كثيرة هي المزايا التي مُنحت لطلبة الجامعات في السنوات الماضية تخفيفاً لمعاناة السفر وتماشياً مع الواقع، وكانت حصة طلبة محافظة "الحسكة" كبيرة، لكن يبقى لطلبة الهندسات والطب خصوصية يجب مراعاتها.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 19 أيلول 2014، زارت جامعة "الفرات" في "الحسكة"، والتقت عدداً من الطلاب في كليات الهندسة والطب لمعرفة آرائهم بقرار تقديم امتحاناتهم وموادهم في الجامعة التي يختارونها دون التقدم للامتحان العملي، مكتفين بالأسئلة والاختبارات النظرية، وكانت البداية مع الطالب "عمر محمّد" (كلية طب بشري - سنة ثانية)، ويقول: «بالأساس أنا من طلاب جامعة "دمشق"، ولكن يُسمح لنا وضمن بند التسهيلات الكثيرة التي تقدم من وزارة "التعليم العالي" للطلبة أن نتقدم بموادنا في جامعة "الفرات"، أو في أي جامعة حكومية نختارها، وطالما نحن من أبناء المحافظة فنفضل أن نبقى بين الأهل وضمن المنطقة في فترة الامتحانات، ولكن نحن أيضاً نبحث عن كيفية تعويض الجانب العملي لنا، ونحتاج ذلك كثيراً، حيث إننا نتقدم بامتحاناتنا من 90 درجة بعد طي عشر درجات عن الدوام، ويكون الاختبار وكل الأسئلة نظرية، ونحن نطالب بالاهتمام بالجانب العملي لطلبة الاختصاصات العلمية؛ لما له من أهمية في مسيرتنا الدراسية واختصاصنا».

بالأساس أنا من طلاب جامعة "دمشق"، ولكن يُسمح لنا وضمن بند التسهيلات الكثيرة التي تقدم من وزارة "التعليم العالي" للطلبة أن نتقدم بموادنا في جامعة "الفرات"، أو في أي جامعة حكومية نختارها، وطالما نحن من أبناء المحافظة فنفضل أن نبقى بين الأهل وضمن المنطقة في فترة الامتحانات، ولكن نحن أيضاً نبحث عن كيفية تعويض الجانب العملي لنا، ونحتاج ذلك كثيراً، حيث إننا نتقدم بامتحاناتنا من 90 درجة بعد طي عشر درجات عن الدوام، ويكون الاختبار وكل الأسئلة نظرية، ونحن نطالب بالاهتمام بالجانب العملي لطلبة الاختصاصات العلمية؛ لما له من أهمية في مسيرتنا الدراسية واختصاصنا

وحتى أهل التخصص يجدون في هذا القرار علامة غير مرضية، ويتحدّث الدكتور "عامر جرّاح" من كوادر جامعة "الفرات"، ويقول: «من المفروض أن يكون الطالب المذكور قد فضّل الكلية والجامعة التي يستفاد منها في مستقبله وحياته العملية، فبهذه الطريقة وبهذه الأسئلة النظرية لن يكتفي بالمعلومات التي تتطلب منه، وأهم جانب للطالب هو الجانب العملي، ويعرف مدى أهمية الموضوع، وعندما يفضل الطالب مصلحته الخاصة، أي إنه يفضل راحته والبقاء في محافظته مهما كانت نوعية وطريقة الاختبارات، فمن الواجب أن تتدخل رئاسة الجامعة وحتّى وزارة التعليم العالي في الموضوع، والبحث عن آلية جديدة تحقق المصلحة العامة، أي البحث ودراسة كيفية تخريج طالب ناجح في اختصاصه؛ وهو المشهود به لجامعاتنا وخاصة العلمية منها، ولذلك يجب دراسة الموضوع جدياً والوقوف مطولاً من أهل القرار عند الأمر».

طلبة الاختصاصات العلمية بحاجة لاختبارات عملية

أما الدكتور "جمال العبد الله" عضو الهيئة التدريسيّة في جامعة "الفرات"، فيتحدّث عن الموضوع من وجهة نظر تعليمية، ويقول: «أغلب الحالات التي تتقدم للامتحانات هم من طلاب المحافظة المسجلين في كليات "دير الزور"، ولذلك يفضلون التقدم للامتحان في فرع الجامعة بـ"الحسكة"، وفي هذه الحالة يتقدم ويُختبر بالمادة من 100 درجة بأسئلة نظرية، وهناك حالات -وهي قليلة من جامعات حكومية أخرى- يتقدم الطالب لامتحاناته أيضاً في "الحسكة" ولكن من 90 درجة، فهناك قرار بطي 10 درجات لتغيبه عن الدوام، أمّا بالنسبة للحل الأمثل لمعالجة هذا الموضوع، فهو العودة إلى قرار وزارة "التعليم العالي" رقم "47" وهو أن يلتحق الطالب بالكلية المماثلة فقط، فبات الطلبة على هذه الحالة منذ ثلاث سنوات لا يتقدمون لاختباراتهم العملية، وبذلك عندما يتخرج المهندس أو الطبيب بهذه الطريقة فسيكون عمله العملي شائكاً وبدرجة كبيرة، وربما تدرس الوزارة حالة بعض الكليات التي فيها الدوام سالكاً وبسهولة، وبذلك يقيد الطالب بالدوام في كليته الأساسية، أو كلية مماثلة للمحافظة على طاقاتنا العملية وإيصالها إلى المستوى المطلوب عند التخرّج».

موضوع طلبة الحسكة برسم وزارة التعليم العالي