يعدّ "وادي الكنيسة" في منطقة "المالكية" من أهم المواقع السياحيّة التي يقصدها الناس للترويح عن النفس، والعيش لساعات وسط أطلال قديمة تحمل في طياتها الكثير من القصص لأناس عاشوا هنا منذ مئات السنين.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 11 تشرين الأول 2017، خلال جولتها في قرية "عين ديوار" رصدت عدّة مواقع سياحيّة وتاريخية، من بينها "وادي الكنيسة"، المشهور عند أهل المنطقة بأنه من أهم وأجمل المناطق على مستوى المحافظة، حيث قال الباحث وابن المنطقة "عمر إسماعيل" عنه: «ذاكرة الكبار تحفظ الكثير من الذكريات الجميلة له، وهي تنتقل من جيل إلى جيل، على الرغم من عوامل الزمن والطبيعة وبعض الأعمال الإنشائية الحديثة، كإنشاء بعض الطرق ومدها عبر هذه المنطقة، لكنه حافظ على جماله وكل ما فيه من تميّز. أمّا سبب تسميته بهذا الاسم، لأن الوادي وجد بالقرب من موقع الكنيسة أو المعبد كما هو متداول لدى الأهالي، لكن لم يشاهد أحد من أهالي المنطقة الكنيسة، بما فيهم المعمّرون، حتّى إنهم لم يشاهدوا جزءاً بسيطاً من الدير أو المعبد، لكونها قديمة جداً وتاريخها بعيد للغاية. أمّا المؤكد، فهو أن المعبد يعود إلى العهد الآرامي، وهذه ميزة مهمّة لإضفاء الجمال على المنطقة واعتبارها منطقة سياحيّة، وإنّ بناء هذا الدير يعود إلى أكثر من ألف سنة. والزائر لمنطقة "وادي الكنيسة" يلحظ بسهولة الوادي وأطلال المعبد وأحجاره المنوعة والكثيرة الملساء والصخرية، الناعمة والكبيرة، وأتذكر بدقة متناهية قبل عمليات الجرف وبناء الطريق كانت آثار البناء واضح المعالم، وفي أسفله إلى الشرق بقايا طريق مرصوف بالحجارة البازلتية، وتلك العلامات كلها تمثل عناوين لتكون من أجمل المناطق السياحيّة على مستوى منطقتنا الشاسعة».

صادفنا زوّاراً من مختلف مناطق محافظة "الحسكة"، في منطقة "وادي الكنيسة"، وأحياناً كثيرة من محافظات أخرى، وإن ارتياد المكان واجب على الجميع، ليتعرفوا إلى تراث المنطقة ومعالمها المهمة، ومن أجل ذلك نأتي إلى هنا كلما سنحت لنا الظروف

بدوره الباحث وابن المنطقة "جوزيف أنطي" إضافة إلى عمله في البحث، فهو وأسرته عاشوا في تلك القرية، وله ذكريات كثيرة في أحضانها، وقال: «"وادي الكنيسة" يعدّ من بين 15 كنيسة قديمة جداً على مستوى منطقة "المالكية"، فوجود حجر أسود كبير رسم عليه صليب في الوادي المذكور، إضافة إلى ذلك وجود الأحجار المتلاصقة والأحجار السوداء الكبيرة دليل على أن الموقع سياحي وأثري. أمّا أسباب زوال الدير أو المعبد بالكامل، ولم يبقَ له أثر إلا مكانه، لأنّ المنطقة تشهد أمطاراً غزيرة، وهي من الأسباب المباشرة للتأثير بالبناء وهدمه مع مرور الزمن الطويل. أمّا تلك الفسحة الجميلة، واللوحات الخضراء الرائعة حول المنطقة بأكملها، فأعطتها طابعاً سياحياً، لتكون من أجمل النقاط، التي يرتادها محبو السياحة والآثار، لم تفقد بريقها وخصوصيتها حتّى اليوم، إضافة إلى نقطة أخرى تعدّ مهمّة لزيارة المنطقة، لكونها منطقة دينية، وهي تضاف إلى العلامات السياحية البارزة».

وادي الكنيسة بجمال طبيعتها

أمّا "نورة علي محمّد" من سكان ريف "القامشلي"، فقد تحدّثت عن زيارتها لمنطقة "وادي الكنيسة" أكثر من مرّة، وأضافت: «صادفنا زوّاراً من مختلف مناطق محافظة "الحسكة"، في منطقة "وادي الكنيسة"، وأحياناً كثيرة من محافظات أخرى، وإن ارتياد المكان واجب على الجميع، ليتعرفوا إلى تراث المنطقة ومعالمها المهمة، ومن أجل ذلك نأتي إلى هنا كلما سنحت لنا الظروف».

جوزيف آنطي