شغفه بكرة القدم وعشقه لها، أذهل وأمتع الجماهير عندما كان لاعباً، لتبدأ رواية عشق وإبداع جديدة مع التدريب، فكان ظاهرة متميزة في هذا الميدان واكتشاف المواهب، ليصبح الفريق الذي يدربه فريقاً يمتاز بالعرض الجميل والنتائج المذهلة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 12 آذار 2018، تواصلت مع المدرب "جان عبدو قلايلي"، ليحدثنا عن تجربته لاعباً ومدرباً في "سورية" والمهجر، فقال: «بدأت لعب كرة القدم وأنا بعمر العاشرة، وذلك عام 1964 في أشبال نادي "الحسكة"، ونظراً لموهبتي اللافتة ذلك الوقت؛ لعبت مع فريق الرجال وعمري خمسة عشر عاماً ضد فريق "قاسيون"، ولعبت لنادي "الجزيرة" ومنتخب "سورية" المدرسي، ومنتخب "الشرطة العسكرية"، وبقيت لاعباً حتى عام 1976، وكانت آخر مباراة لي مع منتخب "أريتريا"، وفي تلك المباراة سلّمت قميصي إلى اللاعب الخلوق "سيمون زارو"».

لا أريد الحديث عن "سورية" كلاماً إنشائياً، هي عشق وعز وفخر. نعيش في "السويد" في مدينة "سودرتاليا"، فلا تحتاج إلى تعلم اللغة السويدية هنا، وتخال نفسك وكأنك تعيش في "الحسكة"، واللغة العربية التي نفخر ونعتز تسمعها في الشارع

أما عن رحلته مع التدريب، التي امتدت أربعين عاماً، فيقول "جان عبدو" كما يلقب: «لم أستطع ترك كرة القدم؛ فهي تسري في عروقي، وبناءً على نصيحة مدربي الكابتن "سعيد فرجو" اتجهت إلى التدريب، فالتحقت بدورات تدريبية في "سورية"، وبدأت العمل التدريبي مع الأشبال والناشئين، اخترت هذه الفئة المتعبة تدريباً، لكنك تنسى التعب عندما تكتشف موهبة فذة، أو تحقق الفوز. تسلمت تدريب ناشئي نادي "الجزيرة" منذ عام 1982، ولغاية 1990، وخلال مدة تدريبي لم أتخلَّ عن المراكز الثلاثة الأولى في الدوري السوري، وقدمت لبلدي لاعبين موهوبين شاركوا مع المنتخب السوري، مثل: "عبد الأحد سليمان"، "ياسر شيخي"، "مصعب محمد"، "ريمون كيو"».

من محفوظاته وهو لاعب

ويضيف عن رحلته خارج الحدود: «عام 1991 كان مفصلياً في حياتي، فقد قررت الهجرة إلى "السويد" كي أتابع طريقي التدريبي خارج حدود الوطن، لأنهل من مدارس "أوروبا" الرياضية، هو قرار صعب بلا شك أن تترك قلبك وعقلك وكل ذكرياتك وترحل. وهناك درست علوم التدريب، والتحقت بدورات تدريبية متميزة على يد أشهر مدربي "أوروبا"، ودربت مئات اللاعبين، وشاركت ببطولات عالمية، وفزت مع فريقي الذي أدربه على فريق "ساو باولو" البرازيلي بنتيجة 2-1 بمشاركة لاعب المنتخب السوري اليوم "إلياس مرقص"، ثم أسسنا سبعة أندية تحمل اسم نادي "الجزيرة" في "أوروبا"، ثم كوّنا أول منتخب سوري في العالم للمغتربين، وزرنا وطننا "سورية" ثلاث مرات، ولعبنا مباريات متعددة. كما أسسنا مدرسة كروية في "السويد"، وكان لي الفخر بأنها تحمل اسمي. باختصار، أربعون عاماً بالتدريب، ونحو 3000 متدرب وموهبة، وما زلت أدرب وأستمتع بالتدريب، ومستمر فيه».

أما عما يختزنه للوطن، فيقول: «لا أريد الحديث عن "سورية" كلاماً إنشائياً، هي عشق وعز وفخر. نعيش في "السويد" في مدينة "سودرتاليا"، فلا تحتاج إلى تعلم اللغة السويدية هنا، وتخال نفسك وكأنك تعيش في "الحسكة"، واللغة العربية التي نفخر ونعتز تسمعها في الشارع».

مدرباً في السويد

يقول عنه الكابتن "عبد الله حمزة": «الكابتن "جان عبدو" كان لاعباً مميزاً، ومدرباً موهوباً من أفضل من درب القواعد في "الحسكة". يجيد التعامل مع اللاعبين الصغار، وأسلوبه في التدريب يتصف بالسهل الممتنع، له فضل كبير على أغلب لاعبي "الحسكة"، يتبع الطريقة الجزئية في التدريب من السهل إلى الصعب، وأغلب تدريبه يعتمد تعليم المهارات الفنية، وهو يحب النظام والتنظيم في عمله، مع إدخال الفرح والسرور إلى قلوب لاعبيه خلال التدريب».

أما الصحفي "دحام السلطان"، فيقول عنه: «يعدّ الكابتن "جان عبدو قلايلي" واحداً من أهم أسماء عصر الرواد الذين يأتي ترتيبهم في سلم تصنيف الرعيل الثالث المؤسس لكرة القدم بنادي "الجزيرة". عرفته الملاعب لاعباً مميزاً في جميع الفئات العمرية التي لعب بها، اتجه إلى التدريب وأبدع فيه من خلال ذكائه الحاد ونظرته الفنية وشخصيته القوية التي ساهمت في إعداد القواعد في نادي "الجزيرة"، ولا يمكن إغفال دوره كمدرب من المدربين الكشافين في "سورية"، واستقطاب المواهب من الفرق الشعبية وصقلها في قواعد النادي لتلعب بعقلية لاعب النادي. ولا يزال له وزنه، ولا يستهان به على مستوى الكرة السورية؛ باعتباره واحداً من العلامات الفارقة التي ساهمت في صنع اللاعبين تكتيكياً وفنياً بأسلوب منقطع النظير إلى يومنا هذا».

الصداقة المتينة بين السوريين والسويديين