بعشق كبير لمجالي الأدب والإعلام، ورغبة كبيرة في رفع قامة الخطاب الإنساني من خلال الشعر الذي يتناول مواضيع عديدة عن الوطن، المرأة، الحب، وغيرها، استطاع أن يوثق بقلمه معظم النشاطات الثقافية، ويحجز لنفسه مكانةً خاصةً في الساحة الثقافية والإعلامية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الشاعر والإعلامي "مردوك الشامي" عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 21 آذار 2018، وعن رحلته مع الكتابة يقول: «ولدت في أقاصي الشمال السوري، في مدينة "القامشلي" التي أسميتها قبل سنوات طويلة أرملة المدن؛ لأنها تمتلأ بالخيرات، وتطعم الجميع، وأهلها ينامون جائعين، درست اللغة العربية، وأحمل إجازة بها من جامعة "حلب" عام 1985، كما حصلت على دكتوراه فخرية بمرتبة الشرف من جامعة "الحياة الجديدة" عام 2015 في التنمية الإعلامية، وبرأيي الكتابة تأتي مع حليب الأم، كنت منذ الطفولة قارئاً نهماً، وفي المرحلة الإعدادية بدأت كتابة الشعر، ووقفت على منبر المركز الثقافي وعمري لا يتجاوز الستة عشر عاماً، ومنذ ذلك الحين انطلقت رحلتي مع الأدب والقصيدة، باكراً قرأت الأدب الروسي والعالمي، قرأت الرواية العربية والشعر العربي، لم أتأثر بكتاب وشعراء، بل أتأثر بالقصائد، لكل شاعر حديقة؛ لا تمتلىء كلها بالورد، ثمة تفاوت وتنوع، ودائماً يستدعيني الفريد والأجمل لقراءته وحبه، ويا للأسف، المواهب في العالم العربي لا تلقى الدعم الذي يجب أن يأتي من المقربين والعائلة أولاً، ولأن عائلاتنا بعيدة عن الكتب والمطالعة والأدب، يكون الداعم الوحيد ذاتياً بأن نقرأ أكثر، ونحاول النجاة، وفي البدايات يسعى الشاعر أو الكاتب عموماً لإيصال صوته إلى الناس، ليصرخ بهم: هذا أنا، وفيما بعد يبذل كل جهده ليقول لهم: هؤلاء أنتم، ورسالتي من خلال الشعر أن أرفع قامة الخطاب الإنساني، وأعطي الشعر دور الوردة، والصاعق، واللغم الذي حين ينفجر يعم العطر العالم كله».

الإعلامي الشاعر "مردوك الشامي" رجل يكره اصطياد العصافير؛ لأنه لا يقوى على سلبها الحرية، ولا على سقوطها ميتة على يديه؛ فهو إنسان واهب للحياة، متعطش لها، على الرغم من كل الموت الذي ينتشر في وطنه، وهو شاعر يتقن اصطياد القلوب بسهام حروفه، ليصنع للأرواح أجنحة ترفرف عالياً، وتحط كالحمام على أسوار "سورية" التي تسكنه، يقف كالجبل في وجه الوجع، ويعاند الريح بأصابع يده اليمنى، فما لها إلا أن تستحيل قصائد على شبّاك يفتحه في وجه الزمن لعله يبث فيه بعض النسمات فيحن على روحه والانتظار، يناجي الطين، ويعيد إليه التكوين عبر ما يحمل من ولاء لا ينكره التراب، ولا يهرب منه الماء، له دور جوهري في الساحة الثقافية؛ فهو يجمع حوله المحبين من عشاق شعره، إضافةً إلى عدد كبير من أصدقائه الإعلاميين والأدباء والفنانين، قلمه يوثق كل النشاطات الثقافية، ويرسم الأماسي مرة ثانية بإبداع تصويره فيضيف لمن حضرها متعة أكبر حين يقرأ النور المنشور على كل نقطة، هو شاعر أفتخر كلما ذكرت اسمه، وكلما أشاد به الجميع؛ إذ يحمل شعلة الإبداع السوري بثقة ونقاء

وعن إصداراته الأدبية ومواضيعها، يقول: «أول مجموعة شعرية لي بعنوان: "أسئلة ساذجة" صدرت في "بيروت" عام 1990، ثم تلتها في "بيروت" و"السعودية" إصدارات أخرى، ما بين عامي 2000-2015، وعناوينها: "القامشلي"، "غناء لفضاء آخر"، "الرغيف والراهبة"، "كرسي اعترافي"، التي كانت آخرها، وصدرت عام 2017 في "بيروت"، ولي مجموعة دخلت المطبعة قبل أيام بعنوان: "أسئلة الغريب"، كذلك لي أربعة أعمال في المسرح الشعري، قدمت ما بين "بيروت" و"دمشق" ودار الأوبرا في "القاهرة"، و"عمان"، و"العراق"، منها: "أدون"، "أورنينا"، "إيزيس"، "صيدون الملك"؛ حجبتها عن العرض حرب "تموز" على "لبنان"، من بطولة الفنان "وديع الصافي"، وفيما يتعلق بالمواضيع التي أتناولها في كتاباتي الأدبية، فإن محبرتي تتسع العالم، والحبر محيط الأفكار، والحياة بكل ما فيها من نبض وسعادة وكوارث وأحزان، كلها مواضيع دسمة للقصيدة، كتبت الوطن في كل حالاته، الحب والمرأة، الفقد، والكائنات، من بشر ومخلوقات أكثر رقياً لا تعرف الحروب، أكتب كل شيء، كل أنواع الشعر، الموزون منه والتفعيلة، المنثور، الفصيح، والمحكي، والنص السياسي، والقصة، والمسرح، لا تفضيل لدي، الفكرة تختار ثوبها، وأعد المرأة عنصراً أساسياً منذ الأمومة، والحبيبة، وانتهاءً بالغادرة، والقاتلة، النساء حدائق، والقصيدة فراشة من لون وقزح، والوطن امتداد للشهقة، والجرح، والأمل، والشهيد».

من توقيع كتاب "كرسي اعترافي"

وعن عمله الإعلامي، يقول: «بدأت العمل كرئيس للصفحة الثقافية لمجلة "البناء" اللبنانية عام 1990، واستمر عملي فيها ست سنوات، لأعمل بعدها رئيساً للقسم الثقافي في صحيفة "الديار" اللبنانية، وتسلمت إدارة التحرير لأكثر من مجلة لبنانية وعربية، وفي الإعلام المرئي كنت رئيس تحرير لعشرات البرامج التلفزيونية في محطات لبنانية وعربية، وأستطيع القول إن التوازن بين عملي الأدبي والإعلامي يتحقق عندما أكتب بأسلوب أدبي في مجال الإعلام، وعندما (أؤدب الصحافة، وأصفحن الأدب)، وساعدتني تجربتي الإعلامية إلى حد ما على النجاح الأدبي، لكنني أحاول أن أخط طريقي فيه بتخصص أكثر، والإعلام في عصرنا يذهب إلى الهشاشة والسطحية، ومرتهن في بلاط المعلن، وثروة الشاعر في تناقص، نحن في زمن لا يحتفي سوى بالفقاعة والمزيف والتافه السطحي، والإعلام يساهم إلى حد كبير بتكريس ذلك. أما الأدب، فلا يزال لغاية الآن أكثر حريةً، لهذا يمتلك جناحي الحرية. ومن الصعوبات التي تواجهني ككاتب، أنني أحاول التصالح مع عزلتي، وكيف أكون قادراً على العيش وسط ازدحام خانق، وليس فيه أحد، وأطمح أن أعود إلى الوطن».

الشاعرة "ريما محفوض" تقول عنه: «الإعلامي الشاعر "مردوك الشامي" رجل يكره اصطياد العصافير؛ لأنه لا يقوى على سلبها الحرية، ولا على سقوطها ميتة على يديه؛ فهو إنسان واهب للحياة، متعطش لها، على الرغم من كل الموت الذي ينتشر في وطنه، وهو شاعر يتقن اصطياد القلوب بسهام حروفه، ليصنع للأرواح أجنحة ترفرف عالياً، وتحط كالحمام على أسوار "سورية" التي تسكنه، يقف كالجبل في وجه الوجع، ويعاند الريح بأصابع يده اليمنى، فما لها إلا أن تستحيل قصائد على شبّاك يفتحه في وجه الزمن لعله يبث فيه بعض النسمات فيحن على روحه والانتظار، يناجي الطين، ويعيد إليه التكوين عبر ما يحمل من ولاء لا ينكره التراب، ولا يهرب منه الماء، له دور جوهري في الساحة الثقافية؛ فهو يجمع حوله المحبين من عشاق شعره، إضافةً إلى عدد كبير من أصدقائه الإعلاميين والأدباء والفنانين، قلمه يوثق كل النشاطات الثقافية، ويرسم الأماسي مرة ثانية بإبداع تصويره فيضيف لمن حضرها متعة أكبر حين يقرأ النور المنشور على كل نقطة، هو شاعر أفتخر كلما ذكرت اسمه، وكلما أشاد به الجميع؛ إذ يحمل شعلة الإبداع السوري بثقة ونقاء».

في الاستديو

الجدير بالذكر، أن الشاعر والإعلامي "مردوك الشامي" من مواليد "القامشلي"، عام 1959.