ترعرع منذ طفولته على حب فن الرسم والخط، فنال الريادة والإعجاب في مراحله الابتدائية والإعدادية، ثم سخر نفسه للخط العربي فأتقن قوانينه بشكل صحيح، فنال الثقة وحاز الرضا.

موقع eHasakeh وبتاريخ 21/12/2011 التقى الخطاط "هيثم حسين" في مكتبه بمدينة "القامشلي" وتحدّث عن بداياته مع فن الخط حيث قال: «فن الخط يعطي الكثير من المعاني والقيم عدا أنه فن راق يعبر عن إحساس مرهف وجميل، ولذلك ومع طفولتي في المرحلة الابتدائية كنت أقوم برسم كل ما أكتبه بحيث أعطي جهداً مضاعفاً في جميع كتاباتي، وخاصة للعناوين الرئيسية وبذلك كنت أنال الثناء من معلّمي مدرستي على اهتمامي بالخط العربي، وكان لوالدي الفضل الأكبر في تشجيعي ودعمي باستمرار، وكان يهديني الثناءات على أعمالي حتّى لو كانت عادية، أما رحلة المدرسة في الابتدائي والإعدادي فكانت حافلة بنيلي الريادة على مستوى المحافظة، والمدارس التي تدرجت فيها والأصدقاء كانوا يعطونني الاحترام الفائق لما كنت أقدمه من إبداع وتألق في ميدان الخط العربي خاصة في المرحلة الثانوية».

الخط السليم يساعد على تعليم القراءة وتقوية أعصاب اليدين خاصة للتلميذ، ويتعود الهدوء والصبر في جميع مناحي الحياة بما فيها الدراسية، فهو من أرقى الفنون الجميلة

وتابع السيد "هيثم" عن الخط بالقول التالي: «الخط علم وفلسفة وفن، ومتعة، وغذاء للروح، لأنه يعتمد على أصول ثابتة وقواعد دقيقة تستند إلى موازين وضعها الأقدمون، ولأنه فن فهو يتسم بالجمال، ويحتاج لدقة متناهية، وقبل ذلك يتطلب التعبير الداخلي ورسم معالمه في الذهن، وعند ممارستي للخط أنسى كل هموم الدنيا واشعر بنشوة كبيرة، فمن المعروف الأنواع العديدة للخط العربي، الذي واكب ويواكب جميع المتطلبات الفنية والاجتماعية، فجميع أنواع الخطوط فيها الذوق الرفيع، واللمسة الفنية الباهرة، وأعتقد أن خط "الثلث" فيه جمالية عظيمة، واستخدامه بدقة يعطي جمالاً فنياً وأدبيا، ومن يستطيع استخدامه يكون قادراً على ممارسة كل أنواع الخطوط، فهو من أكثر استخداماتي ومتعتي، أمّا أكثر أنواع الخطوط استخداماً في منطقتنا فهما "الرقعة، الديواني" لسهولتهما ومرونتهما».

من اعمال الخطاط هيثم

وعن صعوبات الخط العربي تابع الخطاط "هيثم" بالقول التالي: «صور الحروف العربية متعددة ومتنوعة حسب الاتصال أو الانفصال، أو حسب ورودها في بدء الكلمة أو وسطها أو آخرها، حتى يبلغ أشكال بعضها أربعة، والحروف العربية في أغلبيتها تتشابه، وحتّى نحافظ على جمالية الخط العربي علينا أن نعطيه التفرغ الكامل، وأن يكون الخطاط في حالة نشوة وهدوء».

وأضاف الخطاط "هيثم حسين" حديثه عن الخط العربي عندما قال: «أهم مسألة في اللغة العربية وجماليتها تكمن في الخط العربي، ولذلك حتّى نحافظ على رونقه وجماليته لابدّ من التركيز على نقطة مهمة في وقتنا الحاضر ضرورة الاستغناء عن الكتابة في الحاسوب لمن يرغب في التعليم السليم، فالخط يزداد جمالاً من خلال الكتابة باليد، فمن الصعب إعطاء الحاسوب الجمالية الحقيقية لبعض أنواع الخطوط، ويجب أن يأخذ الطفل وحتّى الشاب حقه في تعليم خطه العربي السليم من تعليم اليد فقط، وتعليم الخط وممارسته يعطي قراءة للتاريخ والتعرف على ما يتضمنه التاريخ بكل رقي وفن وحضارة».

الخطاط هيثم في مكان عمله

واختتم "هيثم" حديثه بالقول التالي: «الخط السليم يساعد على تعليم القراءة وتقوية أعصاب اليدين خاصة للتلميذ، ويتعود الهدوء والصبر في جميع مناحي الحياة بما فيها الدراسية، فهو من أرقى الفنون الجميلة».

أحد الذين يتعلمون عند الخطاط "هيثم" الشاب "حسين حسين" تحدّث عن تعليمه بالقول التالي: «أخذنا منه الكثير من فن الخط خلال الفترة الماضية، ومازلنا نبحث عن المزيد لأن الهدف بالمحصلة نيل العلامة التامة في فهم الخط العربي، وهو لا يبخل بإعطاء كل ما هو متعلق بفن الخط، ولا يتردد أبداً في تعليم أكبر نسبة من الشباب».

أمّا الخطّاط "شاهين محمد" فقد تحدّث عن "هيثم" بالقول التالي: «الخط العربي من أجمل الفنون وأحلاها، ومن يمارسه يتحلى بمزايا وصفات عديدة، أهمها شعوره بالنشوة، ومدينتا حاضرة بأمثال هؤلاء كالخطاط "هيثم" الذي فرض اسمه بقوة في الحفاظ على هذا الفن الراقي، وله بصمات حتّى على مستوى القطر من خلال تألقه في معارض المهرجانات القطرية».