بين شواطئ بحورها حاول الباحث "علاء الدين حسن" أن يغوص في الأعماق ويبحث عن الدرر الكامنة في اللغة العربية، ليخرجها إلى العلن ليغتني منها فقراء اللغة والفصاحة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث "حسن" بتاريخ 23 شباط 2015، عقب محاضرته التي أقيمت في صالة المعارض بثقافي "الحسكة"، وحملت عنوان "جمالية اللغة العربية"، فقال: «تتعدى اللغة العربية الفصحى بكونها الحامل الرئيس للحضارة والتاريخ العربي، إلى كونها رموزاً صوتية يتم من خلالها التعارف والتواصل بين أفراد المجتمع، لذا يعد الاعتزاز باللغة العربية مطلباً حضارياً وقومياً في آنٍ معاً، فقد تم حفظ هذه اللغة بالقرآن الكريم، الذي يعد دلالة مهمة على صحتها وفصاحتها، ويتمثل إعجاز اللغة العربية في احتوائها على صور بيانية، لا يمكن للغة أخرى في العالم أن تحتويها، وذلك من حيث المفردات والألفاظ والوقع الموسيقي، إضافةً إلى شكل الحرف في الخط العربي الذي يعد من أجمل الخطوط وأكثرها مرونة».

الأطفال هم أكثر الأشخاص الذين يمكن التعويل عليهم، وذلك بعد تأمين المناخ المناسب لهم، عبر تغذيتهم بالمفردات الصحيحة، وتعليمهم أهمية اللغة وضرورة التمسك بها، لافتةً إلى أن الجهود التي تبذل حالياً تبشر بالخير، فمن الممكن أن يكون أطفال اليوم وشباب الغد مؤهلين على مستويات رفيعة لحمل لواء اللغة العربية والحفاظ عليها

مشيراً إلى تمتع اللغة بالتناسب والتوافق مع الألفاظ والأوزان والدلالات، وهذا الأمر مكن الأدباء والشعراء من استثمار هذه الخصائص، فكتبوا في ذلك قصائد وخواطر غاية في الإبداع، ومما قيل:

جانب من الحضور

"أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ... فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟"

وتابع: «فضل اللغة العربية على سائر اللغات؛ يتمثل في كونها أقرب اللغات إلى المنطق، لسلاسة عباراتها وطبيعة لفظها، واتصافها بالإيجاز والبلاغة والوضوح، وهذه الصفات تفتقر إليها اللغات الأخرى، مشيراً إلى ضرورة تنمية ذائقة الأطفال باللغة الفصحى عبر الاهتمام بالمربين والبيئة المحيطة، وأن يكون المربي ملتزماً باللغة العربية في التعاطي مع التلاميذ لأنها تعد صلة الوصل بين الماضي والحاضر والمستقبل».

ممدوح عماش جنديل

وقال الموجه التربوي "ممدوح عماش جنديل": «إن العمل على إيلاء اللغة العربية مكانتها الصحيحة، يجب أن يكون في سلم الأولويات، وذلك من خلال الإكثار من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية والمهرجانات الثقافية، لأن الاعتزاز باللغة يعد مطلباً ملحاً للجميع، لما لها من أثر في حفظ الهوية والتاريخ وتعزيز الانتماء، إضافة إلى الحفاظ على الجمالية الرائعة لهذه المنظومة المتكاملة، لافتاً إلى أن الوصول إلى هذا الهدف ليس بالأمر الصعب، إذا تمكن القائمون على اللغة من تحديد وجهتهم، وتمتعوا بدافع صادق تجاه اللغة قائم على حبهم للغتهم الأم ومعرفتهم بتأثيرها السلبي في حال التفريط فيها».

وبيّنت "نورا سليمان" رئيسة دائرة الطفل والتراث الشعبي أن: «الأطفال هم أكثر الأشخاص الذين يمكن التعويل عليهم، وذلك بعد تأمين المناخ المناسب لهم، عبر تغذيتهم بالمفردات الصحيحة، وتعليمهم أهمية اللغة وضرورة التمسك بها، لافتةً إلى أن الجهود التي تبذل حالياً تبشر بالخير، فمن الممكن أن يكون أطفال اليوم وشباب الغد مؤهلين على مستويات رفيعة لحمل لواء اللغة العربية والحفاظ عليها».

علاء حسن ومراسل مدونة وطن