جميع أبناء المنطقة يعرفون "حسين" معرفة جيدة، فهو كثير التنقل والتجوال، حُرم نعمة الأبوين، وعاش فقيراً، ولا يملك من الدنيا إلا محبة الناس وتعاطفهم، فبادلهم المحبة عزفاً وغناءً.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 17 حزيران 2017، التقت "حسين حاجي" في إحدى حدائق مدينة "القامشلي" وحوله مجموعة من الأطفال والنساء والشباب، وهو يعزف ويغني ليضفي جواً من المرح والسعادة، ثمّ تحدّث لنا عن مبادراته اليومية الشبيهة لهذه من خلال كلامه التالي: «ليس لدي همّ في هذه الحياة إلا أن أكون شيئاً إيجابياً للمجتمع، وخاصة الأطفال، أنا حرمتُ من كل شيء، ولم أعرف الفرح والسعادة منذ الولادة، لكن تكفيني محبة الناس، وبادر المحبون بشراء آلة "بزق" لي، فأتقنت العزف عليه بمفردي، مع حفظ أغاني تراثية بالعربية والكردية التي تخص منطقتنا، وأحمل البزق متنقلاً من مكان إلى آخر في السوق والحديقة والشارع، حتّى في الحافلة، أعزف وأغني، بمجرد مشاهدة تجمّع الأهالي، أجلس بالقرب منهم في سبيل تقديم فاصل غنائي هم بأمس الحاجة إليه. أنا على هذه الحال يومياً، من نقطة إلى أخرى وسيراً على القدمين، قاطعاً مسافات طويلة تحت أشعة الشمس وفي أيام الشتاء الباردة، أحياناً أكون جائعاً ومتعباً، لكنني أصمّم على البقاء بين الناس من الصباح حتى المساء».

خلال حفلة للأطفال ضمن إحدى الحدائق بالمدينة، تصدى "حسين" للمشاركة وكانت مفاجأة جميلة، وقدم فرحة كبيرة للصغار وأهلهم، رقصوا معه وغنوا بجانبه، ظل أكثر من ساعة واقفاً يغني ويعزف أغاني جميلة، العشرات من الأطفال ومن كان معهم التقطوا صوراً تذكارية معه، على الرغم من براءته وإعاقة جسده، إلا أنه إنسان ويقدّر الإنسان، أغلبنا يعرفه منذ الصغر، فهو يحب المساعدة والتعاون والخير، عزفه الأحلى عند الجميع، لأنه نابع من براءته، ولأنه قالها علناً: الوطن يتألم وعليّ الوقوف معه

"قاهرة محمّد" تعمل في مجال الدعم النفسي، شاركهم "حسين" أحد الأنشطة، تحدّثت عنه قائلة: «خلال حفلة للأطفال ضمن إحدى الحدائق بالمدينة، تصدى "حسين" للمشاركة وكانت مفاجأة جميلة، وقدم فرحة كبيرة للصغار وأهلهم، رقصوا معه وغنوا بجانبه، ظل أكثر من ساعة واقفاً يغني ويعزف أغاني جميلة، العشرات من الأطفال ومن كان معهم التقطوا صوراً تذكارية معه، على الرغم من براءته وإعاقة جسده، إلا أنه إنسان ويقدّر الإنسان، أغلبنا يعرفه منذ الصغر، فهو يحب المساعدة والتعاون والخير، عزفه الأحلى عند الجميع، لأنه نابع من براءته، ولأنه قالها علناً: الوطن يتألم وعليّ الوقوف معه».

أجمل لحظاته مع الأطفال

يذكر أن "حسين حاجي" من مواليد "القامشلي"، عام 1975.

عزفه الأحلى عند أبناء المنطقة