تمسّك بأرضه وزرعها منذ سنوات عمره المبكرة، وتوجّه إلى ميادين الأدب وأشبع ذائقته، وقدّم إلى مجتمعه ما استطاع في هذا الجانب، شابه والده في دوره الاجتماعي، فكان وجيهاً ومصلحاً وساعياً إلى الخير.

مدوّنة وطن "eSyria"، بتاريخ 25 شباط 2017، التقت القاص "منير شمعون" في مدينة "القامشلي" ليقلّب لنا بعض صفحات حياته، يقول: «منذ الطفولة المبكرة تقربت من الأرض الزراعية، وبدأت أعيش معها يومياً، بحكم عشق الوالد لها، كنتُ أتنقل بين البساتين وحقول القمح ومراعي الأنعام. أمّا في المساء، فكنت أجتمع بالشيوخ وكبار السن برفقة والدي المختار؛ لكوني ابنه الوحيد، وما كنت أتعلمه في الحقول وفي هذه المجالس ساهم بزيادة الخبرة في حياتي، وعندما بلغت الـ17 عاماً توجّهتُ إلى عالم الأدب، بحكم حبي الشديد للمطالعة، فبدأتُ كتابة الشعر والقصة تحديداً، بهدوء كبير وتأنٍّ، تلك المطالعة خلقت لي مكتبة خاصة في المنزل تضم أكثر من 3000 كتاب ومجلد، إضافة إلى إصدار مجموعة قصصية تحت عنوان: "الأغبياء"، ومجموعة أخرى قيد النشر بعنوان: "الكذابون"، وديوان شعري أيضاً في طريقه إلى النور. ومع نهاية عام 2016، شعرت بفراغ كبير في الساحة الأدبية على مستوى المدينة؛ فقمتُ بإصدار مجلة أدبية بمساعدة الشاعر "علي الكعود" وبجهد ذاتي، فقط من أجل سد الفراغ الأدبي الكبير في المدينة، كما كانت لي مشاركات في مهرجانات القصة التي أقيمت على مستوى المنطقة والمحافظة».

"منير" من أهم الأشخاص الذين حافظوا على الزراعة بمختلف محاصيلها وأنواعها في المنطقة، إلى جانب الروح الاجتماعية المثالية التي يتصف بها، فمنذ زمن بعيد وحتّى اليوم يقدم للأسر الفقيرة والمحتاجة شهرياً من ماله الخاص، من دون أن يشعر به أحد، ولمدّة ثلاث سنوات كان يتجول من منطقة إلى أخرى، في سبيل تقديم المساعدات الغذائية والتموينية للمحتاجين والوافدين والنازحين، وهو حتّى اليوم يتنقل من حيّ إلى آخر في "القامشلي"، ومن مكان إلى آخر في سبيل تقديم تهنئة أو حل مشكلة؛ بالمحصلة هو وجه اجتماعي بارز على مستوى المنطقة بأكملها

وعن مشواره الاجتماعي، يضيف "منير": «ولدتُ وعشتُ على حب الخير ومساعدة الآخرين في قريتي ومنزلي، وتعلّمتُ الكثير من والديّ تحديداً، هناك سعي دوري ودائم إلى حلّ خصام، أو بتر خلاف، وإنجاز صلح، والتوجّه إلى أي منطقة في سبيل ذلك. أمّا خلال سنوات الأزمة، فتضاعفت الجهود، حيث عملت في عدة لجان مجتمعية وثقافية في سبيل الحفاظ على مجتمعنا ومكوناته، وتصديت للعمل ضمن لجنة "درء الفتنة"؛ وذلك عام 2012، حيث قمنا بزيارة 47 قرية على مستوى المحافظة، وحافظنا على نسيج أبناء المنطقة، ثمّ تحول اسم لجنتنا إلى لجنة "المحبة والسلام"، التي نعمل فيها ونجتهد يومياً في سبيل ما نسعى إليه.

"منير شمعون"

البقاء في الوطن رغبة مني بالاستمرار في تقديم ما يلزم تقديمه في هذا الوقت العصيب، فمنذ 35 عاماً وعروض وإغراءات الهجرة تعرض عليّ، خاصة أنّ جميع أبواب الدول الأوروبية مفتوحة للتوجه إليها، بحكم وجود العشرات من المقربين، لكن الوطن والقرية وأرضي الزراعية تمنعني، وموتي سيكون على تراب بلدي».

"صالح الحاج محمود" من أبناء منطقة "اليعربية"، تحدّث عن مشوار ابن منطقته "منير شمعون" قائلاً: «"منير" من أهم الأشخاص الذين حافظوا على الزراعة بمختلف محاصيلها وأنواعها في المنطقة، إلى جانب الروح الاجتماعية المثالية التي يتصف بها، فمنذ زمن بعيد وحتّى اليوم يقدم للأسر الفقيرة والمحتاجة شهرياً من ماله الخاص، من دون أن يشعر به أحد، ولمدّة ثلاث سنوات كان يتجول من منطقة إلى أخرى، في سبيل تقديم المساعدات الغذائية والتموينية للمحتاجين والوافدين والنازحين، وهو حتّى اليوم يتنقل من حيّ إلى آخر في "القامشلي"، ومن مكان إلى آخر في سبيل تقديم تهنئة أو حل مشكلة؛ بالمحصلة هو وجه اجتماعي بارز على مستوى المنطقة بأكملها».

مكتبته

يذكر أنّ "منير شمعون" من مواليد قرية "فطومة"، عام 1955.