ببراعة وحبٍ كبيرين تمكن الكاتب والمخرج "بشار الضللي"، من الدخول إلى قلب المتلقين من خلال مسرحية "الجدار"، التي تحمل في تفاصيلها أسمى صور الحب والوفاء.

مدونة وطن "eSyria" حضرت العرض المسرحي الذي أقيم في دار الثقافة بتاريخ 25 تشرين الثاني 2014، والتقت "الضللي" الذي قال: «يتحدث العمل عن جدار الوطن الحصين الذي حاول بعضهم إحداث بعض الثغرات فيه، وللأسف تم إحداث عددٍ من الخروقات في جسم هذا السد المنيع، فتسلل من خلاله الغرباء الذين دخلوا تحت مسميات كثيرة، لكن ما لبث أبناء الوطن أن استشعروا زيف الشعارات وكذبها؛ ونفاق الكثيرين الذين لم تتوقف حناجرهم عن الوعود بالحياة الأفضل والعيش الرغيد، وعليه قام نفس الأشخاص الذين تسببوا في إحداث هذه الثغرات بعملٍ عكسي تجلى في إعادة الجدار إلى سابق عهده، ووقفوا يحرسونه بأنفسهم تكفيراً عما صنعوا، لأنهم اكتشفوا ببساطة أن الغريب لا يمكن أن يساهم في إعمار الأوطان، وأنه يخلو من هذه الصفات الحميدة ولو كان يتمتع به لاتجه لإعمار وطنه والذود عنه، ولترك الناس يعيشون في سلام ووئام».

أنه يساهم من خلال مشاركته ببناء الوطن ونشر القيم السامية، فالمسرح هو الأقدر على التنوير والتوعية، وهو أفضل الأماكن التي يتم من خلالها نشر المعرفة والقيم الروحية، مشيراً إلى أنه وزملاءه حاولوا أن يأخذوا دورهم في صون البلاد ورفعتها من خلال تقديم الفن الراقي والهادف

وتابع: «من المهم جداً أن يتمكن الفنان أو المخرج أو أي شخص يمتهن التمثيل؛ من الدخول السهل والسريع إلى قلب المتلقي الذي يعد الهدف الأول، لذا يجب على الفنان أن يقدم ما لديه بصدق كبير وإحساسٍ عالٍ، وهذا الأمر يتجلى في أبهى صوره عندما يكون الوطن هو المبتغى، هذا الوطن الذي قدم الكثير لأبنائه ينتظر اليوم المعاملة بالمثل، لذا يجب على كل شخص أن يقوم بواجبه تجاه المكان الذي أبصر فيه النور، وأن يشير لمواطن الخلل، حتى تعم المنفعة على الجميع وتغمر الفرحة كل شبرٍ من ترابه الغالي».

التعبير عن حب الوطن

وختم "الضللي": «أبهرني عدد الحضور كما أذهلني تفاعل المشاهدين مع العمل المسرحي، فخلال مدة العرض التي لم تتجاوز 45 دقيقة، شعرت لمراتٍ كثيرة بانصهار المتلقين مع أبطال العمل، ورحت أقيم عملين مسرحيين رائعين في ذات اللحظة، فوصول الرسالة المرجوة من العمل تم بسلاسة ويسر، وهذا ينبئ عن الوعي الكبير الذي يتحلى به جمهور المسرح؛ ويمكن أن يطلق عليهم اسم "الجمهور الفتي"، وهو الجمهور الذي نطمح إلى استهدافه أينما وجد».

وأكد الممثل "محمد الملا" أحد أبطال العمل: «أنه يساهم من خلال مشاركته ببناء الوطن ونشر القيم السامية، فالمسرح هو الأقدر على التنوير والتوعية، وهو أفضل الأماكن التي يتم من خلالها نشر المعرفة والقيم الروحية، مشيراً إلى أنه وزملاءه حاولوا أن يأخذوا دورهم في صون البلاد ورفعتها من خلال تقديم الفن الراقي والهادف».

جانب من العرض

وأوضحت "سمر الغربي" إحدى المشاركات في العمل: «أن الشباب هم المعول عليهم دائماً في بناء الوطن، فسواعدهم التي تبنى وعقولهم التي تخطط وحبهم الذي يصون الحدود، هي أركان الثالوث المقدس الذي لا يظهر إلا من أشخاصٍ نهلوا وتعلموا وعاشوا في أوطانٍ منفتحة، لافتةً إلى أن المهرجان المسرحي هو نافذة لإظهار الفن الحسكي، وأنها ستعمل على تطوير نفسها وتقديم الأفضل دائماً، لكي تحظى بفرص البقاء والتواصل مع خشبة المسرح».

أما "حليمة أوسي" الطالبة في جامعة "الفرات" فقالت: «كان العرض أكثر من رائع لأنه يلامس الواقع بشفافية، ولأنه أظهر أن الإنسان مجبولٌ على الخطأ وغير منزه ولا معصوم، كما أنه أظهر أن العودة من منتصف الطريق أفضل من الاستمرار في ارتكاب الأخطاء وتلويث الروح البشرية، وأنا مسرورة جداً بهذا العمل وأشكر القائمين على المسرح في المحافظة، ويمكن لأي شخص أن يقرأ نجاح المسرح في محافظة "الحسكة" من خلال ردّات أفعال المتلقين، وهي بشرى حقيقية للقائمين على الفن المسرحي وحافزٌ كبير ليعطوا المزيد».

من تفاعل الجمهور