حجز لاسمه مكاناً مهمّاً بين شعراء منطقة "القامشلي"، فنوّع من عناوين وأغراض شعره وغاص في جميعها، فنال التألق ونال العديد من الجوائز.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 18 تشرين الثاني 2014، وقفت عند الشاعر "فرهاد عجمو" ليقلّب لنا عن رحلته مع فن الشعر، التي بدأها وهو في عمر الشباب، وقد سرد عن تلك الرحلة وعن بداياته بالقول: «أنا من مواليد مدينة "القامشلي" عام 1960، ومنذ السنوات الأولى وتحديداً في المرحلة الإعداديّة والثانويّة كنت أسطر الكلمات الجميلة باحثاً عن جمل موزونة وجميلة تقدّم طبقاً شعرياً، فوجدت بداخلي كماً كبيراً من الإبداع في الكلمات وشعرتُ بأن ذلك الفن هو الذي يسعدني ويؤنسني وهو الذي يبعد الأرق والملل، فسرت على هذا النهج وقررتُ أن يكون الشعر جزءاً مني ومن حالي ككل، ورصدتُ دعماً كبيراً من حولي، وخاصة ممن يتقن الشعر ويفهمه، فازدادت المعنويات وكثر المعجبين وتطورت من مرحلة لأخرى وبسرعة متناهية، ولأكون في عام 1978 كاتباً للشعر وألقيه على محبيه وجمهوره وبثقة عالية، وعندما تكون البداية جيّدة فحكماً ستكون النتائج مثمرة».

كثيرة هي الأمسيات الشعريّة التي قدمتها وفي جميع المناطق التابعة لمحافظتي، وحتّى يومنا هذا وأنا على منابر الشعر، وعديدة هي الجوائز التي حصدتها وكانت آخرها جائزة الشاعر الكبير "جكر خوين"، ويبقى شعاري مع الشعر أنه الصديق والحبيب

وعن أعماله الشعرية خلال جميع تلك السنوات يتحدّث قائلاً: «أصدرتُ سبعة دواوين شعرية، وتتأرجح القصائد التي دونتها بين بساطة الحياة ويومياتها العادية الأليفة، وبين الأسئلة الإنسانيّة الكبرى كالحب والحياة مثلاً، فالقصيدة مثلاً تبدأ من الهموم الفردية الذاتية، وتتوسع لتعانق الهموم، والقضايا المصيرية الكبرى، فتارة أصف لواعج روحي إزاء حبيبة حسناء؛ غائبة وأغرق في الوجدانيات الشفيفة، والرومانسيات الحالمة، وكثيراً ما لفتت قصائدي المرهفة انتباه المطربين الذين لحنوا عدداً من نصوصي الشعرية كأغان محببة سرعان ما شاعت، وراجت على نحو واسع، والكثير منها تجاوزت حدود الوطن، وقد بادر المترجم العراقي "صلاح برواري" عندما عرف قيمة ومكانة شعري إلى ترجمة مختارات من شعري، وجمعها في ديوان مستقل صدر باللغة العربية تحت عنوان "فصول الحب" عن دار الينابيع من "دمشق" وذلك عام 2008، ومن أوائل قصائدي تلك التي بعنوان "الأسلاك الشائكة"، ومن جملها: "تصون حدود أوطان العالم.. لكنها صارت صليبا.. ومزقت قلبي أربعة أشطر!"».

الشاعر في أمسية شعرية

ويتابع الشاعر "فرهاد" عن رحلته الشعرية: «ألوذ بهشاشة الشعر، ورهافته كي أعبر عما يجول في أعماقي من أزمات، ومكابدات، وكي أترجم الخيبات وما أكثرها، أمزج بين الوطن والحبيبة في منحى شعري جذاب، ومعظم الأحيان أغازل وطني، وكأنني أغازل حبيبة جميلة، عصية على الحضور؛ حالت الأقدار دون وصال العاشقين، ووفقاً لهذا الاهتمام فإن بناء القصيدة لدي ينجز وفق إيقاع سلس، فالمفردات والتعابير المختارة تأتي انعكاساً صادقا لهذه الروح الشعرية المرهفة والأنيقة، التي تختار من قاموس اللغة أكثر العبارات يسراً وسلاسة، وأكثر المفردات بساطة وتأثيراً لأصوغ منها قصيدة تأتي حيناً كالومضة الخاطفة، إذ لا تتجاوز الجملة الواحدة، وحيناً آخر تأتي متدفقة كجريان نهر عذب، ومن ذلك مقتطفات من ديوان "أحبك" ومن جملها: "ثلاثة وعشرون عاماً.. أمضيت ثلاثة وعشرين عاماً.. على طريق الحب... ثلاثة وعشرون عاماً.. مثل الرحالة أعباء أمضيتها... تحت ثلاث وعشرين جمرة تحت البرد.. ثلاث وعشرون وردة سرقتها من حديقة القلب"، وقصيدة أخرى بعنوان "عروسة الكرد" ومن أبياتها: "العروس لا تزين بالورود.. وسط ضباءات الشتاء.. من أجلها حليب الأسود.. أو أنزل القمر من السماء.. باليدين هاتين من قلب البحار أخرج الفضة والذهب"».

ويختتم الشعر قائلاً: «كثيرة هي الأمسيات الشعريّة التي قدمتها وفي جميع المناطق التابعة لمحافظتي، وحتّى يومنا هذا وأنا على منابر الشعر، وعديدة هي الجوائز التي حصدتها وكانت آخرها جائزة الشاعر الكبير "جكر خوين"، ويبقى شعاري مع الشعر أنه الصديق والحبيب».

جانب من جمهور الشاعر في أمسية شعرية

الشاعر "يوسف سليمان" تحدّث عن زميله من خلال الآتي: «الشاعرية المثالية ملاصقة له، وهو من ألمع وأهم الشعراء على مستوى واسع وشاسع، يبدع في رسم الكلمات ويتفنن في الإيقاع الشعري ويجذب القارئ العنوان والمضمون وما بين السطور، ولأنه عاشق للشعر فإنه يعطيه الحق في صياغته بأسلوب حضاري واحترافي».

يذكر أن، الشاعر "فرهاد عجمو" من أهم الشعراء الأكراد وكتب جميع شعره باللغة الكرديّة.