منذ عقود كانت محافظة "الحسكة" غنية بالموارد المائية وعلى رأسها نهر الخابور، هذا النهر الذي- بالإضافة لكونه مصدراً أساسياً من مصادر مياه الشرب والزراعة- لم يرض إلا أن يكون اسمه مقروناً باسم المحافظة، فأينما ذكرت "الحسكة" ذكر نهر "الخابور" والعكس صحيح، ولكن كما يقال فدوام الحال من المحال، وهنا لم يكن لمؤسسة المياه إلا البحث عن مصدر بديل للمياه.

موقع eHasakeh التقى المهندس "محمد عرف الشيخ علي" مدير عام مؤسسة المياه في "الحسكة" الذي حدثنا عن مصادر المياه في المحافظة بالقول: «تعتمد مدينة "الحسكة" وبلدة "تل تمر" وضواحيها في تأمين مياه الشرب، على المياه المنقولة من الآبار الإرتوازية المحفورة في سرير نهر الخابور، حيث تنقل المياه عن طريق قناة مكشوفة M1-2 بطول 64 كيلومتراً، وتصب هذه المياه في بحيرة السد الغربي والتي تغذي بدورها بحيرة السد الشرقي والتي تعتبر مصدر لمياه الشرب في المحافظة وضواحيها.

تم رفع المقترحات إلى الجهات المختصة وبالفعل أتت الموافقة سريعاً ونحن اليوم نبدأ العمل في منطقة "رأس العين" المسماة منطقة الأمل الأولى، وهذه المنطقة توفر المياه بمواصفات جيدة، ويتمتع مصدر مياه هذه المنطقة بأنه دائم التجدد حيث من المقرر أن ينتهي العمل بالمشروع في عام 2012 م، وسوف يتم جر المياه عن طريق قساطل بالتعاون مع الجهات الوصائية في المحافظة ووزارة الإسكان والتعمير ووزارة الري وبالتنسيق مع مديرية الموارد المائية

إلا أن مواصفات المياه المستخرجة بدأت بالتراجع والتغير من الناحيتين الفيزيائية والكيميائية، وهذا يعود إلى تغير المواصفات للطبقات الحاملة من جهة، والتلوث الذي تتعرض له المياه بعد أن تقطع مسافات طويلة مارة بعدد من التجمعات السكانية من جهة أخرى، وبعد الدراسة تبين أن المياه المستخدمة في يومنا هذا ستصبح في السنوات القليلة القادمة غير صالحة للشرب، الأمر الذي دعانا لتوفير مصادر بديلة وبسرعة قصوى كنوع من الحالات الاسعافية لحين وصول مياه نهر "دجلة" عن طريق حفر 30 بئر على طبقة الحامل الثاني».

المهندس محمد عرف الشيخ علي

يختم المهندس"محمد" بالقول: «تم رفع المقترحات إلى الجهات المختصة وبالفعل أتت الموافقة سريعاً ونحن اليوم نبدأ العمل في منطقة "رأس العين" المسماة منطقة الأمل الأولى، وهذه المنطقة توفر المياه بمواصفات جيدة، ويتمتع مصدر مياه هذه المنطقة بأنه دائم التجدد حيث من المقرر أن ينتهي العمل بالمشروع في عام 2012 م، وسوف يتم جر المياه عن طريق قساطل بالتعاون مع الجهات الوصائية في المحافظة ووزارة الإسكان والتعمير ووزارة الري وبالتنسيق مع مديرية الموارد المائية».

المهندس "سليمان عبد الحي" معاون مدير المؤسسة يقول: «بعد أن بدأت مواصفات المياه بالتغير سعت المؤسسة لإيجاد مصدر بديل للمياه الصالحة للشرب، وقد كان الحل الأمثل هو حفر العديد من الآبار في منطقة الأمل الأولى وجرها إلى المحطتين التابعتين للمؤسسة عن طريق قساطل، وتتمتع هذه المنطقة غزارة مياه كافية كما تتمتع بميزة التجدد المائي في الحوض، إضافة إلى جودة المواصفات الكيميائية والفيزيائية للمياه، وبعد استكمال الإجراءات والموافقات اللازمة باشرت المؤسسة بالإجراءات التنفيذية لهذا المشروع، وقد بلغت الكلفة التقديرية للمشروع حوالي 2.5 مليار ليرة سورية وبمدة زمنية لغاية 2012م».

المهندس سليمان عبد الحي

يضيف "عبد الحي": «سيتم حفر 30 بئر في حوض "رأس العين" وستسحب المياه من الحامل الثاني وعزل مياه الحامل الأول من السرب للحامل الثاني، وذلك عن طريق حقن الإسمنت في المناطق التي تنفذ منها المياه حفاظاً على استمرار عمل الآبار الزراعية في منطقة المشروع، وقد تم التعاقد مع شركة من القطاع العام وأخرى من القطاع الخاص وتمت المباشرة بأعمال الحفر.

كما تم التعاقد مع نقابة المهندسين في المحافظة لدراسة جر المياه إلى محطتي "تل تمر" و"الحسكة"، وسيتم الإعلان عن تنفيذ الأعمال الإنشائية والتجهيزات الميكانيكية والكهربائية بعد أن تنهي نقابة المهندسين الدراسة، وبعد انتهاء المشروع سيتم تزويد المحطات بما يقارب 1.5 م³/ثانية ».

أحد آبار مؤسسة المياه

ويختم نائب مدير المؤسسة بالقول: «تقوم المحطات بتأمين المياه لما يزيد على 400.000 نسمة في المحافظة، ونعمل أيضاً على توعية الإخوة المواطنين بضرورة ترشيد استخدام المياه، وذلك عن طريق توعية المواطنين من خلال البروشورات أو بعض التعليمات التي توزع في الشوارع والمنازل وحتى مع ربطة الخبز لضمان وصولها إلى الجميع ، كما نقوم بتسيير دوريات بشكل يومي تجوب الشوارع بالإضافة إلى لجنة الضابطة المائية التي تعمل على تنبيه المواطنين وتحرير الضبوط بحق المخالفين، وقد انطلقت حملة لترشيد المياه بتاريخ 23/5/2010م، وهي مستمرة حتى يتحسن وضع استخدام المياه».