وجدت مئات النسوة في عمل الصوف فرصة مهمّة ومناسبة لتنمية هوايتهن، إضافة إلى اكتساب التعويض المالي الذي ساهم بإعالة تلك الأسر، ضمن مشروع جديد على مستوى منطقة "القامشلي".

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 30 تشرين الثاني 2015، رصدت ذلك المشروع في المدينة والريف القريب، فالتجربة فريدة من نوعها، حيث تبقى المرأة في منزلها، من دون التوجه إلى مكان آخر لممارسة العمل، وهو ما زاد من حماسة المرأة، وهو ما بيّنته إحدى المستفيدات من المشروع "سناء فريد الخالد"، وتقول: «قدمت من ريف "دير الزور" منذ عام، وبعد بحث وتجوال تعرفت إلى هذا المشروع من خلال أحاديث الناس، فكان بمنزلة الهديّة لبعض السيدات وخاصة الوافدات من مناطق ثانية، وليس لديهن عمل محدد، والأهم من كل هذا وذاك، أنّ المشروع يعطي حرية العمل الكاملة في المنزل، من دون الذهاب إلى مقر أو مكان معيّن، وهذه الخطوة تساهم في أن يتحكم الشخص في عدد القطع التي ينجزها، فقد ينجز في اليوم الواحد عشر قطع، وفي يوم آخر لالتزامات أخرى لا ينجز أي شيء، وتكون بذلك المرأة ضمن منزلها تدبّر وتنسّق جميع أمورها، وترتّبها حسب أعمالها.

وصل عدد المستفيدات حالياً من المشروع إلى 400 امرأة، ومن لا تتقن المهنة، نقوم ومن خلال بعض المشرفات والمدربات بتعليمهن أيضاً، وكل ذلك مجاناً، وتحصل على ثمن القطعة كما هو متعارف عليه في السوق، ولذوي الاحتياجات الخاصة من النسوة مكانة خاصة ورعاية مهمة في المشروع بوجه دائم، للتعليم وتنفيذ العمل ضمن مبنى المشروع

بعض النسوة وممن يجدن عمل الصوف بدرجة كبيرة من التميّز، ساهمن بتعليم بعض الفتيات المهنة، وأنا ساهمت بتعليم إحدى بناتي وبنات ابني، وبذلك نتساعد ونقدم قطعاً إضافيّة، وكل ذلك يساهم بزيادة المبالغ الماليّة».

ما تنجزه النسوة يومياً

بدورها "منتهى سيد العمر" (وافدة من ريف "الحسكة" إلى مدينة "القامشلي") أشارت إلى أنها وأسرتها وجدوا في هذا المشروع نقطة تحوّل في حياتهم، لأنهم وصلوا إلى المدينة من دون أن يكون لهم أي وارد مالي، وتقول: «نحن ثمانية أشخاص، وليس لنا معيل من الذكور، فكان لا بدّ من التصدي لعمل نعيل به أنفسنا، وخاصة أن أسرتي جلها من الأطفال الصغار، وأنا ومنذ الصغر لدي خبرة بسيطة في ممارسة مهنة الصوف، وإنجاز قطع بسيطة وصغيرة منها، وشقيقتي الأصغر لم تكن لديها خبرة نهائيّاً، وبعد الخضوع لمدة من الزمن في أحد المشاغل الخاصة بتعليم الخياطة والتطريز والصوف في مدينة "القامشلي"، وصلنا إلى درجة متقدمة من التعليم، وتسلمنا بعد شهر من التدريب العمل ضمن المشروع، والانضمام إلى عديد النسوة اللواتي استفدن منه».

المهندس "إبراهيم الخالدي" مدير المشروع، تحدّث عن أهميته وخصوصيته وأهدافه، ويقول: «وجدنا في المنطقة أنّ الكثير من الأسر تعيلها النسوة، وليس لها وارد شهري نهائيّاً، والمرأة وبحكم طبيعتها لا تستطيع ممارسة أي مهنة أو عمل، فكان القرار أن يكون كسب تلك الأيادي من خلال تصنيع مواد وقطع من الصوف تحديداً، وتعليم من لا تعرف تلك المهنة، وهي مهنة بسيطة وسهلة التعلّم، وبدأنا المشروع منذ أكثر من عام، وتواصلنا مع أكثر من جهة بهدف كسب أكبر عدد من الأيادي العاملة من النسوة، وكانت الرغبة كبيرة من النساء الوافدات تحديداً.

إبراهيم الخالدي

ونحن كمعنيين بالمشروع، نقدم جميع ما يلزم لإنجاز ملابس الصوف، وتأخذ المرأة تلك المواد والمستلزمات إلى منزلها، ويحق لها إنجاز أكبر عدد من القطع، وعندما تنجز ما أخذته، تحصل على كمية أخرى، وحسب رغبتها».

ويضيف: «وصل عدد المستفيدات حالياً من المشروع إلى 400 امرأة، ومن لا تتقن المهنة، نقوم ومن خلال بعض المشرفات والمدربات بتعليمهن أيضاً، وكل ذلك مجاناً، وتحصل على ثمن القطعة كما هو متعارف عليه في السوق، ولذوي الاحتياجات الخاصة من النسوة مكانة خاصة ورعاية مهمة في المشروع بوجه دائم، للتعليم وتنفيذ العمل ضمن مبنى المشروع».

يذكر أنّ المشروع يقام بإشراف جمعية "البرّ" الخيرية.