تعلّق منذ الصغر بالخشبات الثلاث، واستولت هذه الهواية على عقله وقلبه مقتبساً حبها من عائلته التي تمارس لعبة كرة القدم، فتنقّل من فريق إلى آخر، حتى استقر في صفوف نادي "الجهاد"، وحقّق الكثير من المحطات الكروية الجميلة قبل أن يستقرّ بـ"ألمانيا".

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 12 تشرين الأول 2016، تواصلت مع الكابتن "ولات أرسلان" في مكان إقامته بدولة "ألمانيا" للحديث عن مشواره ورحلته مع كرة القدم، التي لم يبخل بإعطائها جلّ وقته، وقد بدأ السرد عنها قائلاً: «فتحتُ عينيّ على الحياة فوجدت الأسرة كلها محبة وعاشقة للرياضة ولكرة القدم بالتحديد، فولدت في داخلي تلك الهواية منذ الصغر، وقبيل الالتحاق بالمدرسة، كانت الشوارع والأحياء والأزقة الضيقة مكاناً لتجمعاتي لمشاركة الأطفال ممارسة اللعبة، على الرغم من قساوة الأرض التي كنّا نلعب عليها في أحيان كثيرة. أمّا في المدرسة، فكانت حصص التربية الرياضية من أهمّ الدروس لديّ، وأثناء المباريات في المدرسة ظهرت موهبتي للمعنيين على الفرق الرياضية، فتمّ انضمامي إلى فريق المدرسة ومنتخب المدينة، وبعد مشاركتي مع منتخب المحافظة، التحقت بمنتخب مدارس القطر، وشاركتُ في البطولة التي أقيمت في "لبنان" تحت قيادة الكابتن "خالد الشيخ"، وحصلنا على المركز الثالث والميدالية البرونزية».

منذ الصغر تميز بالجدية، والالتزام بالتمارين، وحفظ المعلومة وتنفيذها بدقة وحرص شديد، إضافة إلى ذلك، فهو حارس متألق ويسعى دوماً إلى إثبات قدرته على أنه الورقة الرابحة للفريق، أثبت نفسه في مدينته وبين أهله، ونحن نراقبه في بلاد الاغتراب، ونجد لديه ذات العزيمة والإصرار على التمثيل المشرف لبلده في الخارج

له مشوار آخر وحديث مطوّل عن ممارسته لكرة القدم، يقول: «المركز الذي أشغله في المباريات هو حراسة المرمى، وهذا المركز دائماً يعاني قلة المواهب، لذلك عندما وجدت الفرق الشعبية في المدينة التميز لدي، كانت رغبة الكثير منها بالمشاركة معها في البطولات التي تقام على مستوى الفرق الشعبية، ليكون انضمامي إلى فريق "الأهلي"، وكانت التجربة رائعة للغاية، وحصلت على فائدة فنية كبيرة من الفريق ومن كان يشرف عليه، وحققنا معه مراكز متقدمة جداً في البطولات المخصصة لهم، ولأن انضمامي إليه كان في سنّ مبكرة، فقد تمّ استدعائي لتمثيل أشبال نادي "الجهاد" الرياضي، بقيادة المدربين "عبد القادر حسن، ولازكين آوسي"، ولمدة موسمين، ثمّ كان التمثيل لفئة الناشئين، وخلال موسمين أيضاً حققنا نتائج طيبة وفي مراكز متقدمة على مستوى القطر. أمّا المشاركة الأغلى، فكانت مع فريق الشباب بقيادة الكابتن "محي الدين تمو"، حيث كسبنا المركز الأول على مستوى القطر، وكانت بصمتي قوية، وقدّر ذلك الكادر الفني والجماهير الرياضية. أمّا في فئة الرجال، فكان للمباريات طعم مختلف ومنافسة أقوى؛ فالجماهير كانت تغذي اللاعبين بحماسة كبيرة، شاركت معها لموسم واحد، والتصدي لركلة الجزاء مع نادي الوحدة في أحد اللقاءات في الدقائق الأخيرة، والانتصار عليهم كانا في المباراة الأجمل والأهم في مسيرتي».

تمارين يومية وجدية

وعن رحلته في "ألمانيا"، يقول: «منذ عدّة سنوات كان الذهاب إلى "ألمانيا"، ولأن حبّ الكرة باقٍ في قلوبنا ووجداننا، ورغبتنا بالتمثيل المشرف لبلدنا في اللعبة هو الهمّ والاهتمام، حافظت على التمارين والجدية، فكان إعجاب فريق "forssa bk" وتحديداً مدرب الفريق الذي دعاني للانضمام إلى الفريق وتمثيله في دوري الدرجة الثالثة، الذي يعدّ ويجهز بقوة للصعود إلى الدرجة الثانية، وهم يعدّون وجودي معهم من الأوراق المهمة والضرورية للفريق، وهو ما أكدوه مراراً، وأنا أعمل بكل جد واجتهاد لأثبت اسمي مع الفريق بكل قوة».

الكابتن "لازكين آوسي" من المدربين الموجودين في "القامشلي" حالياً، الذي أشرف على تدريب "ولات" في وقت من الأوقات، قال عنه: «منذ الصغر تميز بالجدية، والالتزام بالتمارين، وحفظ المعلومة وتنفيذها بدقة وحرص شديد، إضافة إلى ذلك، فهو حارس متألق ويسعى دوماً إلى إثبات قدرته على أنه الورقة الرابحة للفريق، أثبت نفسه في مدينته وبين أهله، ونحن نراقبه في بلاد الاغتراب، ونجد لديه ذات العزيمة والإصرار على التمثيل المشرف لبلده في الخارج».

لاعب أساسي بفريقه في الدوري الألماني

يذكر أن الرياضي "ولات أرسلان" من مواليد "القامشلي" عام 1985.