بكثيرٍ من المراجع وأمّات الكتب؛ استشهد الباحث "بسام عزيز" ليدلل عن سمات وخصائص الحرف العربي، وليثبت أن الحروف لم توضع في الكلمات جُزافاً بل عن دراسة وعلم بمعاني الحروف منفصلةً كانت أم متصلة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث "عزيز" في قاعة المركز الثقافي العربي بتاريخ 24 شباط 2015؛ ليتحدث عما وصلت إليه أبحاث اللغويين فقال: «تعد اللغة العربية من اللغات المتفردة في العالم، من حيث دقتها وتوصيفها اللغوي، وهذا ينطبق على الحرف العربي ووجوده في الكلمة ليعطي الدلالة المرجوة منه، مشيراً إلى أن نظم الكلمات لم يأت عبثاً، بل اتكأ على الأصول والفروع في اللغة وصولاً إلى جذر الكلمات، حيث يعطي جمع الحروف فيما بينها بعد اقتطاعها من الكلمة بالترتيب، دلالات بعيدة وقريبة تساوي أو تصل في المحصلة إلى أصل الكلمة، إلى أن هذا الأمر لا يتحقق في أي لغة في العالم، لذا يجب أن يولي الباحثون والعارفون في أمور اللغة هذه التفاصيل اهتماماً كبيراً، لإزالة اللبس الذي قد يقع فيه بعض الناشئة، وليساعدوهم على السير في طريق البحث العلمي والمعرفي، بهدف حملهم على عدم التفريط باللغة العربية الفصحى التي تعد حاملاً للأمة وقضاياها».

أن العمل على إعادة بعث الروح إلى اللغة العربية واجب فردي وجماعي، فهي لسان حال الأمة كلها والوثيقة الأسمى التي يرجع إليها الجميع، لذا على الجميع التحول بوجه عكسي لصهر جميع اللهجات في اللغة الأم، والتشجيع على التحدث بها حتى بين الأب وأطفاله، فبهذه الطريقة وحدها يمكن أن نحافظ على اللغة العربية، صحيح أن هذه اللغة محفوظة بالقرآن الكريم، لكن هذا لا يعني أن نكون اتكاليين إلى هذه الدرجة، فالجميع عليهم تأدية واجباتهم تجاهها

يتابع: «ذهب أصحاب اللغة في توصيف سمات الحرف وخصائصه إلى رأيين: يقول الأول إن الحرف العربي لدى أصحابه هو مجرد رمزٍ بلا معنى، وبذلك يكون معنى الكلمة لديهم اصطلاحياً وقد تواضع الناس عليه، فلا علاقة للحرف بالحروف التي تتشارك في تركيب الكلمة، ويرى أصحاب الرأي الثاني أن الحرف العربي، لدى أصحابه له خصائص ومعاني، وبذلك يكون معنى الكلمة لديهم أصلاً هو محصلة خصائص ومعاني الحروف التي تتشارك في تركيب الكلمة، وقد تم ترجيح القول الثاني استناداً لدلالة بعض الحروف على المعاني، وقد تكون هذه الدلالة الأصلية تحمل شواذاً، ومعروفٌ أن الشواذ تكاد تطغى على القاعدة، لافتاً إلى أن البحث في هذا المجال يتطلب وقتاً وجهداً كبيراً، لا يمكن اختصاره في لقاءات أو ندوات، بل يحتاج إلى سلسلة من البحوث».

عبد الرحمن السيد وبسام عزيز

من جهته أكد مدرس اللغة العربية "غسان عجيل": «أن الفجوة الحاصلة بين اللغة الأم وطلاب العلم كبيرة ومخيفة، والدلالة على ذلك قيام الكثيرين بإدخال مفردات أعجمية وغربية، بين المصطلحات العربية وهذا تهديد صريح للغة العربية، فمن المعروف أن اللغة السائدة هي لغة الأقوى لهذا نجد طغيان اللغات الدخيلة على واقعنا، لكن للأسف لم يأخذها الشباب من هذا المنحى، بل اعتبروها ضرباً من ضروب التقدم والحضارة، لافتاً إلى وجوب التنبه لهذا الخطر والعمل على إعادة أبناء الأمة، للتمسك بلغتهم والتقوي بها لأنها أصل العلوم ومرجعية لشعوب عظيمة، كما أنها الدلالة الأولى على هويتهم وعروبتهم، وهذا الأمر يجب أن يغرس في الأطفال وأن يستمر معهم طوال حياتهم».

بدوره أوضح معاون مدير الثقافة "عبد الرحمن السيد": «أن العمل على إعادة بعث الروح إلى اللغة العربية واجب فردي وجماعي، فهي لسان حال الأمة كلها والوثيقة الأسمى التي يرجع إليها الجميع، لذا على الجميع التحول بوجه عكسي لصهر جميع اللهجات في اللغة الأم، والتشجيع على التحدث بها حتى بين الأب وأطفاله، فبهذه الطريقة وحدها يمكن أن نحافظ على اللغة العربية، صحيح أن هذه اللغة محفوظة بالقرآن الكريم، لكن هذا لا يعني أن نكون اتكاليين إلى هذه الدرجة، فالجميع عليهم تأدية واجباتهم تجاهها».

غسان عجيل مداخلاً
جانب من الحضور