ما إن تراه في الملعب، حتى تدخل الطمأنينة إلى قلبك، وتدرك أن حصون المرمى باتت منيعة وعصية على المهاجمين؛ لذلك حمل لقب (السد المنيع) طوال مسيرته المشرفة في ملاعب كرة القدم.

مدونة وطن "eSyria" كانت في الملعب "البلدي" بمدينة "الحسكة"، والتقت الكابتن "غسان منصور" ليحدثنا عن بداية عشقه لكرة القدم، فقال: «بدايتي مع الرياضة وكرة القدم كعادة أي رياضي في الأزقة والحارات، وفي إحدى المباريات كان من بين الحضور الراحل الكابتن "سعيد مداد"، وكان مدرباً في نادي "الجزيرة"، حيث دعاني إلى النادي واللعب في فريق الناشئين، كان ذلك عام 1976 وأشرف على تدريبي في بداية الأمر، ثم تابع تدريبي بقية المدربين الذين أشرفوا على فئات النادي، وكلهم كان لهم الفضل في تحسين مستواي والوصول إلى ما كنت عليه. أول مباراة مع فريق الرجال كانت مع نادي "الوثبة" الحمصي، وذلك عام 1980، ولعبت في خط الدفاع إلى جانب الكابتن القدير، وعضو الاتحاد السوري لكرة القدم "تركي ياسين" قبل أن يعتزل الكرة ويتجه إلى التدريب، وبعد ذلك زاملت الكابتن "سيمون زارو" في خط الدفاع طوال مشواري مع كرة القدم».

الكابتن "غسان منصور" كان من اللاعبين المميزين في خط الدفاع، وذا بنية قوية، كان مع رفاقه "سيمون زارو" و"عبد الأحد سليمان"، و"جورج خباز"، والراحل "محمد البراك" نموذجاً لفريق متميز. لقد كان لاعباً رجلاً في الملعب، ويتميز بالأخلاق العالية

ويضيف "المنصور": «عام 1982 ذهبت للخدمة الإلزامية، لكنني لم أترك النادي على الرغم من العروض التي قدمتها الأندية السورية كي ألعب معها، فقد كنت ألعب مع فريقي في الخدمة الإلزامية، ومع نادي "الجزيرة"؛ لأن القانون كان يسمح باللعب مع النادي ذاك الوقت، إصراري للعب مع النادي لم يكن من أجل المال، ولا المغريات، لأنه لم يكن قانون الاحتراف قد دخل إلى "سورية" بعد، لكن الانتماء واللعب بروح قميص النادي كان قوياً، ليس عندي فقط، بل عند كل أترابي في النادي، وفي "سورية" ككل، وأجد أن قانون الاحتراف أضعف روح الانتماء. وما زلت أسمع أصوات الجماهير إلى الآن بأذني، كانت أياماً لا تنسى، وكان خط الدفاع من الخطوط المتميزة طوال مدة لعبي مهما كانت قوة الفرق التي نلعب معها، فدخول هدف في مرمانا مهمة صعبة للجميع؛ لأننا كنا نلعب بدمنا كي نرضي جمهورنا».

مع نادي الجيش

ويتحدث "غسان منصور" عن المرحلة الذهبية التي مر بها نادي "الجزيرة" عندما كان شيخ المدربين "جوزيف إبراهيم" الملقب بـ"أبو كربو" مدرباً للنادي، وقال: «لقد كان فريقنا يخيف كل الفرق التي نلعب معها، وكنا الحصان الأسود للدوري، وذلك عامي 1988-1989، وبعد أن ترك "أبو كربو" النادي وهاجر كل لاعبي الفريق قررت الاعتزال، كان ذلك عام 1990، ولأنني لم أكن متفرغاً ولدي عائلة لم أتجه إلى التدريب، بل عملت في القطاع العام، ثم شاركت عضواَ في إدارة نادي "الجزيرة" في دورتين.

حبي لكرة القدم كان بسبب أشخاص كانوا قدوة لي، مثل: الكابتن "عبد الله صدقة"، واللاعب المغربي الشهير "عزيز بو دربالة"، والأسطورة "يوهان كرويف"، وما زلت أعشق كرة القدم وأرى أن المستقبل في "سورية" سيكون جميلاً بعد انتهاء الأزمة، وسيكون لدينا منتخب كبير يقارع الكبار؛ لأننا منبع الخامات الكروية المميزة».

مع نادي الجزيرة

يقول عنه الكابتن "عليوي عليوي" اللاعب السابق في نادي "الجزيرة"، ورئيس النادي لعدة دورات: «الكابتن "غسان منصور" من خيرة من لعب قلب دفاع في نادي "الجزيرة"، وقد استطاع أن يذود عن دفاعات الفريق بكل إخلاص ورجولة طوال الأعوام التي لعب فيها مع النادي. امتاز بالصلابة وحسن الأخلاق، وكان مثلاً أعلى لأغلب اللاعبين الذين لعبوا بعده، وبقي وفياً محباً للنادي حتى بعد اعتزاله».

أما الكابتن "جوزيف حنا" رئيس نادي "الجزيرة" السابق، والمهاجر إلى "السويد"، فيقول عنه: «الكابتن "غسان منصور" كان من اللاعبين المميزين في خط الدفاع، وذا بنية قوية، كان مع رفاقه "سيمون زارو" و"عبد الأحد سليمان"، و"جورج خباز"، والراحل "محمد البراك" نموذجاً لفريق متميز. لقد كان لاعباً رجلاً في الملعب، ويتميز بالأخلاق العالية».

يذكر أن اللاعب "غسان منصور" من مواليد "الحسكة" عام 1963، متأهل ولديه "شادي، وديمة، ودنيا"، وهو متقاعد حالياً.