منح الفن مساحة كبيرة من عمره، أخلص له وأجاد في عالمه، فنال جمهوراً يتجاوز حدود الوطن، أتقن العزف والغناء والتلحين بجهد ذاتي، وأصبح محترفاً بعد مدة قصيرة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 28 حزيران 2018، التقت أحد أبرز المقربين من المرحوم الفنان "صلاح أوسي"، وهو الفنان "برزان حسين إبراهيم" ليحدثنا عن جوانب كثيرة ومهمة في حياة صديقه الفنية، وعن البدايات قال: «كان عاشقاً للفن والغناء خاصة منذ سنواته المبكرة، تدرج في تعليمها بأسلوب هادئ، تحديداً عام 1970، حيث بدأ العزف على أدوات مثل الخشب وقطع معدنية و"كبال" الدراجات العادية، يجمعها جميعها في أداة واحدة تسمى "الطنبور"، ومنها تعلم العناوين الأولى، بذات العام استطاع أن يشتري بزقاً من السوق بعد جهد كبير، وفي عام 1976 انتقل إلى تعلم تلحين الأغاني أيضاً بجهد ذاتي، وأكثر ألحانه كانت للفنان المرحوم "محمد شيخو"، ثم أصدر "أوسي" مجموعة من الأغاني من ألحانه، تم الإقبال عليها كثيراً، لأن الناس كانوا يظنون أن الصوت لـ"محمد شيخو"؛ فقد كان يشبه صوته كثيراً.

عام 2006 ذهب مجدداً إلى "دمشق" واستقر فيها وباشر "صلاح" صناعة الآلات الموسيقية في ورشة لأحد أصدقائه هناك، إحدى المرات شاهده صاحب العمل وهو يصنع بزقاً بجهد ذاتي، انبهر بعمله، ولاحقاً خصص لنفسه ورشة خاصة به في منطقة "ركن الدين"

بعدها ذهب إلى العاصمة "دمشق" وانضم إلى فرقة "خاني" الفنية، في البداية عزف معها، ثم بدأ الغناء، بعد مدة توجه إلى "لبنان" لممارسة العمل الفني، وفي عام 1982 عاد إلى "القامشلي" من أجل رعاية الأسرة بعد وفاة والده، شارك مع الطلائع والمدارس في جميع الحفلات والمهرجانات، وكان ينظم مهرجانات بجهد خاص منه، أمّا عام 1983، فأصدر أغنية بعنوان: "وصلوني سلاماتك"، واشتهرت تلك الأغنية كثيراً، وعرف من خلالها، وقبل ذلك عام 1995 كانت أغنيته الشهيرة أيضاً "عندما أموت حبيبتي"، وتباعاً كان يصدر (الألبومات) ليصل مجموعها إلى ثمانية».

من ذكرياته في دمشق

يتابع زميله "برزان" عن حياته الفنية: «عام 1984 كان موعد زواجه، ومن طرائف ذلك اليوم، أنه غنى وعزف في يوم عرسه، لغياب بعض الفنانين المدعوين لظروف صعبة، لتكون حفلة فنية رائعة واستثنائية، بدءاً من عام 2000 كان يتجه إلى دول مختلفة من "أوروبا" لإقامة حفلات فنية بدعوة من الأكراد خاصة، والسوريين عامة، يقيم فيها عدّة أشهر ثم يعود إلى بلده، وظلّ يتنقل لمدة 13 عاماً، كان يطلب منه الأهل والأصدقاء البقاء في "أوروبا" خاصة بعد بداية الحرب في "سورية" وتعرضه لمرض مزمن، لكنه رفض وأبى أن يموت إلا في مدينته».

وعن صناعته للآلات قال: «عام 2006 ذهب مجدداً إلى "دمشق" واستقر فيها وباشر "صلاح" صناعة الآلات الموسيقية في ورشة لأحد أصدقائه هناك، إحدى المرات شاهده صاحب العمل وهو يصنع بزقاً بجهد ذاتي، انبهر بعمله، ولاحقاً خصص لنفسه ورشة خاصة به في منطقة "ركن الدين"».

ومما يضيفه "برزان" عن الفنان "صلاح": «عام 2012 عاد إلى "القامشلي" وافتتح ورشة لتصنيع "العود والبزق والبلغمة" وغيرها من الآلات بإتقان كبير، وصارت سمعته الفنية كبيرة، واسمه ماركة فنية على مستوى القطر وعدد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، ومنذ عام 2016 حتى 2018، كانت تتم دعوته لملتقي الفن بدار "الأسد" عن طريق هيئة الثقافة، ليشارك بعزف منفرد على آلة البزق، وتم تكريمه عام 2016 من قبل الجهة التي قدمت الدعوة، وتعذرت مشاركته عام 2018 بسبب مرضه المزمن، الذي كان كفيلاً بموته ذات العام، بعد أن قدم إرثاً فنياً كبيراً».

الكابتن "رضوان وحيد" أحد خبرات نادي "الجهاد" في لعبة كرة الطائرة، تحدّث عن الجانب الرياضي في حياة الفنان "صلاح أوسي" قائلاً: «كان من مؤسسي اللعبة في المنطقة، أشرف على تنظيم وإنجاز عدة بطولات بكرة الطائرة، إلى جانب مسيرته الفنية، فهو من الخبرات الرياضية المتميزة، له بصمة طيبة بكرة الطائرة، ومشاركات في ألعاب فردية كثيرة، إلى جانب إتقانه للسباحة، هو من الفنانين النادرين الذين يجمعون إتقان الفن والرياضة معاً».

يذكر أن المرحوم "صلاح أوسي" من مواليد قرية "تل شعير" في "القامشلي"، عام 1955.