح بلحظةٍ واحدة من الفتور، وهذا الجانب بالنسبة لها كمتابعة من أهم الجوانب، لأن العمل المسرحي متى انقطع الحبل المشدود بينه وبين المتلقي، سيفقد الحضور وقتها لذة الاندماج مع الرسائل التي قام العمل أساساً ليوصلها إليهم.

فراس الراشد