قامت "نوهات رمضان" بإتقان عدد من المهن التي تساعدها على نسيان إعاقتها، وإثبات ذاتها في المجتمع، ووصلت بأعمالها المميزة إلى مناطق عديدة على مستوى "الحسكة"، لتحقق اكتفاءً ذاتياً يساعد أسرتها في التغلب على ظروف الحياة.

مدوّنة وطن "eSyria"، بتاريخ 16 آذار 2017، تابعت "نوهات سيد خلف رمضان" وهي ترسم عدداً من اللوحات الفنيّة، بجدية واهتمام وروح المحبة للعمل، فهي تعاني إعاقة نطقية وسمعية مطلقة، ومما قالته باعتماد كبير على حركات الإشارة: «تجاوزت الإعاقة وتحديتها، بالاعتماد على ذاتي وجهدي في سبيل ممارسة عدد من المهن التي تثبت فرضية عدم قدرة الإعاقة على الوقوف بوجه الإرادة والطموح، فمنذ عامين وأعمالي تدخل السوق في أماكن عديدة، فالاعتماد كبير على موادي وأعمالي، وحتّى لا أكون سبباً لإرهاق أحد، تعلمت الرسم، والخط العربي، وصناعة الإكسسوارات، وصنع الحقائب النسائية، بالاعتماد على الجهد الذاتي، من خلال قراءة الكتب التي تختص في المجالات التي ذكرت، إلى جانب مراقبة عدد من النسوة اللواتي يعملن في تلك المهن، من دون أن أخبرهن برغبتي في التعلم. مع بداية عام 2015، أعمالي وصلت إلى السوق بقوة واحترام، وكنت بنسبة قليلة أعتمد على شبكة الإنترنت، لكوني أستخدم الهاتف المحمول في شتى أعمالي، لكونه وسيلة من وسائل التواصل لدي، فاعتمادي على رسائل الهاتف المحمول في تنفيذ متطلبات الزبائن كثيرة ويومية، لكنني محرومة من ميزة الرد على المكالمات».

ينظر الجميع إليها نظرة تقدير، ويتباهون بها وبأعمالها، وأضافت "نوهات" روحاً جميلة إلى الحيّ، معطاءة وسخيّة بالأعمال الجميلة التي تقدمها، لتقدم رسالة عنها وعن أمثالها؛ فالإعاقة لم تكن في يوم من الأيام عائقاً أمام الطموح والإرادة

تضيف "نوهات" عن مهنتها: «هناك اعتماد كبير عليّ من قبل المنظّمات والجمعيات والمؤسسات بالاستفادة من لوحاتي في الرسم والتخطيط، ومن خلالها قمت بمساعدة أهلي في لوازم الحياة، وهو ما كنت أسعى إليه، والأهم الجودة في أعمالي التي أقدمها، لا أحتاج المساعدة والتعاون في كم الأعمال التي أصنعها في اليوم الواحد، أكتفي بالحصول على المواد اللازمة للعمل فقط، لكنني لا أتردد بتعليم الفتيات في أي مهنة يرغبن بتعلمها، وهناك الكثيرات ممن تعلمن من خلالي».

مجموعة من أعمالها

"آهين عيسى" المسؤولة في المراكز التي استفادت من لوحات "نوهات"، قالت عنها: «الصورة التي قدمتها عن نفسها متميزة ومفيدة، فهي رسامة وفنانة، وصانعة إكسسوارات رائعة، قامت بالرسم على جدران المركز الذي نقيم فيه، وحولته إلى لوحة جميلة، إضافة إلى عدد من رسومات الأطفال التي تبدع في إنجازها؛ وكانت سبباً في نشر فرحة كبيرة لدى الأطفال، هي بابتسامة كبيرة تقدم ما يحتاج إليه الآخرون منها، لأنها تجد نفسها معطاءة بكل الحواس على الرغم من الإعاقة، فكانت نموذجاً جميلاً لدى أبناء المنطقة كلّها».

أمّا "سميرة خالد السالم" من أهالي حيّ "قدور بك" الذي تقيم فيه "نوهات"، فبيّنت عن قيمتها في الحيّ: «ينظر الجميع إليها نظرة تقدير، ويتباهون بها وبأعمالها، وأضافت "نوهات" روحاً جميلة إلى الحيّ، معطاءة وسخيّة بالأعمال الجميلة التي تقدمها، لتقدم رسالة عنها وعن أمثالها؛ فالإعاقة لم تكن في يوم من الأيام عائقاً أمام الطموح والإرادة».

أطفال ينهحون نهج نوهات

يذكر أنّ "نوهات رمضان" من مواليد "القامشلي"، عام 1992.