لم تقف الإعاقة الجسدية التي تعرض لها عدد كبير من أبناء مدينة "القامشلي" حجر عثرة في طريق مستقبلهم على الرغم من الخجل والنظرة الأحادية التي كانوا يشعرون بها، وكان للتجربة الفريدة التي خاضوا غمارها في تعلم مهن العصر أثر كبير في حياتهم؛ منحوا من خلالها الأمل بغدٍ أفضل.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 15 تشرين الثاني 2015، وقفت عند الفكرة الجديدة، وزارت مشروع ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة "القامشلي" للتعرف عن قرب إلى الفكرة والأهداف، وكانت بداية الحوار مع الشاب "علي محمّد سليم" أحد المستفيدين من المشروع، وعبّر عن تقديره للعمل الذي يستهدفهم من خلال الكلام التالي: «كان طموحي وحلمي منذ سنوات أن أمارس مهنة صيانة الهواتف المحمولة، وهي التي تعد تقنية العصر الحديث، لكنها تتطلب الصبر والهدوء والحكمة، وبطبيعة الحال كنت أمتلك بعض الأفكار عنها، لكنني كنتُ بحاجة إلى من يعلمنا بهدوء ألف باء المصلحة، وبطريقة تناسب وضعنا الجسدي، فكان هذا المشروع الذي فتح باب الأمل لي ولأمثالي حيث خيرت بين خمس مهن لأتعلمها، والتحقت مع أقراني بدورة تخصصية على يد أساتذة يعرفون وضعنا جيداً، ويعلمون حاجاتنا تماماً، وقد تحققت لنا الكثير من سبل الراحة والفائدة والاستقرار النفسي بهذه الخطوة، وهي بمنزلة إعلان لنكون جزءاً فعّالاً في المجتمع، وهو ما كنّا ننتظره».

كان طموحي وحلمي منذ سنوات أن أمارس مهنة صيانة الهواتف المحمولة، وهي التي تعد تقنية العصر الحديث، لكنها تتطلب الصبر والهدوء والحكمة، وبطبيعة الحال كنت أمتلك بعض الأفكار عنها، لكنني كنتُ بحاجة إلى من يعلمنا بهدوء ألف باء المصلحة، وبطريقة تناسب وضعنا الجسدي، فكان هذا المشروع الذي فتح باب الأمل لي ولأمثالي حيث خيرت بين خمس مهن لأتعلمها، والتحقت مع أقراني بدورة تخصصية على يد أساتذة يعرفون وضعنا جيداً، ويعلمون حاجاتنا تماماً، وقد تحققت لنا الكثير من سبل الراحة والفائدة والاستقرار النفسي بهذه الخطوة، وهي بمنزلة إعلان لنكون جزءاً فعّالاً في المجتمع، وهو ما كنّا ننتظره

أمّا ربة المنزل "سميرة العلي"؛ التي وجهت ابنها للمشروع المذكور لينطلق نحو العمل والحياة، بعد أن وصلت إلى حالة من اليأس، فقالت: «الكثيرات من ربّات الأسر يعتقدن أن أولادهن ممن فرضت عليهم إعاقة لن يبرحوا الفراش، لكن انقلب الحال كثيراً وتبدلت النفوس إلى درجة كبيرة من خلال هذه الفكرة الجديدة التي وجدت في المدينة بفضل عدد من الأشخاص، واستفاد منها كل من لديه رغبة في إطلاق ولده نحو أماكن يعتمد فيها على ذاته، ولم أتردد بإرسال ابني إلى هذا المكان، وأهم فائدة تحققت لهم هي العلاقات الاجتماعيّة التي حرموا منها نتيجة الإعاقة ونظرة المجتمع إليهم، فخلال مدة قصيرة أسس عدداً من العلاقات الاجتماعية مع من التقاهم في المشروع، ثم تجرع جرعة معنوية كبيرة من الثقة والأمل بحياة أجمل، وأكثر من ذلك فقد تحرر من سكونه وقيده ضمن المنزل، وبات يتجول ويقوم بالزيارات، ويتباهى بأنه بدأ يتعلم مهنة صيانة الحاسوب، ويراهن على أنه سيكون مبدعاً في تلك المهنة، وسيدخل السوق بكل حب وشوق».

المهندس خليل الخالدي

المهندس "خليل الخالدي" مدير المشروع، تحدّث عن الفكرة والهدف بالقول: «تكمن الفكرة والهدف في تأهيل هذه النخبة من الشبان الذين يعيشون بيننا من دون أن ندري، وإزالة شعور الإعاقة عندهم، والتفكير بعدم قدرتهم على العمل في المجتمع، وكان القرار بتعليمهم خمس مهن متنوعة يمكنهم القيام بها على الرغم من إعاقاتهم المختلفة، وحتّى اختيار المهن كان بناءً على دراسة متأنية مثل: صيانة "الجوال"، صيانة الحاسوب، أصول المحاسبة، الخياطة، حياكة الصوف. وتركنا القرار للمتعلم سواء من الذكور أو الإناث في الاختيار، علماً أن المهن هي لغة العصر الحديث، ومع أن التجربة حديثة، فقد استقبلنا خمسين متدرباً من الجنسين، والتحقوا بدورة تدريبيّة بإشراف مختصين، حيث وفرنا لهم كافة مستلزمات وأدوات النجاح، فالحرص على أن يتخرج المتدرب وهو ماهر ويتقن مهنته وصنعته بدرجة كبيرة من التميّز، إضافة إلى ذلك هناك تعويض مالي شهري لكل متدرب، لأن الهدف هو بناء فكرة في ذهنه بأنه قادر على مساعدة أهله بفكره وعطائه، علماً أنهم باتوا يؤمنون بقدرتهم على السخاء في أي مهنة كانت، والأهم من كل هذا وذاك؛ بعد انتهاء الدورة سيحصل الخريج على كافة التجهيزات والأدوات لمهنته الجديدة، فالمتخرج من قسم الخياطة سيحصل على ماكينة خياطة ولوازمها، أمّا الذي أتقن صيانة "الجوال" فسيكون لديه حقيبة كاملة من الأدوات والتجهيزات اللازمة للعمل، وهي خطوة أولى تتبعها خطوات كثيرة».

يذكر أن المشروع من مبادرات "جمعية البر".

مجموعة تتعلم صيانة "الجوال"