نشأ على حب التسامح وعشق السلام، واتّبع نهج المحبة والإخاء طوال حياته الحافلة بالقصص والحكايات والمبادرات التي تعزز القيم الاجتماعية، فحفظها أهالي "الجزيرة" عن ظهر قلب، ليأتي مرضه الشديد الذي أحزن جميع أبناء منطقته.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 21 حزيران 2018، وقفت عند شخصيّة الشيخ "عدي ميزر المدلول"، الذي بنى طوال سنوات طويلة حبّاً كبيراً في نفوس الأبناء من مختلف الشرائح الاجتماعية والدينية. وعن تلك القيم ورسائل أخرى قدمها الشيخ "المدلول" في حياته للمجتمع، تحدّث الحاج "صالح الحاج محمود" أحد وجهاء عشيرة "العبّاسيين" بالقول: «سطر مواقف جميلة لأبناء المجتمع عامة، وقدّم رسائل اجتماعيّة وتربوية وإنسانية خدمت المنطقة، وساهم بأفعال كثيرة حققت السلام، وبتر الكثير من الخلافات والمشكلات العشائرية والعرقيّة، ولم يتردد في تقديم كل ما يلزم مادياً ومعنوياً من ملكه الخاص في سبيل نشر صلح بين المتخاصمين، وأستطيع الجزم بأن البيت الذي يدخله لن يخيب رجاؤه في تنفيذ ما ذهب إليه. أحياناً كثيرة تواجه المنطقة مشكلات معقدّة الحل، تتطلب جهداً جسدياً وفكرياً ومادياً من أجل حلّها، وهو الوحيد من يكون جديراً بذلك، وأبناء المنطقة يحترمونه لدرجة كبيرة، ويتواجدون يومياً في ربعته التي لا تكل ولا تمل من استقبال تلك الألوان الاجتماعية المنوّعة. هناك الكثير من الطلبة يتابعون تعليمهم ودراستهم الجامعية من دعمه المادي على الرغم من عدم معرفته بهم، وهو يعيل عشرات الأسر الفقيرة، ويصمم على عدم معرفة تلك الأسر بأنه يصرف عليها. يبقى الأهم لمجتمعنا أنه ساهم مع الخيرين بنزع فتيل الحقد والخلافات بين الناس، على الرغم من مرضه الشديد، وتعبه في بعض الأيام».

هو داعم حقيقي لجميع الفعاليات بما فيها الرياضية، كانت حصة نادينا منه الكثير مادياً، وطوال السنوات الطويلة الماضية، ومع كل موسم كروي، يتبرع بمبلغ مادي يكون الأكبر بين الفعاليات والوجهاء، سواء كان نادينا في أدنى الدرجات والمراكز، أو في الدوري الممتاز، وقد تخلى عنا الجميع عدّة مرات لسوء نتائجنا، وهو حافظ على دعمنا ومساندتنا، ويطلب منّا كتمان أمر التبرع، وعدم نشر ذلك على الصفحات الرياضية والمواقع، فما يقدمه يعدّه واجباً. إضافة إلى ذلك، تصدى لاستقبال وفود رياضية كبيرة في مناسبات عدّة، كانوا ضيوف نادينا، ورفعت عنا التكاليف والمصاريف بصورة أكثر من رائعة

"فؤاد القس" رئيس نادي "الجهاد" السابق، تحدّث عن الدعم الرياضي للشيخ "عدي" قائلاً: «هو داعم حقيقي لجميع الفعاليات بما فيها الرياضية، كانت حصة نادينا منه الكثير مادياً، وطوال السنوات الطويلة الماضية، ومع كل موسم كروي، يتبرع بمبلغ مادي يكون الأكبر بين الفعاليات والوجهاء، سواء كان نادينا في أدنى الدرجات والمراكز، أو في الدوري الممتاز، وقد تخلى عنا الجميع عدّة مرات لسوء نتائجنا، وهو حافظ على دعمنا ومساندتنا، ويطلب منّا كتمان أمر التبرع، وعدم نشر ذلك على الصفحات الرياضية والمواقع، فما يقدمه يعدّه واجباً. إضافة إلى ذلك، تصدى لاستقبال وفود رياضية كبيرة في مناسبات عدّة، كانوا ضيوف نادينا، ورفعت عنا التكاليف والمصاريف بصورة أكثر من رائعة».

السيد فؤاد القس

الباحث التاريخي "جوزيف أنطي" له أيام كثيرة ضمن "ربعة" الشيخ "عدي"، وصداقة قوية عمرها عشرات السنين، تحدّث عمّا يعرفه عنه بالقول: «كانت تنشئته وطفولته تنشئة صالحة، فمنذ الصغر يذهب إلى دُور العبادة سواء الكنائس أو الجوامع، لمتابعة أي فعالية اجتماعية أو خيرية، عاشر رموز الخير والمحبة والسلام مع والده، يعدّ أهم دعائم الوحدة الاجتماعية، يدعو ويعمل لخير المنطقة وأهلها، وقد جنبها مراراً حوادث ومشكلات كادت تؤدي إلى مخاطر كثيرة. هو رجل حكيم في نشر الوئام، متواضع جداً مع الأطفال والفقراء وأهل الحاجة، وبيته مُشرع للمئات منذ الصباح، حتى ساعة متأخرة من الليل، ولا يمرّ يوم إلا والولائم عامرة لكل زائر، ويعدّ منزله لوحة اجتماعية مزدانة بجميع الألوان، وكان والده رجلاً عظيماً، وهو سر أبيه.

منذ أيام وهو يمر بوعكة صحيّة صعبة، كانت سبباً لأن تبكي قلوب وعيون أبناء المنطقة عليه، فلم يعتادوا غيابه عن "الربعة" ومجالسهم اليومية».

يذكر أن الشيخ "عدي المدلول" من مواليد قرية "اليرموك" التابعة لبلدة "تل حميس"، عام 1956.