تربّى على فعل الخير ومساعدة الإنسان، وسار على ذات النهج في جميع مراحله حتى اليوم، فحصد شهادة الطب بجدارة، وأتقن الجراحة باختصاص نادر في منطقته، وسخّر كل ذلك لخدمة الناس مجاناً.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 1 حزيران 2017، زارت الطبيب "مسعود محمود حاج شيخموس" في مدينته "القامشلي" للحديث عن مسيرته من مختلف جوانبها، فبدأ الحديث عن البدايات بالقول: «وضعتُ هدفاً منذ الصغر وأثناء مراحل دراستي الأولى، أن أحصل على شهادة تكون فيها خدمة المجتمع كبيرة ومهمة، فانطلقت منذ الصف الأوّل بالحصول على المراكز الأولى في المدرسة، وفي جميع مراحلها، مروراً بالإعدادية والثانوية، ولم أهتم بأي شيء إلا الدراسة. وبعد نيل الشهادة الثانوية، كان التوجه إلى دراسة الطب في "روسيا البيضاء"، أمّا التخصص، فكان في "دمشق"، وبعد خمس سنوات كان مركزي الثالث بمعدل التخرج على مستوى القطر. في فترة التخصص ركزّت كثيراً على قسم التنظير، وتميّزت فيه إلى درجة وصلت إلي إشادة من المدرّسين والمشرفين، فالرغبة كانت كبيرة لإتقان هذا التخصص لكون منطقتي تفتقر إليه؛ فهذا العلم انتشر في البلد قبل 15 عاماً تقريباً فقط، وفي مدينتي ومنطقتنا الاهتمام ليس بالمستوى المطلوب، فأطباء الجيل القديم لم يتعرفوه ولم يدرسوه لغيابه، لذلك واجب علينا تعلمه وتقديم خدماته للأهالي، فاستفدتُ من تلك الخدمة في إجراء عملية قرحة مثقوبة في "دمشق"، حيث كان نجاحها مهماً لطبيب في مرحلة التخصص».

العمل الجراحي الأخير الذي أنجزه، كان جديراً بالإشادة، وقام بغيرها من العمليات الجراحية التي تشير إلى تميزه الكبير في اختصاصه "الجراحة العامة"، مع التأكيد على خبرته الكبيرة في مجال علم التنظير، هذا العلم الذي يتقنه ويريد أن ينقله إلى زملائه والنقاط الطبية في المنطقة، ولا يتردد في تقديم أي معلومة يكسبها إلى جميع الراغبين والمهتمين

أمّا عن مرحلة توجهه إلى مدينة "القامشلي"، فقال: «العيادة الطبيّة تستقبل الفقراء والمحتاجين والوافدين والنازحين من دون أي مقابل مادي، حتّى لو لم يكن ممن ذكرناهم، وطلب الإعفاء من المعاينة الطبية، فيكون له ذلك، حتّى بالنسبة للتكلفة المادية للعمليات الجراحية، نراعي أحوال الناس الاقتصادية، وأكثر من ذلك، حيث أقوم بالتواصل مع بعض الزملاء في المهنة، في سبيل إعفاء بعض المرضى من المعاينة ممن نعرف أحوالهم المادية الصعبة، إضافة إلى المساعدة في تأمين الأدوية للمرضى الذين لا طاقة لهم على شرائها. الخبرة الطبية أيضاً لها حصة كبيرة للأهالي والمرضى، وقد وفرنا عليهم معاناة السفر من "القامشلي" إلى باقي المحافظات، وخاصة إلى "دمشق"، حيث أجريت العديد من العمليات المعقدة التي كانت تجرى خارج المحافظة، وآخرها تلك التي لم تنجز مثلها من قبل على مستوى المنطقة بأكملها، بنزع كيس مائي على الكبد بطول 13سم لطفل لا يتجاوز عمره 14 عاماً، مع الكثير من التعقيدات للكيس المائي، والأهم أن العملية الجراحيّة حققت نجاحاً وتقديراً من الأهالي والأطباء».

أهم عملية جراحية في المنطقة

"سعدة محمّد شاهر" من أهالي "الرقة"، تحدّثت عن زيارتها لعيادة الطبيب "مسعود" بالقول: «سمعنا عن خدماته الطبيّة المتميزة والمجانية، فهو يتابع المريض من لحظة الوصول حتى تأمين كل ما يلزم من صور شعاعية وتحاليل مخبرية وأدوية علاجية، ويساعد في تأمينها إذا طلب منه المريض ذلك، بالمقابل هو من وجهنا لنعلم الجميع بأن عيادته تستقبل الفقراء مجاناً، ويومياً هناك العديد ممن يتوافدون إليه للاستفادة من هذه الخدمة المهمة والضرورية خاصة في هذا الوقت العصيب».

الدكتور "أحمد خليل" من زملاء المهنة في مدينة "القامشلي"، أشاد بزميله قائلاً: «العمل الجراحي الأخير الذي أنجزه، كان جديراً بالإشادة، وقام بغيرها من العمليات الجراحية التي تشير إلى تميزه الكبير في اختصاصه "الجراحة العامة"، مع التأكيد على خبرته الكبيرة في مجال علم التنظير، هذا العلم الذي يتقنه ويريد أن ينقله إلى زملائه والنقاط الطبية في المنطقة، ولا يتردد في تقديم أي معلومة يكسبها إلى جميع الراغبين والمهتمين».

الطبيب مسعود في عيادته

يذكر أنّ الطبيب "مسعود شيخموس" من مواليد قرية "حاج ناصر" في بلدة "عامودا"، عام 1978.