الكتاب الجامعي أهم ما ينقص الطلاب في كليات "الحسكة"، فعلى الرغم من الاعتماد على المكتبات الخاصة التي تزودهم بالملخصات إلا أنهم بحاجة إلى وجوده كركيزة أثناء المرحلة الدراسيّة، ومرجعية لما بعد التخرج.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 17 كانون الثاني 2016، التقت العديد من طلاب "جامعة الحسكة" للحديث عن غياب الكتاب الجامعي في العديد من الكليات، فمجرد التفكير بأهميته وفائدته، يزداد الاهتمام به، والعمل بشتى الوسائل للوصول إليه، هذا ما بيّنه الطالب الجامعي "سعد حسين" (كلية التربية)، ويقول: «لا نتصور أن حياتنا الدراسيّة في الجامعة بكل سنواتها ستكون بالاعتماد على المحاضرات فقط، فالهدف من دراسة الجامعة ليس النجاح والتخرج، بل هناك كتب ومواد حاجتها أكبر بعد التخرج، والاستعانة بها ضرورية جداً، لأنها تصنّف ضمن المرجعيات الأساسيّة والرئيسة، إضافة إلى العديد من الأخطاء التي تكون في المحاضرات التي تشترى من المكتبات الخاصة، تلك الأخطاء حكماً ليست مقصودة، لكنها بالمطلق مؤثرة بطريقة أو بأخرى سلباً في الطالب، فقد تكون أخطاء في الصياغة اللغوية أو أخطاء علمية، إضافة إلى المشكلات في الطباعة والجودة».

الأولوية في البحث عن كيفية إيجاد طريقة لإحضار الكتاب الجامعي من الجامعات الأخرى، حيث يجب أن تتجه إلى ذلك الكليات التي تحتاج إلى الكتاب بالدرجة الأولى، وهي الكليات النظرية، حتّى الكليات النظرية هناك درجات للأولوية، والمعنيون بالواقع التعليمي في محافظتنا، جديرون وقادرون على التصنيف

ويضيف: «الأولوية في البحث عن كيفية إيجاد طريقة لإحضار الكتاب الجامعي من الجامعات الأخرى، حيث يجب أن تتجه إلى ذلك الكليات التي تحتاج إلى الكتاب بالدرجة الأولى، وهي الكليات النظرية، حتّى الكليات النظرية هناك درجات للأولوية، والمعنيون بالواقع التعليمي في محافظتنا، جديرون وقادرون على التصنيف».

طلبة الحسكة بحاجة إلى الكتاب الجامعي

وفي لقاء مع الدكتور "إسماعيل العمري" عميد كلية التربية في "الحسكة" تحدّث عن الموضوع المطروح، ويقول: «منذ غياب النقل البري بين المحافظة وباقي المحافظات الأخرى، والطالب هنا يفتقد الكتاب الجامعي، ولا يحصل إلا على معلومات بسيطة، مما هو ضمن المقرر الدراسي بالنسبة للكتاب، وهذا الأمر يؤثر بالتحصيل العلمي بوجه عام، ويقلل من الجودة والنسبة العلمية لدى الطالب، أمّا بالنسبة للموضوع المادي، فهو مكلف أيضاً على الطالب، لأنه يضطر أن يقوم بالتصوير من خلال المكتبات الخاصة، والأسعار تكون كيفية من مكتبة لأخرى، باستثناء المكتبات التي تقع ضمن حرم الكليات، فهي تتقيد بالسعر النظامي.

لا بدّ من العمل على كيفية تأمين الكتب للطلاب، والبحث عن الكليات التي تحتاج إلى الكتاب بالدرجة الأولى، وأهمها وأولها كلية التربية، بعد ذلك يتم التنسيق والترتيب ما بين رئاسة فرع الجامعة ومديرية المطبوعات الجامعيّة "بدمشق" أو "حلب"، وربما في "اللاذقية" أو "حمص"، من ثم التواصل بتحديد احتياجات كل كلية من الكتب اللازمة، ويفضّل أن يتم هذا الإجراء الإداري قبل بداية العام الدراسي بمدة وجيزة، حتى لا يتشتت الطالب بتأخير المعلومة والمقرر، وخاصة مع وجود مؤسسة أخرى كمديرية التربية، تؤمّن كافة كتبها من العاصمة "دمشق"، وبكميات كبيرة لجميع مدارس المحافظة، وقبيل افتتاح العام الدراسي».

الدكتور نجم الحميدي

أما رئيس فرع جامعة "الفرات" في مدينة "الحسكة" الدكتور "نجم الحميدي" فتحدث عن موضوع غياب الكتاب الجامعي من كلياته، ويقول: «لا بدّ من القول إن المحاضرات تغني وتقدم ما يحتاج إليه الطالب بنسبة كبيرة، ومع ذلك كان لدينا تراسل مع عمداء الكليات بهدف الاطلاع منهم على احتياجاتهم من الكتب المقررة، لإيماننا المطلق بأهمية الكتاب، ومنذ أيّام قليلة عاودنا التعميم على جميع عمداء الكليات بهدف الوصول إلى الأعداد والكميات المطلوبة من الكتب لكل كلية، والآن العمل والهدف هو الوصول إلى الفصل الدراسي الثاني وكل ما يحتاج إليه الطلبة متوفر من ناحية الكتاب الجامعي، وهذا الأمر يحتاج إلى تنسيق الجهود والتعاون مع أكثر من جهة، خاصة أنّ إحضار الكتاب إلى المحافظة سيكون من خلال النقل الجوي، بعد أن يصل إلى مطار "القامشلي" ومنه إلى مستودعات فرع الجامعة بـ"الحسكة"».