شجرة بلون علم الوطن، وشموع أشعلت لأرواح شهداء الوطن، صلوات وترانيم وأدعية، تلكم هي ما رصدته لكم جولة موقع "eHasakeh" على كنائس "المالكية" وهي تحتفل بعيد الميلاد لعام /2011/.

لقد غابت مظاهر الزينة واقتصرت على الصلاة كي يرفع الله عن سورية محنتها، ولمتابعة هذا الموضوع كانت لنا هذه اللقاءات بتاريخ "25/12/2011".

إن كان من أمنية أطلبها من صاحب العيد طفل المغارة "يسوع الطفل" فهي أن يعيد لبلدنا صفاءه ولشعبنا أمنه وأمانه، وأن يحفظ جيشنا البطل وقائدنا الحكيم، وهذا العيد لم نقم بتزيين الشجرة بل وضعنا بجانب المغارة الشموع ترحماً على أبنائنا الشهداء

بدايتنا كانت مع الخوري "شمعون مراد" راعي كنيسة "مارتشموني للسريان الأرثوذكس" بالمالكية وعميد كهنة محافظة "الحسكة" الذي قال: «لقد اقتصرت أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية على الصلاة دون معايدة أو احتفالات بناءً على توجيهات قادتنا الروحيين، وذلك نظراً لما تمر به سورية وإكراماً للشهداء الأبرار من مدنيين وعسكريين، وطلبنا من رعايا كنيستنا "السريانية الأرثوذكسية" وضع شجرة العيد بلون علم الوطن سورية، وأن تضاء الشموع في البيوت لأرواح من فدوا الوطن، كما قمنا بوضع شجرة كبيرة أمام الكنيسة بلون علم سورية».

الخوري شمعون مراد

وعن صلاة وعظة العيد يقول "مراد": «لقد قمنا برفع الصلوات والدعوات بعودة بلدنا إلى عافيته آمناً هادئاً وأن يزرع في قلوب أبنائه المحبة والتسامح، وقد ركزت في عظة العيد على معاني العيد الحقيقية المتمثلة بالالتزام ببعضنا بعضاً ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج وفقير ومريض وسجين وجائع كما أوصانا صاحب العيد، وأن نكون مخلصين تجاه دولتنا وقيادتنا نعمل بتفان وبروح المسؤولية دونما تقصير، وأن يحفظ الله سياج الوطن جيشنا البطل وأن يحفظ قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد كي يخرج بلدنا من محنته بجهوده وجهود كل أبناء سورية المخلصين».

وكانت لنا محطة في الكنيسة الانجيلية الوطنية حيث التقينا القسيس "رياض إيليا" الذي قال: «رب المجد أوصانا أن نفرح مع الفرحين وأن نحزن مع الحزانى، ولأن وطننا الغالي يمر بظروف استثنائية ويسقط منه كل يوم شهداء أبرياء، نستذكر منهم على الأخص شهداء العمل الإرهابي البربري المجرم الذي طال درة الدنيا "دمشق"، ولكن في الوقت ذاته لنا رجاء وأمل أن الله لا يهمل بلده المحبوب "سورية" وسيخرجها من محنتها».

القسيس رياض ايليا

ويضيف "إيليا": «تحدثت في عظة العيد عن قيم ومبادئ العيد من محبة وتسامح وخير، كما طلبت من رعيتنا مشاركة الحزانى والثكالى والأيتام حزنهم وآلمهم بعدم أقامة مظاهر للزينة في البيوت وعلى الشرفات وأن يصلوا لخير بلدهم، كما التزمنا ككنيسة بتوجيهات قادة كنيستنا والكنائس الشقيقة بعدم استقبال أحد في الكنائس من زوار ومهنئين حداداً وتضامناً مع وطننا الجريح».

وكانت لنا وقفة في كنيسة "الأرمن الأرثوذكس" بالمالكية مع رئيس مجلسها الملي السيد "أرشاك سوسان" الذي قال: «جرت العادة أن نقوم باستقبال المهنئين والزوار في صالة المجلس الملي، ولكن نظراً لما نمر به وإكراماً لأرواح من فدوا سورية بدمائهم الغالية كي نحيا ويعود وطننا معافى من مدنيين وعسكريين، قمنا بإلغاء كل مظاهر العيد من استقبال وتزيين، كما طلبنا بالتنسيق مع راعي الكنيسة الأب "داجاد أكوبيان" من أرمن المالكية أن يتضامنوا مع أبناء بلدهم بعدم تزيين البيوت وإشعال الشموع والصلاة لأجل خلاص سورية التي لا نشك للحظة بعودتها قوية معافاة».

شجرة الميلاد بلون علم الوطن

ختام جولتنا كان مع السيدة "زكية لحدو" التي قالت: «إن كان من أمنية أطلبها من صاحب العيد طفل المغارة "يسوع الطفل" فهي أن يعيد لبلدنا صفاءه ولشعبنا أمنه وأمانه، وأن يحفظ جيشنا البطل وقائدنا الحكيم، وهذا العيد لم نقم بتزيين الشجرة بل وضعنا بجانب المغارة الشموع ترحماً على أبنائنا الشهداء».