«الدورة مركزة بشكل أساسي على كيفية تعديل السلوكيات غير المرغوب بها لدى الأطفال الصم، والآليات والوسائل المتبعة في هذا الجانب، وتبيّن دور الاختصاصي النفسي المهم والرئيسي في هذه العملية، وشرحت الطرق والآليات اللازمة للقيام بعمله بشكل فعال ومثمر على ارض الواقع».

الكلام لاختصاصي النفس "عمر الشيخ إبراهيم" عندما التقاه موقع eHasakeh بتاريخ 16/10/2009 على خلفية الدورة التي تقيمها مديرية التدريب والتأهيل في المحافظة والتي كان لمعهد الإعاقة السمعية جزء منها.

تكمن أهمية الدورة الارتقاء بمستوى كفاءات الكادر التدريسي والإداري لمعهد الصم بـ"الحسكة" حول أساليب تعديل السلوك لدى الأطفال والتعامل معه لدمجهم ولتأهيلهم في المجتمع ليكونوا عناصر فاعلة في مجتمعهم. كما أطالب بالعمل على دعم مركز الصم في "الحسكة" من المؤسسات المختصة في مجال الإعلام والتوعية الاجتماعية حول الإعاقة السمعية وذلك لأهمية البيئة ودورها، والمجتمع في تفعيل أطفال الإعاقة السمعية. وما لاحظته من إقبال ورغبة شديدة من المتدربين للمعرفة وإثراء خبراتهم بشكل كبير ليقدموا أفضل ما عندهم بكيفية عالية جداً، لهذه الفئة من الأطفال

وأضاف "الشيخ إبراهيم" عن الدورة ومدى الاستفادة منها قائلاً: «الدورة مفيدة على صعيد المعرفة بكيفية وضع الاستراتيجيات والأهداف التربوية العامة والخاصة، وكيفية وضع خطة تربوية عامة، وخطة فردية خاصة لكل طالب. كذلك معالجة الجانب الاجتماعي والنفسي كجزء أساسي ومهم في التأهيل.

عمر الشيخ ابراهيم

وقد عالجنا خلال الدورة بعض الحالات الموجودة في المعهد وقمنا بتشخيص وتحليل وسبر للحالة ومن ثم وضعنا فروضاً للحل واختيار الحل المناسب واعتماد كل حالة وكل سلوك فردي وعام.

وتجسد في هذه الدورة الاثر الايجابي على سير العملية التدريسية والتأهيلية في المعهد، فقد استفاد الكادر التدريسي والاخصاصيين النفسيين والاجتماعيين من المادة العلمية المقرونة بالتدريب العملي والميداني بشكل يدفع بالعملية التربوية بشكل عام نحو الارتقاء والانجاز، وأيضاً صقل الخبرات والمعلومات للكادر التدريسي والتاهيلي بالمعهد وتوجيهها نحو المناسب والمثمر».

عبد الرحمن الذياب

"عبد الرحمن الذياب" مدير معهد التربية الخاصة للمعوقين سمعياً قال: «الطفل المعوق نفسياً يتأثر بنفس العوامل التي يتائر بها الطفل العادي ولكن بصفة عامة فأن الأطفال المعوقين سمعياً هم أشخاص يعانون من مشكلات انفعالية أكثر من أقرانهم العاديين. لذلك يكون لديهم الشعور بالعجز والارتباك والاكتئاب والعزلة، ما يعطي استجابة نفسية واجتماعية للأطفال المعوقين سمعياً، كما أن الشعور بالقلق والتهديد والخوف وعدم الاستقرار والارتباك كلها سلوكيات تميز الأطفال المعوقين سمعياً.

إضافة لتدني تقدير الذات، لذلك نجد اغلبهم ينخفض لديهم مستوى النضج الانفعالي ويميلون للعصبية والانطوائية والعدوانية وسرعة الانفعال والغضب، والعناد وعدم الامتثال للأوامر، إضافة الى سلوكيات أخرى بحاجة للتعديل. لذلك فان أهمية هذه الدورة تنبع من ضرورة معالجة وتقويم وتعديل كل تلك السلوكيات الخاطئة لدى الطلاب المعوقين سمعياً مما ينعكس في النتيجة على مستوى التحصيل الدراسي وعلى حياتهم الاجتماعية ويسهل تأهيلهم ليكونوا عناصر فاعلين في مجتمعهم».

وليد عيسى شدود

المدرب "وليد عيسى شدود" اختصاصي علم نفس أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قال: «الفئة المستهدفة من الدورة والتي تستمر لخمسة أيام هم المعلمون والمرشدون الاجتماعيون ضمن معهد الإعاقة السمعية حيث كان التدريب ضمن محاور عدة، وركزنا على علاقة الإعاقة السمعية بمظاهر النمو لدى أطفال الصم ونحو تأثير الإعاقة السمعية على مظاهر النمو الجسمي والنمو العقلي والنمو اللغوي والانفعالي والاجتماعي لدى الأطفال المعاقين سمعياً.

كذلك تطرقنا الى منشأ السلوك العدواني لدى الأطفال الصم وهو الإعاقة بحد ذاتها أم البيئة وعرض أبحاث ودراسات ضمن هذا المجال والتي أجمعت على أن منشأ السلوك العدواني لدى أطفال الإعاقة السمعية هو البيئة. كذلك إشكالات السلوك العدواني التي تضمنت ثمانية إشكالات حيث إن السلوك العدواني يتجلى بسلوك بدني أو إشاري نحو الذات أو الآخرين بشكل مباشر وغير مباشر.

وأسباب السلوك العدواني كان منها التقليد والمحاكات والدلال الفردي ونقص الحرمان، ودور الاختصاصي الاجتماعي في تعديل السلوك لدى أطفال الصم يتجلى في التشخيص ووضع برنامج إرشادي يتضمن إستراتيجية تعديل السلوك».

وعن أهمية الدورة قال "شدود": «تكمن أهمية الدورة الارتقاء بمستوى كفاءات الكادر التدريسي والإداري لمعهد الصم بـ"الحسكة" حول أساليب تعديل السلوك لدى الأطفال والتعامل معه لدمجهم ولتأهيلهم في المجتمع ليكونوا عناصر فاعلة في مجتمعهم. كما أطالب بالعمل على دعم مركز الصم في "الحسكة" من المؤسسات المختصة في مجال الإعلام والتوعية الاجتماعية حول الإعاقة السمعية وذلك لأهمية البيئة ودورها، والمجتمع في تفعيل أطفال الإعاقة السمعية.

وما لاحظته من إقبال ورغبة شديدة من المتدربين للمعرفة وإثراء خبراتهم بشكل كبير ليقدموا أفضل ما عندهم بكيفية عالية جداً، لهذه الفئة من الأطفال».