تعيش الأسرة التي يخوض أحد أبنائها امتحانات الشهادة حالة استنفار وترقب، فينطلق الأهل من تشاركية الهموم مع أبنائهم بممارسة دورهم الإيجابي في تخفيف حدة القلق الامتحاني وتجاوزه.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 24 أيار 2016، رصدت ظاهرة مشاركة الأسرة لهموم الامتحانات، بالتشارك مع الطالب الذي يعيش لحظات محمّلة بالقلق والتوتر؛ حيث التقت الطالب "سامر حنّا" ويقول: «لكوني طالباً في الفرع العلمي، أجد في داخلي تقلباً كبيراً وكثيراً للأفكار والتوتر، لأن خسارة علامة واحدة ربما تكون خسارة فرع جامعي بأكمله، في هذا الموقف أجد مواقف كثيرة لأسرتي، خاصةّ والديّ، أحياناً تكون تلك المواقف إيجابية، تخفف من الهمّ والهموم، والتفكير الزائد بالمستقبل، وأحياناً أخرى يذكرني الوالد أو الوالدة، بأن فرع الطب البشري هو الهدف والغاية والطموح الذي لابدّ من التفكير به، هذا حرص مضاعف عليّ، يحملني جهداً نفسياً كبيراً، وهناك نسبة كبيرة من المشاركة بالتعب والإرهاق والسهر منهما معي».

أسأل ابنتي عن المنهاج يومياً، وماذا حققت من إنجازه ودراسته، وأتواصل مع زميلاتها للسؤال عن الأسئلة والأبحاث المهمّة، حتّى إنني أتدخل في طريقة دراستها والساعات التي يجب عليها إنجازها في الدراسة، كل ذلك لأننا نشعر وكأننا جزء من النجاح أو الفشل لا قدر الله

"نجاح يوسف" والدة إحدى الطالبات في الشهادة الثانوية العامة، تجد نفسها أمام أيام عصيبة، لكونها سترافق ابنتها إلى مركزها الامتحاني، وتبقى في ترقب وانتظار حتّى صدور النتائج، وتقول: «أسأل ابنتي عن المنهاج يومياً، وماذا حققت من إنجازه ودراسته، وأتواصل مع زميلاتها للسؤال عن الأسئلة والأبحاث المهمّة، حتّى إنني أتدخل في طريقة دراستها والساعات التي يجب عليها إنجازها في الدراسة، كل ذلك لأننا نشعر وكأننا جزء من النجاح أو الفشل لا قدر الله».

في انتظار اللحظات الاستثنائية

الدكتورة "يسرا السعيد" اختصاص في علم النفس، بيّنت من وجهة نظر علمية كل العناوين التي طُرحت حول الامتحانات وقلقها، والتشاركية بين الأسرة والطالب بقولها: «قلق الامتحان حالة نفسية انفعالية تؤثر في اتزان الطالب النفسي، وهذا القلق يصاحبه أعراض نفسيّة وجسديّة كالتوتر والانفعال، وينتج ذلك عن الخوف من الرسوب أو الفشل، والرغبة في المنافسة والتوقعات العالية المثالية التي يضعها الطالب لنفسه، أو يضعها الوالدان له، إضافة إلى ضعف الثقة بالنفس، من هنا يأتي دور الأسرة الحاضنة الرئيسة للطالب، فلابدّ من استدراك بعض الأخطاء التي تقوم بها الأسرة ظناً منها أن ذلك لمصلحة الابن، وهي بعض الاعتقادات الخاطئة والسلوكيات التي يسلكها الأهل تجاه أبنائهم بدافع المحبة، والخوف على مستقبلهم، وعليهم تجنّب حرمان الابن من الترفيه شريطة ألا يؤثر ذلك بالوقت المناسب والمخصص للدراسة، وتقسيم الوقت حيث يكون هناك استراحة لمدة عشر دقائق كل ساعة استذكار، مع محاولة معرفة أنسب الأوقات للاستذكار وأفضلها بالنسبة للابن، كالمدة الصباحية الباكرة، ثمّ التركيز على الجوانب الإيجابية عند الابن، والثناء على جهده الدراسي وتقوية عزيمته وثقته بنفسه، والوعد بالجوائز والهدايا، مع ضرورة الالتزام بذلك وتنفيذه في حينه، وعدم إغفال الجانب الصحي والاعتناء بالتغذية السليمة، وتوفير الاحتياجات المادية اللازمة، ومراعاة عدد ساعات النوم الكافية مع التقليل من المشروبات المنبهة، ومن النواحي الإيجابية أيضاً تعويد الابن على مكافأة نفسه عندما ينجز أمراً إيجابياً يتعلق به، مع توفير الفرص لتحقيق ذلك».

وتضيف الدكتورة: «أما الأمور التي يجب تجنبها من قبل الأهل فتتّجلى في عدم تهويل الأفكار التي يحملها الطالب عن الامتحانات، وتوقعات الأسرة الزائدة، والمطالبة بالحصول على علامات مرتفعة جداً، كل ذلك بهدف التركيز على ضرورة احترام قدرات الطالب كما هي، وعدم المبالغة في التوقعات والنتائج المطلوبة منه، وعلى الأسرة توفير جوّ عائلي يسوده الحنان والمودة والهدوء والتنشئة الاجتماعية التي تبني الثقة بين أفراد الأسرة، وكذلك الثقة بالنفس؛ وهذا حق للطالب وواجب ملح على الأهل».