التميّز الرياضي هو إنجاز بحدّ ذاته، لكنّ التميّز الأكبر هو أن يجتمع التفوق الرياضي بدماثة الخلق والأخلاق؛ وهذا هو حال "صبحي عدلة" مدرّب بناء الأجسام، والبطل السوري الذي بصم في الخارج قبل أن يحطّ به الرحال في الوطن ليتابع مسيرته في التدريب.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27 أيار 2017، الكابتن "صبحي عدلة" ليحدثنا عن تجربته في عالم الرياضة، فقال: «بداية عشقي للرياضة كانت عام 1983، وحبي الأول والأخير كان للألعاب الفردية مع أن الطاغي كان الألعاب الجماعية وتحديداً كرة القدم، فمارست لعبة بناء الأجسام؛ لأنها تبني الجسم وتجعله رياضياً متميزاً ذا جسم سليم وجميل، فلعبت في نادي "الجزيرة" وكان مدربي آنذاك شيخ المدربين وكبيرهم "عبد الغني رشيد". كنت مواظباً على التمرين اليومي، وبات هاجسي أن أذهب إلى النادي وأتدرب كي أكسب جسماً يجعلني أنافس على البطولات، حصلت على أول بطولة على صعيد المحافظة، ونلت المركز الأول بوزني عام 1985، ثم بدأت مشاركاتي في بطولة الجمهورية إلى أن حصلت عليها عام 1994.

حصولي على البطولة كان بفضل الكابتن "صبحي عدلة" وتوجيهاته، فهو لم يبخل علي بالمعلومة والخبرة التي يتمتع بها؛ وهو مدرب خلوق وهادئ وجدّي، وفير العلم والمعرفة؛ وهذا ما يجعلك تشعر بالحماسة، وتسعى إلى تحقيق أفضل النتائج

شغفي وطموحي بات أكبر؛ لذلك قررت الرحيل، واخترت "ألمانيا"؛ لأنها دولة تهتم بالرياضة وببناء الأجسام، ولزيادة معرفتي وخبرتي بأسرار اللعبة، فوصلت إليها أواخر عام 1994، وهناك انتسبت إلى أعرق النوادي الألمانية، وشاركت ببطولتين على مستوى "ألمانيا" عامي 1997، و2000، وحصلت على مراكز متقدمة فيهما، ثم درست علوم التدريب في المعاهد الرياضية هناك، ثم أصبحت لاعباً ومدرباً في الوقت نفسه في نادي" كيرتسي فبتنس" في مدينة "دريسدن"».

إحدى البطولات في ألمانيا

وعن طريق العودة، يضيف "عدلة": «لم أفكر بالهجرة إلا لاكتساب الخبرة والعلم وتحسين الواقع الاقتصادي، وعندما حصلت على ما أريد قررت العودة إلى وطني عام 2008، كي أبدأ رحلة جديدة مع اللعب والتدريب، فصار لي نادٍ خاص بي أمارس اللعب والتدريب واضعاً خبرتي وعلمي لأبناء بلدي حتى تخرّج في النادي أبطال للجمهورية، ومدربون أكفاء أكملوا الدرب من بعدي. أما عن الرياضة، فهي قبل كل شي أخلاق، كما يجب أن تكون نهج حياة والتزاماً وجهداً، وبقدر ما تعطي الرياضة ستعطيك. احترام الرياضة هو ما وجدته في الغربة، ولم أجده لدينا إلا فيما ندر، فمنذ وصولي من المغترب وأنا أحاول الارتقاء بالفكر الرياضي، وأتمنى أن أنجح في ذلك».

وعن المعرفة التي اكتسبها ويحاول أن يعطيها للاعبيه، ونظرته إلى اللعبة، يقول: «لعبة بناء الأجسام لعبة خطرة، وخادعة إذا كنت مخادعاً معها، وأنصح مزاولي هذه اللعبة الابتعاد عن أخذ الهرمونات والمكملات الغذائية لما لها من أثر كبير في الصحة. أما عن مستقبلها، فلا أخاف عليه؛ "سورية" بلد ينبع إبداعاً، والخامات الموجودة مبشرة، والرياضي السوري إذا توفرت لديه الإمكانات والظروف سيكون له شأن كبير، والأزمة التي نمر بها ستنتهي لا محالة، سيخرج السوري منها أقوى؛ هذا يقيني، والدليل أنني لم أفكر بالهجرة والسفر مع أنني قادر على ذلك، لكن وطني أجمل، والبقاء فيه وبناءه شرف».

المدرب محمد الرحيل

يقول عنه اللاعب والمدرّب "محمد نزال الرحيل": «يمتاز الكابتن "صبحي عدلة" بسعة العلم والمعرفة العالية بعلوم التدريب، فهو يعطي التكنيك الصحيح، وتجد نفسك تتطور خلال مدة وجيزة. كنت لاعباً عنده، وكان يهتم بي اهتماماً كبيراً، ويعدل أخطائي، وليس الاهتمام لي وحدي، بل كل اللاعبين ينالون ذات الاهتمام، إضافة إلى اهتمامه بأخلاق اللاعبين ورفع مستواها، والتذكير بأن لاعب كمال الأجسام يجب أن يكون قدوة حسنة للشباب».

أما اللاعب "مصطفى عساف العيسى" بطل المحافظة لعام 2017، فيقول عنه: «حصولي على البطولة كان بفضل الكابتن "صبحي عدلة" وتوجيهاته، فهو لم يبخل علي بالمعلومة والخبرة التي يتمتع بها؛ وهو مدرب خلوق وهادئ وجدّي، وفير العلم والمعرفة؛ وهذا ما يجعلك تشعر بالحماسة، وتسعى إلى تحقيق أفضل النتائج».

يذكر أن "صبحي عدلة" من مواليد "الحسكة" عام 1968، متزوج، وله ثلاثة أبناء، ويعمل مدرّساً في المعهد الصناعي.