ثلاثة وأربعون عاماً في الغربة، أكلت من سنوات عمره وشربت، قضاها في العلم والمعرفة حتى غدا شهيراً في الطب والجراحة على صعيد العالم، وهو من الجراحين القلائل الذين طوروا جراحة الأعصاب والمخّ عن طريق ما يسمى "الأقراص الميكروسكوبية".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع المغترب الطبيب "يعرب ناجي مشوح" في "الولايات المتحدة الأميركية"، ليحدثنا عن تجربة اغترابه وإنجازاته، فقال: «مع أنني أنتمي إلى منطقة تقع شمال شرق "سورية" في محافظة "الحسكة"، إلا أنني ولدت في "دمشق"، ودرست في مدارسها، ونلت الشهادة الثانوية منها، بعدها أكملت دراستي في كلية الطب البشري "جامعة حلب"، وحين تخرّجت، سافرت إلى "الولايات المتحدة الأميركية" بهدف الاختصاص، ونلت شهادة الدكتوراة في جراحة المخّ والأعصاب وجراحة العظام والعمود الفقري.

على الرغم من بعدي وغربتي عن وطني "سورية"، الذي أعطاني الكثير، إلا أنّه يبقى في قلبي وعقلي دائماً، أترصد أخباره، وكم أنا حزين لما ألمّ به، وكلي ثقة أن الأزمة ستنتهي وتعود "سورية" وطناً للجمال والعلم والحضارة، كما أنني أفتخر بسوريتي، وكل من يشاهد إنجازاتي الطبية يستغرب أنني منها، وأنا أقول لهم: لمَ الاستغراب ونحن بلد الحضارة والعلم؟ وهاجسنا منذ الأزل الإبداع

بعد ذلك بدأت تطوير جراحة المخّ والأعصاب مع الفريق الذي أعمل معه من خلال "الأقراص الميكروسكوبية" للتداخلات الجراحية المعقدة، ومنها بدأت الرحلة في عالم الطب. والآن أعمل رئيساً لقسم جراحة الأعصاب والمخّ والعمود الفقري في مستشفى "واتر بوري" في مدينة "سانتا ماريا"، وعضو المجلس الأميركي للجراحة العصبية، وعضو المركز الطبي "كونتيكت هارت فورد"، وعضو مؤتمر جراحة الأعصاب العالمي، وعضو الجمعية الطبية "نيوهافن كونيتكت". ونظراً إلى خبرتي الطويلة ودرايتي بجراحة المخّ والأعصاب والعمود الفقري، فقد أصبحت ذا شهرة واسعة على صعيد العالم؛ لأن جراحة "الأقراص الميكروسكوبية" تحتاج إلى جراح من ذوي المهارات العالية وخبير متخصص. ونحو ثلاثة وأربعين عاماً، كان لي شرف العمل والارتباط مع جراحين يتمتعون بالمهارة المهنية، فضلاً عن المعايير الأخلاقية. ونحن نضع خبراتنا معاً في خدمة جراحة المخّ والأعصاب والعمود الفقري، وخدمات إدارة الألم».

الصحفي فؤاد الملاط

وعن علاقته بوطنه الأم بعد هذا الغياب الطويل يقول: «على الرغم من بعدي وغربتي عن وطني "سورية"، الذي أعطاني الكثير، إلا أنّه يبقى في قلبي وعقلي دائماً، أترصد أخباره، وكم أنا حزين لما ألمّ به، وكلي ثقة أن الأزمة ستنتهي وتعود "سورية" وطناً للجمال والعلم والحضارة، كما أنني أفتخر بسوريتي، وكل من يشاهد إنجازاتي الطبية يستغرب أنني منها، وأنا أقول لهم: لمَ الاستغراب ونحن بلد الحضارة والعلم؟ وهاجسنا منذ الأزل الإبداع».

يقول عنه الصحفي "فؤاد بلاط": «الدكتور "يعرب مشوح" فخر لـ"سورية"، وهو سليل عائلة تميزت بالعلم والثقافة؛ فوالده "ناجي مشوح" أحد مثقفي "سورية" منذ خمسينيات القرن الماضي، وأخته الدكتورة "لبانة مشوح" وزيرة الثقافة السابقة. وفي عام 1984، نشرت صحيفة "البعث" بحثاً مطولاً عنه؛ لقيامه بعمل جراحي خطر أدهش العالم في ذلك الوقت.

صورة توضيحية

يبقى الدكتور "يعرب مشوح" ابن "سورية"، الذي لم يبخل بمساعدة من يصل إليه طلاباً كانوا أم مرضى، والجميع يعلمون أن لهم مكاناً هناك حالما يصلون؛ فهو الابن البار لأهله ووطنه».

يذكر أنّ الدكتور "يعرب ناجي مشوح" من مواليد مدينة "دمشق"، عام 1949، متزوج ولديه ثلاثة أبناء.