هي "الحسكة" التي لا يُعرف فيها إلا الفرح خصوصاً في هذا اليوم، كيف لا وهو اليوم الذي يستوي فيه الليل والنهار، ويتصافح فيه الناس كلهم أخوةً متحابين، فيوم شم النسيم أو عيد "نوروز" أو سمِّه ما شئت، لكن الأهم أن العيد أخذ هذا العام أيضاً طابع التآخي، فالمنظر المطل من فوق تلٍ على أرض منبسطة، يضع أمام الناظر لوحةً من الوحدة الوطنية لا يمكن أن تُمحى من الذاكرة.

بتاريخ 21/3/2011موقع eHasakeh زار عيد "نوروز" الذي أقيم الكتف الغربي للبحيرة الشرقية في المحافظة، والتقى بدايةً السيد "آزاد ملا علي" فقال: «يعتبر هذا العيد أحد رموز الفرح الذي يعبر فيه الناس عن حبهم للخير وانتصاره على الشر، حيث يجتمع الناس في أماكن معلومة ليقيموا حفلات تتضمن العديد من الفقرات في ساحاتٍ مكشوفة، وقد أخذ هذا اليوم طابع الرحلات الربيعية التي يروح فيها الناس عن أنفسهم من تبعات العمل وإرهاقه، حيث يتوافد الناس منذ صباح يوم 21 آذار الباكر، ويقوموا بنصب الخيام وتجهيز معدات الطعام، وينتشر أفراد العائلة كلٌ حسب ما يرغب، فالفعاليات كثيرة وكلها على درجةٍ من المتعة، وأهم ما في هذا اليوم هو تمتين أواصر القربة والمحبة من خلال التزاور».

يعتبر هذا العيد أحد رموز الفرح الذي يعبر فيه الناس عن حبهم للخير وانتصاره على الشر، حيث يجتمع الناس في أماكن معلومة ليقيموا حفلات تتضمن العديد من الفقرات في ساحاتٍ مكشوفة، وقد أخذ هذا اليوم طابع الرحلات الربيعية التي يروح فيها الناس عن أنفسهم من تبعات العمل وإرهاقه، حيث يتوافد الناس منذ صباح يوم 21 آذار الباكر، ويقوموا بنصب الخيام وتجهيز معدات الطعام، وينتشر أفراد العائلة كلٌ حسب ما يرغب، فالفعاليات كثيرة وكلها على درجةٍ من المتعة، وأهم ما في هذا اليوم هو تمتين أواصر القربة والمحبة من خلال التزاور

السيد "جوان سعدو" قال: «هذا اليوم هو بمثابة العيد للجميع ولا تقتصر الفرحة على ملةٍ بعينها، فلا يخفى على الناظر أن الناس الوافدين إلى مناطق الاحتفال ينتمون إلى مشارب مختلفة، لكن العامل الموحد الذي يجمعهم هو التقارب الجغرافي والتاريخي، كل أهل المنطقة يشاركون فيه، وهو يرمز ببساطة إلى حب الخير والتعاون بين كل الناس، يتميز هذا اليوم بتجمع الناس في مكانٍ معين لتأدية طقوس الأفراح من خلال الموروث الجزري، الذي تتسم به محافظة "الحسكة"، حيث تنقسم التجمعات إلى أكثر من مكان واحد، حيث تُعرض المسرحيات وتقام الدبكات والمسابقات، والحقيقة أن للدبكات طقوسٌ جميلة تختص بها المحافظة، فيوجد ما ينوف عن ست رقصات معروفة ومشهورة في المنطقة، وأود الإشارة إلى أن الرقصات ليست حكراً على أحد بل تنفذ من قبل الجميع، ما أريد قوله أننا في هذه المحافظات صهرنا الحواجز كلها بين الجميع، فالتجاور والتزاور والتصاهر، هي صورةٌ تم تعزيزها منذ أجيال، فانصهرت جميع الثقافات في بوتقةٍ واحدة اسمها "الحسكة"».

افراح الناس يضللها العلم السوري

الآنسة "بيداء سيد علي" تقول: «في البداية أود أن أعايد كل أهلنا وإخواننا في بلدنا الحبيب على امتداد رقعته، أنا طالبة في كلية الآداب في "الحسكة" واليوم أحتفل مع أهلي بأعياد "نوروز"، هذا العيد الربيعي الجميل الذي يتغير فيه الطقس ليعلن ولادة الربيع هو يوم فرح لكل الناس، ما أود قوله أننا نحتفل مع كل الناس هنا ونستمع بهذه الحفلات، لقد قمت بدعوة زميلاتي من المحافظة ومن المحافظات الأخرى ليحضروا العيد معنا، لأن العيد بدون الناس وتنوعهم يكون عيدٌ أعرج، والفرحة إذا اقتصرت على فئةٍ واحدة من الناس تكون فرحة منقوصة، أتمنى أن تكون أيامنا كلها أفراح».

السيد "غسان محمود" قال: «في الحقيقة أنا مدعوا إلى الاحتفال مع أصدقائي، ففي كل عيد توجه لي أكثر من دعوة من أكثر من جهة، وفي كل عيد ألبي هذه الدعوة وأزور أصدقائي للاستمتاع بهذه الأجواء الجميلة، بصراحة أن أعيش بين أخوتي الأكراد منذ ولدت ولا أتصور يوماً يمر دون أن نجتمع مع بعضنا، نحن نعيش في لحمةٍ حقيقية ولم يعد بيننا فوارق، لقد أخذنا من عاداتهم وتقاليدهم، وهم أيضاً فعلوا الشيء نفسه، كما أن العلاقة آخذة في التقدم يوماً بعد الأخر، فقد لا تجد جارةً من حارات المدينة تخلوا من تزاوج الأكراد والعرب فيها، كما أن حكم الجيرة يكون في كثير من الأحيان أقرب حتى من القربى، أتمنى أن يتفهم العالم حقيقة هذه العلاقات الأخوية التي تربطنا ببعض، فهذه البلد أسمى مما يحاول البعض ترويجه، بالمحصلة اليوم هو يوم فرح بامتياز، تتعالى فيه أصوات الأهازيج والموسيقى لترتقي فوق دخان المأكولات التي تغطي المنطقة، كما أن الطقس يضفى على اليوم جمالاً مضافاً، كل عام وكل الوطن بخير وفرح».

النساء والرجال يتجهون لموقع الفرح
منظر تمتزج فيه الحياة مع المياه