أدى السوق التجاري في قرية "الغبّاش" إلى حركة تجارية كبيرة لقرى ريف "تل حميس" خاصة، والمناطق التابعة لها عامة، ووفّر الكثير من فرص العمل، واختصر المسافات.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 24 أيلول 2016، خلال زيارتها لقرية "الغبّاش" التابعة لبلدة "تل حميس"، التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 36كم، تعرفت إلى السوق من كافة النواحي والجوانب، من خلال زوّار السوق وأهل القرية، وبداية الحديث كانت مع "عامر منذر الساهر"، حيث قال: «قريتي تبعد عن مركز السوق 8كم تقريباً، لم تكن لدي فرصة عمل قبل افتتاحه، لكن منذ عامين تمّ افتتاح هذا السوق في هذه القرية لاعتبارات عديدة، أهمها الساحة والمساحة الكبيرة الخالية أمام القرية على الطريق العام، إلى جانب توسطه بين قرى عديدة، ولأنه يقع على مسافة متوسطة بين أكثر من بلدة ومنطقة، وهي: "القامشلي، تل براك، تل حميس". وأبناء هذه المناطق يتوافدون إلى هذا السوق. الهدف الرئيس والغاية الأولى للسوق لبيع وشراء الأنعام بمختلف الأصناف، فكان سوقاً للغنم بالدرجة الأولى ليكون عوضاً عن نقل سوق "القامشلي" إلى منطقة أبعد وجهة أخرى، ليكون بعيداً جداً عن أهالي هذه القرى، واعتمادهم كبير جداً على بيع وشراء الأنعام، فيومياً هناك العشرات من الأسر تتوافد إلى السوق المذكور، ليكون سوق "الغبّاش" تعويضاً مناسباً ومثالياً».

منح لي ولعشرات الشباب والأسر فرص العمل، كنّا بأمس الحاجة إليها. بإمكان أي شخص جلب المواد التي يريد عرضها للبيع فيه، فكانت فرصة مهمة لمن يبحث عن العمل، وكل حركة في السوق والباعة تكون بنظام والتزام بأدبيات العمل فيه، هذه الخطوة ساهمت بتقديم الراحة النفسية قبل المادية، ويومياً نتوجه إلى السوق، نلتقي أصدقاء جدد، ونؤمّن قوت يومنا، وتكون لحظات حافلة بالمتعة والسعادة، فنحن جزء من السوق، الذي منح حيوية لكل القرى الموجودة في تلك المنطقة

الحاجة "سعدة خلف البادي" من قرية "الغبّاش" هي أيضاً كان لها حضور في السوق المذكور، وبيّنت عن زيارتها بالحديث التالي: «كل الأعمار والأجناس تأتي إلى هنا؛ لأنه يضم أغلب المواد والحاجيات الضرورية للمنزل، خاصة الخضار والفواكه وما يلزم لتجهيز المؤونة، حتّى إنه حوّل هذه الصحراء والبريّة إلى أكثر المناطق حيوية وحركة ونشاطاً، والأهم تأسيس علاقات اجتماعية طيبة بين الناس ضمنه؛ فبعض الأسر تعرّفت إلى بعضها من خلاله، ووجدت أن بينها أواصر قرابة ولو بعيدة نوعاً ما، لكنها قدمت نشوة في القلوب، وقد أوجد السوق حالة من ازدياد الترابط والألفة والمحبة بين أبناء الريف خاصة وزواره عامةّ».

حيوية كبيرة في السوق

الشاب "خليل بدر الدين علي" من قرية "ذبانة" التي تبعد عن مركز السوق 20كم، تحدّث عن وجود السوق في المنطقة وما تركه من أثر، فقال: «منح لي ولعشرات الشباب والأسر فرص العمل، كنّا بأمس الحاجة إليها. بإمكان أي شخص جلب المواد التي يريد عرضها للبيع فيه، فكانت فرصة مهمة لمن يبحث عن العمل، وكل حركة في السوق والباعة تكون بنظام والتزام بأدبيات العمل فيه، هذه الخطوة ساهمت بتقديم الراحة النفسية قبل المادية، ويومياً نتوجه إلى السوق، نلتقي أصدقاء جدد، ونؤمّن قوت يومنا، وتكون لحظات حافلة بالمتعة والسعادة، فنحن جزء من السوق، الذي منح حيوية لكل القرى الموجودة في تلك المنطقة».

أمّا "عياد خلف العبّاس" من أبناء مدينة "القامشلي"، فتحدّث عن وجوده شبه اليومي في منطقة السوق، من خلال كلامه التالي: «الجميع استفادوا من السوق، فهناك باعة للأنعام يأتون من "القامشلي"، ومن جميع المناطق القريبة والتابعة لتلك المنطقة، ولدي حافلة أعمل عليها. السوق ساهم ليكون الطريق العام من الطرق النشطة والفاعلة، انطلاقاً من مدينة "القامشلي" باتجاهه، وأبعد من ذلك، حتّى إنّ الكثيرين يعدّون مركز السوق نهاية وبداية خط لحركة المواصلات؛ وهذه إشارة إلى أنّ أعداداً كبيرة استفادت منه، فانطلق الكثيرون خاصة من أبناء القرية لافتتاح محال تجارية ضمنها، ليستفيدوا من حركة الأهالي فيها».

كبار السن في السوق