بقصائدهم التي ألهبت مشاعر المتلقين؛ استطاع الشاعر "محمد خلف" وزملاؤه من الشعراء، أن يستثيروا أحاسيس الجمهور، ليشتعل المسرح بنفحات الموروث الشعبي العريق.

مدونة وطن "eSyria" كانت في حفل الختام الذي أقيم بتاريخ 13 آذار 2015، والتقت الشاعر "محمد خلف" ليتحدث عن مشاركته في هذه الظاهرة الثقافية فقال: «تعد المشاركة بحد ذاتها واجباً وطنياً تجاه إرث المنطقة وحضاراتها، خصوصاً أن هذا الجانب العريق بدأ يتلاشى بسبب ابتعادنا عنه، اليوم جئت إلى الفعالية وكلي ثقة بأنني وزملائي سنساهم في إعادة إحياء ولو جزء يسير منه، وهذا هو واجبنا تجاه الوطن الذي تربينا فيه، لأن التراث يُحفظ بأهله وبالمدافعين عنه، خصوصاً أن تاريخ منطقتنا لم يُكتب، بل كانت المشافهة الوسيلة الوحيدة لإيصاله إلينا، ومع هذا وذاك فقد وصل إلى زماننا الشيء الكثير، وهنا يأتي دورنا لنحافظ عليه ونصونه، ثم نوصله إلى الأجيال القادمة.

تمكن اليوم القائمون على النشاط من الوصول إلى جميع المتلقين، خصوصاً أن القصائد تنوعت لتصل إلى كل شخص وفق هواه، كما كانت المحاضرة التي ألقيت حول الأزياء مستفيضة ومكتملة، حيث تمكن الباحث من إضافة معلومات وتسميات جديدة عن الأزياء التي كانت النسوة يرتدينها في السابق، لهذا يجب أن تعمل مديرية الثقافة على تنويع النشاطات لتشمل كافة الشرائح والمكونات

ألقيت اليوم قصيدة للشاعر المغترب "قاسم بجعة"، الذي وعلى الرغم من بعد المسافة بينه وبين الوطن؛ إلا أنه صمم أن يكون بيننا ويشاركنا فرحتنا بموروثنا الشعبي، وكان المهرجان على مدار أيام إقامته حالة جميلة عززت صلتنا بتاريخنا وبفكر أجدادنا، لكن يجب الإكثار من هذه النشاطات، لنساهم في إيصالها إلى أكبر عدد ممكن من الذين يجهلونها».

إبراهيم الواصل

وبين الشاعر "إبراهيم الواصل": «أن القصائد التي ألقيت اليوم تنوعت بين التغني بالوطن الذي ينزف ليعيش أبناؤه، وبين الشهيد الذي ضحّى بأغلى ما يملك لينعم الآخرون بحياة كريمة، وكيف أنه اختار دار البقاء على دار الفناء، وصولاً إلى الحب الذي يحيا الجميع به ومن أجله، مشيراً إلى أن جميع التشكيلات والفنون الشعرية كانت حاضرة، حيث ركز الشعراء على إحياء اللهجة المحكية، وهو الشعر الأقرب إلى قلوب أهل المنطقة، من حيث النظم والفهم والقدرة على التعبير».

وفي سياقٍ متصل ألقى الصحفي والباحث في التراث الشعبي "دحام السلطان" محاضرة عن الزي الشعبي والحلي التقليدية للمرأة في "الجزيرة" السورية، وقال: «حاولت تسليط الضوء على هذين اللونين من التراث الشعبي، اللذين ينتميان إلى الموروث الفكري والاجتماعي للمنطقة، اعتمدت في ذلك على الوثيقة التاريخية، ومشاهدة الرواة ممن عاصروا تلك الفترة الزمنية، كما تناول الزي المعتمد عند جميع مكونات سكان المنطقة، على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم، مع رصد الأزياء التي ترتديها النسوة في المناسبات العامة والخاصة، فالزي الذي قد يختلف بالشكل الخارجي، يندمج في كثير من الجزئيات ليكون زياً موحداً، لكل سكان المنطقة مع اختلافاتٍ طفيفة، ليكون التقارب الذي حدث على مر الزمن، خير معبِّر عن اللحمة الوطنية التي ينعم بها أهل المنطقة، ودليلاً آخر على التعايش المشترك وحب الآخر».

دحام السلطان

وقال "فهمي إيليو" أحد الحضور: «تمكن اليوم القائمون على النشاط من الوصول إلى جميع المتلقين، خصوصاً أن القصائد تنوعت لتصل إلى كل شخص وفق هواه، كما كانت المحاضرة التي ألقيت حول الأزياء مستفيضة ومكتملة، حيث تمكن الباحث من إضافة معلومات وتسميات جديدة عن الأزياء التي كانت النسوة يرتدينها في السابق، لهذا يجب أن تعمل مديرية الثقافة على تنويع النشاطات لتشمل كافة الشرائح والمكونات».

من جهته أكد "عبد الرحمن السيد" معاون مدير الثقافة: «أن المهرجان نجح نجاحاً كبيراً ووفق ما كان مخططاً له، حيث تناولت العروض والفقرات المقدمة مواضيع عديدة ومتنوعة، لامست جميع فئات ومكونات سكان المنطقة، كما استطاعت أن تصل إلى جميع الشرائح العمرية التي حضرت فعالياته، وهذا بحد ذاته يعد نجاحاً في التخطيط، ودافعاً لإقامة نشاطاتٍ مماثلة.

عبد الرحمن السيد

لافتاً إلى أن تفاعل الجمهور وحرصه على الحضور هو مؤشر إضافي على نجاح المهرجان، خصوصاً أن الدورة الثانية جاءت بعد انقطاع دام قرابة الأربع سنوات، لذلك على جميع المثقفين والمهتمين وأصدقاء الثقافة، أن يكونوا عوناً لنا وأن يشاركوا أو يساهموا في إثراء الحالة الثقافية، ودفع عجلة تطويرها وتحديثها من خلال البحوث والمراجع، أو تقديم أفكار جديدة، لنكون بمنزلة الجسر الذي يصل الحاضر بالماضي، من خلال تسليط الضوء على هذا التراث العريق، الذي بتنا نخشى عليه من الاندثار».