تعدّ قرية "غصن أيوب" من أجمل قرى الجزيرة السورية، وأقدم قرى منطقة "القامشلي" وريفها، شهدت ولادة ثلاثة أجيال، وتميزت بتنوع سكانها وزراعتها وخضارها.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 25 أيار 2018، خلال زيارتها لقرية "غصن أيّوب" التابعة لناحية "الجوادية"، التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 60كم، التقت أحد أبنائها "علوان حسين"، فقال: «القرية قديمة، عمرها يصل إلى مئة عام وأكثر، استقرت فيها مع أول تأسيس لها، أسرة مسيحية من عائلة "الحداد"، وبعد سنوات أفرغت القرية، وتمّ تأسيسها مجدداً وإعادة الحياة فيها من قبل عائلة "حاجو" الكردية، بقيت تلك الأسرة فيها مدة من الزمن، قدمت خلالها نشاطاً زراعياً طيباً، انتقلت تلك الأسرة أيضاً من القرية باتجاهات أخرى. أمّا التأسيس الثالث والحياة الجديدة، فكانت بوجوه جديدة توافدت إليها من مختلف القرى والمناطق الأخرى، ليكون التنوع بين السكان العنوان الرئيس، هنا تجدر الإشارة إلى أنّ عدد المنازل في القرية وصل إلى 100 منزل، قبل عشرات السنين، كانت القرية مهيّأة ومثالية للعيش والاستقرار، أمّا حالياً، فهناك أكثر من 68 أسرة تقيم فيها.

في فصل الربيع ولأكثر من مرة تكون زيارتنا لقرية "غصن أيوب" مع مجموعة من الأهل والأصدقاء لقضاء ساعات جميلة في أجمل الأماكن بطبيعتها وطيبة أهلها، الذين لا يفارقوننا من أجل مساعدتنا في أي شيء نحتاج إليه، نترقب أي فرصة مناسبة لنزور القرية

وعندما نجد ثلاث مراحل حياتية في القرية، فحكماً هناك مزايا وبيئة مناسبة حتى تبقى القرية عامرة بالناس والعطاء، أهمها البيئة المثالية لنجاح المحاصيل الزراعيّة، فهي من المناطق التي تشهد أمطاراً غزيرة ورطوبة دائمة في فصلي الشتاء والصيف».

أشجار منوعة تزين القرية

يتابع "علوان" عن مزايا قريته: «سميت القرية بهذا الاسم لكثرة الطيور التي تتوافد إليها وإلى النبع خاصة، وتسمى باللغة الكردية "ديرنا قلنكا"؛ أي بيت الطيور، تحتوي جبلاً أثرياً يعدّ من أكبر الجبال في المنطقة، إلى جانب نبع قديم وكبير يغذي كامل مساحة القرية بالمياه طوال السنوات الماضية وحتّى اليوم، إضافة إلى ميزة أخرى تشهدها القرية، وغير موجودة في القرى الأخرى، وهي زراعة مئات الأشجار للعنب والتفاح والرمان والدرّاق، وغيرها. أمّا من الناحية الزراعية، فقد أشرنا إلى نجاح جميع المحاصيل الصيفية والشتوية، التي تُزرع بمساحات كثيرة خاصة "القمح، الشعير، العدس، الكمون، الكزبرة، حبة البركة، البصل، القطن". أمّا فيما يخص الجانب التعليمي، فالقرية منذ زمن بعيد تضم مدرسة خاصة للمرحلة الابتدائية، ولاحقاً أصبحت للتعليم الأساسي بالكامل. أمّا طلاب المرحلة الثانوية، فمنهم من يتابعها في ناحية "القحطانية"، وقسم آخر يتابع دراسته الثانوية في قرية "دير غصن"، هناك اهتمام وإقبال كبير على بالدراسة، ومن أبناء القرية حملة شهادات جامعية من مختلف الاختصاصات، علماً أن سكان القرية الذين هجروها إلى باقي المناطق الأخرى، يحافظون على تواصلهم الدائم معها، لكونها منطقة سياحية جميلة، وأنا وعائلتي من هذا النموذج، إضافة إلى مئات الأسر التي تتوافد إليها على مدار السنة، لما فيها من جمال وراحة وهدوء».

بدورها "سعدية خلف" من أهالي قرية "معشوق" استقرت لاحقاً في قرية "غصن أيوب"، تحدّثت عن مزايا أخرى للقرية قائلة: «هناك اهتمام كبير من القرية بتربية الأنعام والطيور، التي تساهم بحركة اقتصادية للقرية، سواء من بيع مشتقاتها، أو استثمارها للمنزل، وعدم الحاجة إلى شراء أي مادة تنتجها الأنعام والطيور. أمّا بالنسبة لمياه النبع، فهي صافية جداً ونقية، لذلك هناك أسر من عدة مناطق يقدمون للقرية من أجل أخذ كميات من المياه بوجه دائم، وكثرة التنقل والهجرة بين القرية وأهلها، كوّنت علاقات اجتماعية طيبة بيننا وبين الزوّار والسيّاح أيضاً».

القرية على غوغل إيرث من خلال النقطة الخضراء

"أحمد محمود" من زوّار القرية للاصطياف، قال عنها: «في فصل الربيع ولأكثر من مرة تكون زيارتنا لقرية "غصن أيوب" مع مجموعة من الأهل والأصدقاء لقضاء ساعات جميلة في أجمل الأماكن بطبيعتها وطيبة أهلها، الذين لا يفارقوننا من أجل مساعدتنا في أي شيء نحتاج إليه، نترقب أي فرصة مناسبة لنزور القرية».